بعد احتفال «جوجل» بها.. ماذا تعرف عن مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية؟

الإثنين، 20 يناير 2020 11:22 م
بعد احتفال «جوجل» بها.. ماذا تعرف عن مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية؟
مفيدة عبد الرحمن
كتب مايكل فارس

احتفل محرك البحث العالمي جوجل، بذكرى ميلاد المصرية مفيدة عبد الرحمن، أول محامية في مصر والوطن العربي، وهى بذلك سبقت إلى خوض دروب ومجالات لم تكن تطرقها قبلها نساء مصريات أو ربما شرقيات، وأحرزت فيها نجاحا ملموسا دون أن يؤثر ذلك على حياتها الاجتماعية كأم لتسعة أبناء وزوجة دام زواجها قرابة 70 عاما.

ومفيدة عبد الرحمن، ولدت فى 19 يناير 1914 بحي الدرب الأحمر جنوبي لأب كان يعمل خطاطا للمصحف الشريف، والذي ألحق ابنته بمدرسة داخلية للبنات وهي في سن الخامسة، ثم مدرسة السنية ومنها حصلت على البكالوريا قبل أن تتزوج من كاتب وتاجر للمصاحف، والذى شجعها على استكمال دراستها والالتحاق بالجامعة لتكون أول امرأة متزوجة تلتحق بكلية الحقوق وهي أم لطفل وتتخرج منها أُمّا لأربعة أطفال عام 1935.

وبعد تخرجها أصبحت مفيدة عام 1939 أول امرأة أبوكاتو "محامية" مصرية ترتاد المحاكم ومنها العسكرية وهي حامل، وقد أحرزت نجاحا في مهنة المحاماة حتى أن العملاء كانوا يطلبونها بالاسم قبل أن تؤسس مكتبها، وشغلت عضوية مجلس نقابة المحامين، ولم تكن المحاماة المضمار الوحيد الذي سبقت إليه مفيدة بنات جنسها؛ فاتجهت كذلك إلى الاقتصاد فكانت أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك، وكان ذلك عام 1962، كما دخلت البرلمان، وعملت مفيدة مع الأمم المتحدة في مضمار تنظيم وتوجيه الأسرة، كما تبوأت منصب رئيسة لجمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 وحتى وفاتها عام 2002.

 

 وفى حوار سابق كان قد أجراه التلفزيون المصري مع مفيدة، قالت: "الحقيقة أنا مشواري طويل جدا جدا ... كلها سعادة مع ما داخلها من المتاعب والمشكلات العويصة لكن إيماني بالله سبحانه خفّف عني كل هذه المتاعب"، مرجعة نجاحها إلى عدة أسباب منها أسلوب التنشئة الأولى والأسرة المترابطة المتحابة سواء في كنف أبيها أو زوجها الذي تقول إنه "كان صاحب فضل كبير في تعليمي ... كان يعاونني في العناية بالصغار حتى أتمكن من المذاكرة ثم دعمني في عملي بالمحاماة ... وكان لا يغار بل كان يحفزّه نجاحي".

 

قالت مفيدة عبد الرحمن في حوراها الذى أذاعه التليفزيون المصري: "لهذا أنا مدينة لزوجي بالقسط الأكبر من النجاح ... لذلك عندما نجحت وصرت عضوة في البرلمان وفي مؤسسات كبيرة كنت أعدّ لزوجي ملابسه وأمسح حذاءه بنفسي ... وكنت أرى في ذلك فخرا لي ... مفيدة هي الزوجة في البيت تؤدي واجبات الزوجية".

 

وقد بدأت مفيدة عبد الرحمن عملها في المحاماة منذ نوفمبر 1939 م، و اختيرت للدفاع عن درية شفيق في المحكمة، وكانت درية شفيق قد تمكنت في فبراير 1951 من جمع 1500 امرأة سراً من مجموعتين نسائيتين رائدتين في مصر هما: بنت النيل والاتحاد النسائي المصري، لتنظيم مسيرة من الذين قاطعوا البرلمان لمدة أربع ساعات بعد أن تجمعوا هناك، مع سلسلة من المطالب المتعلقة بشكل رئيسي بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمرأة.  عندما بدأت القضية أمام المحكمة، حضر العديد من أنصار "بنت النيل" قاعة المحكمة وأرجأ القاضي الجلسة إلى أجل غير مسمى.

وعملت في الخمسينيات محامية دفاع في محاكمات سياسية مشهورة تتعلق بمجموعة متهمة بالتآمر على الدولة، وفي عام 1959، أصبحت عضوا في البرلمان عن الغورية والأوزبكية، كما كانت  نائبة نشطة لمدة سبعة عشر عاماً على التوالي، وكانت المرأة الوحيدة التي شاركت في عمل لجنة تعديل قوانين الوضع للمسلمين التي بدأت في الستينيات، وخلافا لذلك كانت عضوًا في مجلس إدارة بنك الجمهورية ونقابة المحامين ومجلس الاتحادات الجامعية والمؤتمر الوطني للاتحاد الاشتراكي والاتحاد الوطني ومجلس هيئة البريد.  عملت أيضًا على تأسيس جمعية "نساء الإسلام" ، وشغلت منصب رئيسة الجمعية لعدة سنوات

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق