25 يناير.. ماذا سيحدث هذا اليوم؟

الأحد، 19 يناير 2020 12:53 م
25 يناير.. ماذا سيحدث هذا اليوم؟
أيمن عبد التواب يكتب :

كعادتهم في كل مناسبة، يحاول تنظيم الإخوان الإرهابيين الطفو على السطح الإعلامي، وتسجيل لقطات مستترة، تدل على أنهم ما زالوا على قيد الحياة؛ إرضاءً لكفيلهم، وأسيادهم الممولين، ولإيهام أتباعهم أنهم لا يزالون لديهم القدرة على التأثير، وتحريك الشارع وقتما يشاءون.
 
الأبواق الإعلامية الإخوانية، واللجان الإلكترونية المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، نشطت هذه الأيام، تزامنًا مع الذكرى التاسعة لثورة يناير، داعين المصريين للنزول يوم 25 يناير، بزعم إسقاط النظام، واستكمال شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، التي كان يرفعها المشاركون في الثورة ضد نظام مبارك.
 
الإخوان دشنوا هاشتاج بعنوان: «نازلين يوم 25»، ورجوا له عبر وسائل إعلامهم، ويأملون أن يستجيب لهم المصريون هذه المرة، حتى لا تكون فضيحتهم أشد من «بطانة رانيا يوسف، وظهر النقاز»! خاصة بعد احتراق الكارت الذي كانوا يراهنون عليه، وهو المقاول الهارب، محمد علي، الذي لم يعد يظهر إلا على استحياء؛ لانعدام تأثيره.
 
هناك حكمة منسوبة لأينشتاين تقول: «الغباء أن تكرر فعل الشىء بنفس المقدمات والمعطيات، وتنتظر نتيجة مختلفة عن كل مرة». فمن الحماقة أن تؤلف كذبة وتصدقها، والأشد حمقًا أن تدعو الناس لكذبتك، وتطالبهم بتصديقها، وتبنيها، والعمل على نشرها.. 
 
نقول في فلسفتنا الشعبية: «التكرار يعلم الحمار»، نعم، فالحمير تعرف طريقها بالاعتياد والتكرار، لكن يبدو أن الإخوان ودراويشهم، والمحسوبين على تنظيمهم، أقل فهمًا، واستيعابًا من الحمير، فعلى الرغم من تكرار «القفا» الذي أعطاه لهم المصريون، إلا أنهم لم يتعلموا الدرس، ولم يستوعبوا لفظ الشعب لهم.
 
الإخوان الهاربون في قطر وتركيا وبريطانيا متأكدون أن مصر- الآن- تغيرت إلى الأفضل، وأن مبررات قيام ثورة على النظام الحالي، ما هي إلا أوهام تعشش في عقولهم الخربة.. صحيح ليست الأحوال كما يطمح إليها الشعب، لكنها- على الأقل- أفضل مما كانت عليه في السابق، وآلة البناء لا تزال تعمل بحب وإخلاص.. لذا فإن تهويل وتضخيم الإخوان للنزول يوم 25 يناير، هو جهل مركب، وخيبة 3D.. كما أن حديث بعض المحسوبين على المعارضة عن «ثورة جياع» يدل على انفصالهم عن المشهد، وأنهم يعيشون في الصومال لا في مصر! 
 
كما أن بعض وسائل الإعلام «الاستنفارية»، والمحسوبة على النظام الحالي، ليست محقة في إرهابنا مما سيحدث في هذا اليوم.. فالإخوان لم يعد لهم أي تأثير حقيقي، لا في الشارع، ولا في الفضاء الإليكتروني.. فالجميع يتسابقون على التبرؤ من الإخوان، باستثناء بعض الأفراد والقوى السياسية، والمنظمات الحقوقية، التي تؤجر نفسها لمن يدفع أكثر.
 
اختصارًا.. كل شيء- في هذا اليوم- سيسير هادئًا.. فلا الجموع ستملأ الميادين، ولا الثوار سيشعلون الشوارع.. الكل سيلزم بيته، والشرطة ستحتفل بعيدها السابع والستين؛ تخليدًا لذكري ملحمة الإسماعيلية التي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجالها، علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952.. وإن حدثت تظاهرات فلن تخرج عن أفراد في شوارع «مزنوقة»؛ بحثًا عن «اللقطة» التي سيتاجرون بها في إعلامهم، ويقبضون ثمنها من الكفيل. 
 
هل معنى ذلك رضاء الشعب- رضاءً تامًا- عن أحواله المعيشية، وتأييده المطلق للنظام؟ لا أحد عاقل يقول ذلك، ولكني أعتقد أن الوعي الشعبي زاد، وأن كثيرًا من المصريين يركنون إلى الاستقرار الآن، ويرفضون القيام بمخاطرة قد يكون ضررها أكبر من نفعها، خاصة بعدما رأوا المشهد المأساوي في دول عربية شقيقة، مثل سوريا واليمن، وليبيا، والعراق.. إضافة إلى انكشاف حقيقة تجار الشعارات، وتجار الدين، وصدمتهم في شخصيات سياسبة كانوا يعولون عليها، ويرجون من ورائها خيرًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق