الموت يحاصر مواطني سوريا.. أهالي «مضايا» يأكلون القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار.. سكانها دفعوا ثمن مشاركتهم في الثورة ضد بشار.. وحزب الله يستدرج الجوعى إلى «القوس»
الإثنين، 11 يناير 2016 08:57 م
بلدة تكتظ بالأجساد النحيلة، يعاني أهلها من قلة الطعام نتيجة انعدام الإنسانية.. «مضايا» التي وقفت حائلا ضد استبداد النظام السوري، فكان رده منع الطعام عنها لمدة 6 أشهر كاملة، فيقع أبناءها واحدًا تلو الآخر، عرفها العالم بعد أن تعرضت لحصار وتجويع ممنهجين مارسهما النظام السوري وحزب الله.. واقع مأساوي دفع سكانها المحاصرين إلى أكل القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار.. وترصد «صوت الأمة» معاناة أهالي «مضايا» في ظل الحصار.
موقع مضايا
تعد مضايا، من أوائل البلدات التي انضمت للثورة السورية، مما دعا الجيش لقصفها بشكل مكثف مطلع عام 2012، ثم تحولت لنقطة تمركز لعدد من فصائل المعارضة المسلحة بالقرب من دمشق.
تقع البلدة شمال غرب دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتُعد مصيفًا رئيسيًا هامًا في سوريا جنبًا إلى جنب مع مدينة الزبداني، بلغ عدد سكانها 16،780 نسمة حسب تعداد عام 2015، بالإضافة إلى حوالي 7 آلاف من النازحين، بسبب تداعيات الحرب الأهلية السورية أثناء الثورة السورية 2011، ضد بشار الأسد.
نواة الانتفاضة ضد بشار
انتفضت مضايا والزبداني منذ بداية أحداث الثورة السورية ضد بشار الأسد فكانت أول بلدة تنادي صراحةً بإسقاط النظام، فكان الرد بقصف مدفعي على البلدة بشكل متقطع حتى 13 يناير 2012، والذي جرت فيه معركة الزبداني بين كتائب حمزة بن عبدالمطلب التابعة للجيش السوري الحر وأعداد كبيرة قدّرت بـ30 ألف من الجيش السوري النظامي مدعومين بـ50 دبابة و9 قطع مدفعيّة بالإضافة لمشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني قدّروا بـ300 مقاتل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ظلت مضايا خلال الفترة من 2014 إلى 2015، فتارة تقع بيد جبهة النصرة وتارة أخرى تقع بيد الجيش الحر مع شبه حصار مفروض على البلدة من قبل النظام السوري، ولامانع من حدوث عدة ضربات بالدبابات والمدفعية للبلدة من جبل الكرسي عند حدوث نزاع بين الثائرين والنظام.
يحاول الجيش السوري في الفترة الأخيرة العمل على ضم مضايا إلى سيطرة الدولة مثلما يحاول في الزبداني وما جاورهم، وأدت هذه المحاولات المتكررة إلى تدمير الكثير من البنية التحتية في مضايا بسبب إسقاط البراميل المتفجرة ومقتل العديد من المدنيين، وبحسب الإحصائيات ومنذ بداية الحرب على مضايا في شهر يونية 2011 وحتى يناير 2015 قتل أكثر من 200 شخص بين مدني ومقاتل ثائر من أهالي البلدة، من بينهم العديد من الأطفال والنساء جراء القصف العشوائي الذي يقوم به النظام السوري.
وحاصر النظام السوري بلدة مضايا على مدار 6 أشهر، حيث نفذت السلع الغذائية والمياه وانقطعت سبل الحياة عن السكان المحاصرين ولم يدخل الغذاء البلدة منذ 3 أشهر متتالية.
رد فعل دولي لرفع الحصار
تسبب الحصار في ردود فعل عالمية غاضبة، فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إنهاء الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على مدينة مضايا في شمال غرب دمشق وإلى وقف القصف الروسي والسوري الذي يستهدف المدنيين وذلك قبل أيام من انطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ودعا فابيوس إلى بدء المفاوضات السورية سريعا بشرط وقف القصف والهجمات وأن يكون جدول الأعمال محددا وواضحا فيما يتعلق بالقضية المهمة وهي من سيتولى الحكم.
ثورة مواقع التواصل الاجتماعي
وانتشرت صور مضايا المؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق ناشطون العديد من الحملات تضامنًا مع البلدة الجريحة، ومن ضمنها حملة "#ضد_حصار_ الجوع المستمر منذ 200 يوم تقريبًا"، والتي تناقلت عددًا من الفيديوهات والصور من قلب البلدة.
دخول المساعدات إلى مضايا
تسببت ردود الأفعال الغاضبة في إدخال شاحنات مساعدات إلى داخل مضايا بريف دمشق، وذلك ضمن اتفاق بين المعارضة والنظام يقضي أيضا بإدخال مساعدات بشكل متزامن إلى بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن حزب الله يقوم باستدراج عائلات إلى منطقة القوس التي يوجد فيها حاجز له عند أطراف مضايا لإيهامهم بأنه هو من يقوم بتوزيع المساعدات على المواطنين، كما أن حزب الله أبلغ المواطنين بأن من يرغب في تسلم المساعدات فعليه الحضور إلى منطقة القوس، ومن يرد مغادرة مضايا فليغادرها، لتبقي معاناه مضايا السورية في أعين الجميع دون التحرك لوجود حلول للأزمة.