جواسيس الدكتاتور.. كيف حول أردوغان موظفي الدولة إلى مخبرين؟

لا مكان في تركيا لمن ينتقد الديكتاتور، الحال هكذا هناك، فلا أحد يستطيع توجيه نقد أو التحدث مع رفيق أو صديق أو أي أحد عن سياسات رجب طيب أردوغان، فهناك محاكمة عاجلة وتهم جاهزة لكل من تسول له نفسه. 

مؤخرا ألقت السلطات التركية القبض مواطن يدعي نوري باشكابان، مقيم في إسطنبول، بعد تمحاولته توثيق خطاب رسمي أمام إدارة التوثيق الثانية بمنطقة ساريير؛ ينص على عدم اعترافه بأردوغان كرئيس للجمهورية، لتهجمه على الأحزاب المعارضة في تصريحاته، إلا أن العاملين بإدارة الشهر العقاري استدعوا الشرطة التي اعتقلت باشكابان وبدأت تحقيقات ضده بتهمة إهانة الرئيس.

موقع تركيا الآن، نقل تفاصيل الواقعة، وذكر أن باشكابان رفض عبارة أحزاب الذل، التي وصف بها أردوغان الأحزاب المعارضة، لكونها تؤكد عدم حياده بين الأحزاب، فيما رفض العاملون في إدارة التوثيق التابعة لوزارة العدل التركية، التي من مهامها توثيق الشكاوى والاعتراضات، توثيق الاعتراض أو حتى تحرير مذكرة تفيد رفضهم ذلك، ثم استدعوا الشرطة، وتم اقتياده إلى مركز شرطة ساريير.

في سياق متصل، أعد مجلس التعليم العالي التركي، تقريرا، كشف عن إجراء تحقيقات خلال عام 2018 مع 10 آلاف و252 أكاديميًا وطالبًا جامعيًا لأسباب سياسية، وانتهت السلطات من 9 آلاف و172 تحقيقًا دون إعلان نتائجها حتى الآن.\

وكانت جامعة احسان دوغرامجى من أكثر الجامعات التى حققت مع الأساتذة والطلاب بشأن تهم سياسية، ووصل عدد المحقق معهم نحو 462 شخصًا جرى الانتهاء من 444 فقط منها.

وتأتي جامعة كارا بوك فى المرتبة الثانية بالتحقيق مع 370 شخصًا، وجامعة دوكوز إيلول بالتحقيق مع 337 شخصًا، وجامعتا إيركييس وخطيب تبه بالتحقيق مع 330 معارضًا، لافتا إلى أن من بين قوائم الجامعات التى فتحت أكثر من 100 تحقيق فى عام 2018 كانت على النحو التالى: جامعة إسطنبول: 212 تحقيقا، جامعة دوكوز إيلول 337 تحقيقا، جامعة أفيون كوجا تبه  214 تحقيقا، جامعة آقدينيز 288 تحقيقا، جامعة باطمان 105 تحقيقا، جامعة بيليتز 132 تحقيقا، جامعة تشاناق قلعة  168 تحقيقا.

ومنذ الانقلاب المزعوم الذي وقع في 15 يوليو 2016، شنت الحكومة التركية حملات ضد معارضيها، فعزلت أكثر من 150 ألف مواطن من وظائفهم، واعتقلت ما يزيد على 50 ألفا آخرين، وتم التحقيق مع 600 ألف آخرين في تهم متعلقة بالإرهاب، وحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة العدل التركية يقبع نحو 70 ألف طالب تركي في سجون الرئيس رجب طيب أردوغان.