عن طريق معاهد بحوثها وخبرائها.. «الزراعة» تستعد لمواجهة تهديد «كورونا» بالندوات وورش العمل

الخميس، 06 فبراير 2020 09:55 ص
عن طريق معاهد بحوثها وخبرائها.. «الزراعة» تستعد لمواجهة تهديد «كورونا» بالندوات وورش العمل
فيروس كورونا يهدد الإنسان والحيوان والطيور
محمد أبو النور

فَرَضَ فيروس ومرض كورونا، ظلاله السوداء، على العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، فاضطرت الدول والحكومات، لتغيير برامجها وخططها، لمواجهة انتشار المرض، على المستويين الداخلى والخارجى، حتى لجأت العديد من الدول إلى وقف رحلات السفر من وإلى الصين، وفى مصر.

وعلى صعيد الاقتصاد والزراعة، أولت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، اهتماماً كبيراً بالحديث عن الفيروس والمرض، كعامل مشترك بين الإنسان والحيوان والطيور، بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من انتشاره السريع، ووصول المصابين لأكثر من 24 ألف و500 مصاباً، ومصرع أكثر من  490 شخصاً، أغلبهم داخل حدود المدن الصينية، فقد وضعت وزارة الزراعة على قمة أولوياتها وبرامجها، الحديث عن فيروس ومرض كورونا، للتعريف به، في الثروات الحيوانية والداجنة، وكيفية مكافحته، والوقاية منه ومحاصرته إن وُجد، من خلال المؤتمرات وورش العمل والندوات، التي يشارك فيها كمتحدثين، خبراء وأساتذة معاهد مركز البحوث الزراعية، وقيادات هيئة الخدمات البيطرية، لإطلاع الرأي العام المصرى، على تفاصيل هذا المرض، في الإنسان والحيوان والطيور، مع الأخذ في الحسبان، أن ما يتصل بالإنسان، هو مسئولية وزارة الصحة والسكان، بينما تعمل أجهزة وزارة الزراعة، على الجانب الآخر، وهو مايتصل بالثروة الحيوانية والداجنة.

الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث صحة الحيوان
الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث صحة الحيوان

 

كورونا يهدد الصادرات الزراعية

وكانت البداية، عندما قال عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن جهود المجلس قد نجحت، فى فتح العديد من الأسواق العالمية، أمام المنتجات المصرية ، وأشار إلى أن المنافسة كبيرة بين الدول، خاصة دول منطقتنا، مؤكداً على أهمية وضع حلول عاجلة للمشاكل، الناجمة عن تأثير انتشار فيروس كورونا في الصين، علي الصادرات الزراعية المصرية، لدول جنوب شرق آسيا.

وأضاف الدمرداش، في تصريحات صحفية، أن الصادرات الزراعية المصرية للصين، سوف تتأثر، بعد انتشار فيروس كورونا فيها، متوقعاً أن تنخفض الصادرات المصرية، بنسب تتراوح مابين 25% إلى 30%، فى ظل الإجراءات الصعبة الحالية، التى تتخذها الصين، موضحاً أن هناك حالة توقف شبة تام، فيما يتعلق بمجال الصادرات الزراعية المصرية، على الرغم من الجهود المصرية، ممثلة في وزارة الزراعة، بالتعاون مع المجلس التصديري، وجمعية هيا لتنمية وتطوير الصادرات البستانية، خلال السنوات الماضية، لفتح الأسواق الصينية، أمام العديد من المنتجات الزراعية المصرية.

وأوضح «الدمرداش»، أن صادرات مصر السنوية للصين، تصل لحوالى 120 ألف طن، من مختلف المحاصيل والخضر والفاكهة، مشيراً إلي أن مصر، كانت تطمح للمزيد من الصادرات الزراعية إلي الصين، قبل انتشار فيروس كورونا، في عدد من المناطق الصينية.

عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية
عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية

ومن جانبه، قال هانى حسين، المدير التنفيذى للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إنه تم إنهاء كافة الاستعدادات، لمشاركة الشركات المصرية، فى أكبر معرض للخضر والفاكهة فى العالم، والذى تنطلق فعالياته اليوم الاربعاء فى العاصمة الألمانية برلين .

