تدبيس المعدة "طريقك للموت".. شقيق إحدى ضحايا رحلة جراحات السمنة يحكي المأساة لـ"صوت الأمة"

عانت كثيرا من الوزن الزائد حتى اقترح عليها البعض الذهاب إلى طبيب لحل تلك المشكلة، بالفعل استمعت لهم وتوجهت إلى طبيب ونصحها بعمل عملية تدبيس للمعدة، وامتثلت لكل التحاليل وجهزت نفسها لحلم إنقاص الوزن حتى تستطيع العيش بطريقة طبيعية؛ لم تكن تعلم أن طريقها للرشاقة سيكون هو نهاية لحياتها بسبب نزيف حاد نتيجة العملية.

قصة السيدة "ن، و" الموظفة التي فقدت روحها وتركت اثنين من أبنائها أيتام بسبب خطأ طبي، كما يحكي شقيقها، واحدة من مئات الحكايات التي تذهب ضحية لعملية تدبيس المعدة.

عمليات جراحة ربط المعدة ويطلق عليها أيضاً عملية تدبيس المعدة؛ هي نوع من الجراحات التي يلجأ إليها الأشخاص الذين يعانوا من السمنة المفرطة ما يزيد وزنهم عن 100 كيلو جرام، تهدف إلى إنقاص الوزن بسهولة و لا تستغرق وقت طويل تعتمد علي استئصال الهرمون المسئول عن تناول الطعام.

تعد خيارات جراحة البدانة هي الوسيلة الوحيدة للتخلص السمنة المفرطة وقد قاموا بتجربة الأنظمة الغذائية، ممارسة التمارين الرياضية، الأدوية و لم تعطي نتائج إيجابية لديهم.

تشير الإحصائيات إلى أن ٣٠ ألف مصري يلجئون إلى التدخل الجراحي للتخلص من مرض السمنة المفرطة، وتحتل من بينهم نسبة ٧٠٪، والنسبة المرتفعة لإقبال النساء على تلك الجراحات في مصر.

وفي تصريحات للدكتور خالد جودت أستاذ امراض السمنة قال أن جراحات السمنة المفرطة تكون ما بين تدبيس المعدة، وقص وتكميم المعدة، وتحويل المعدة، وتتفاوت تلك الجراحات في نسب النجاح والفشل، لافتا إلى أنه بعد عدة سنوات من الجراحة ينتهي العديد من المرضى بالعودة لزيادة الوزن مرة أخرى، حيث سجلت إحصاءات الولايات المتحدة زيادة عدد حالات إعادة الجراحة بسبب الجراحات الفاشلة بنسبة ٣٠٠٪، مما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى.

وكشفت منظمة الصحة العالمية، في دراسة أجرتها عام 2016، عن أن انتشار السمنة بين البالغين في دول منطقة الشرق الأوسط تضاعف 3 مرات تقريبًا منذ 1975، ما أدى إلى زيادة أعداد مرضى القلب والأوعية الدموية، حيث تحتل مصر المركز السادس فى معدلات السمنة بمنطقة الشرق الأوسط بنسبة 32٪، وأدى ارتفاع مستويات السمنة إلى نمو سوق الجراحة التجميلية المربح للغاية فى دول الخليج، تجرى هناك أعلى نسب لعمليات علاج البدانة، التي تشمل تكميم المعدة وجراحة المجازة المعدية وربط المعدة

تعتمد عملية تدبيس المعدة على تصغير حجم المعدة والتحكم في قدرة المعدة على التمدد وتكبح هرمونات الجوع والحفاظ علي عملية الهضم بطريقة صحيحة

تتم من خلال تدبيس المعدة إلي جزئيين دون فصلهم لتكفي إلي اونصة واحدة من العناصر الغذائية ، و يصبح حجم المعدة  الجديدة أصغر من المعدة الأصلية بنسبة تقل عن 1 /10  و توجد فتحة صغيرة قطرها1,2 سم عن القطر الأصلي و بذلك يتم تصغير حجم المعدة  بشكل كبير جداً  . و بعد أن يتم تدبيس أو ربط المعدة يصبح الفرد قادر علي تناول ثلاث أرباع إلي كوب واحد من الطعام و يتم مضغ الطعام جيداً و عند تناول المزيد من الطعام يؤدي إلي الغثيان و القئ و غالباً عملية تدبيس المعدة أقل مخاطرة عن عملية تغير شرايين المعدة و لكنها أيضاً أقل نجاحاً بسبب الإفراط  في تناول الطعام بصفة مستمرة قد يؤدي بعد فترة إلي تمدد المعدة لتستوعب المزيد من الطعام .

أخطاء عمليات تدبيس المعدة واردة كما يشير الدكتور طارق كامل، عضو مجلس نقابة الأطباء ان هناك مضاعفات للمرضى، تنتج بسبب هذه العمليات التسريب وهو أمر خطير يعاني منه المريض، قد يؤدى في نهاية الأمر إلى الوفاة، موضحًا أن هناك مضاعفات معروفة ومكتوبة، ولا يشترط على الطبيب أن يكون قد أطلع المريض وأسرته عليها كتابةً ووافق عليها كتابةً، وفى هذه الحالة من الممكن أن تنتفي المسئولية الجنائية على الطبيب

يذكر انه من خلال مسح صحي لـ ١٧ مليون مواطن خلال المرحلة الأولى من مبادرة «١٠٠ مليون صحة» تبين أن ٧٥٪ من المصريين يعانون من زيادة الوزن بدرجات مختلفة منهم ٣٥٪ وزنهم فوق الطبيعي و٣٣٪ يعانون من السمنة و٦٪ يعانون من السمنة المفرطة