وأضاف هانى حسين، في تصريحات صحفية، أن الجناح يعكس مدي قوة قطاع الإنتاج والتصدير الزراعي المصري، ضمن أكبر الدول المُصدّرة للخضر والفاكهة، على مستوى العالم، ولفت هانى حسين إلى أنه يشارك في المعرض 79 شركة مصرية، بمنتجاتها الزراعية المتنوعة، تحت إشراف وتنظيم هيئة تنمية الصادرات، والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، برعاية وزارتي التجارة والصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي.

وأوضح هانى حسين، أن هناك منافسة عالمية كبيرة، فى صادرات الخضر والفاكهة، وهو ما يستلزم الحرص الدائم، على الجودة والتنافسية فى المنتجات ، وأوضح "حسين" أن الجناح المصرى مقام على مساحة 1370 متراً مربعاً، وعلى أحدث طراز، لافتاً إلى أن المعرض تشارك فيه 135 دولة، ويزوره حوالى 78 ألف زائر  يومياً.

فيروس كورونا
فيروس كورونا

 

خبراء صحة الحيوان وإجراءات الوقاية من الفيروس

من ناحيته، نظّم مركز التدريب والتعلم والاستشارات، في معهد بحوث الصحة الحيوانية، ورشة عمل، بعنوان «فيروس كورونا المُستجَد خطرٌ متصاعد يهدد العالم.. الأسباب وطرق الوقاية»، بمشاركة أساتذة متخصصين بالمعهد، والمنظمه العربية للتنمية الزراعية، وحضور حشد من الباحثين، بالمعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وطلبة من كليات الطب البيطرى والزراعة من الجامعات المختلفة.

وقد استعرض الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث صحة الحيوان، الإجراءات الاحترازية، المُتّخَذه من قبل المعهد والمختصين، فى متابعة الوضع الوبائى الراهن، وآثاره على الصحة العامة والتجارة الدولية، وأهمية المتابعة المحتملة للحيوانات، فى نقل العدوى، وما قد يُستجد فى ذلك، بما فيه، احتمال نقل العدوى، عن طريق البضائع الواردة من الصين، وتكليف العاملين فى مجال فحص الغذاء والدواء بالمعهد، لفحص الإرساليات الواردة من دولة الصين.

فيروس كورونا تحت الميكروسكوب الألكترونى
فيروس كورونا تحت الميكروسكوب الألكترونى

 

وقال الدكتور عصام إبراهيم، وكيل المعهد للتشخيص، إنه تم تجهيز المعامل التشخيصية بالمعهد، لفحص العينات الواردة، المشتبه فيها لفيروس كورونا المستجد، والاحتياطات الاحترازية الوارده من الوزارة، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقدم المختصون، بعلوم الفيروسات بالمعهد، بإلقاء محاضرة، تضمّنت ملخصاً عن الفيروس، المسبب للمرض، وخصائصة وقدرته على البقاء فى الهواء، والبيئة المحيطة، واستعراض الأمراض المشابهة، من نفس العائلة الفيروسية، ومنها فيروس السارس، وفيروس مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والدروس المستفادة من تلك الأوبئة السابقة، ومقارنتها مع الوضح الحالى.

الثروة الداجنة فى خطر من هذا الفيروس
الثروة الداجنة فى خطر من هذا الفيروس

 

ومن جانبه، قال الدكتور عصام كامل، وكيل المعهد  للتدريب، إن المحاضرات تناولت وبائية المرض الجديد، وطرق انتقالة وسرعة انتشارة وطرق الوقاية منه، ومدى فاعلية الإجراءات المتخذه بالمطارات، وأهمية الملاحظة والحجر الصحى، للقادمين من مناطق الإصابة لفترة كافية، لا تقل عن 14 يوماً، من تاريخ الوصول، واتخاذ الإجراءات الوقائية، واستخدام الملابس الواقية والكمامات، لتقيل أى احتمال لنقل المرض إلى داخل الدولة، وفى نهاية الندوة، تم فتح باب الحوار للحضور للمناقشة.

فيروسات كورونا بين الدواجن والبشر

وفى إطار اهتمام وزارة الزراعة وخبرائها، بالكتابة والحديث عن المرض، تناول الدكتور مصطفي خليل، رئيس قسم أمراض الدواجن والأسماك، بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، مركز البحوث الزراعية، في بحث مُطوّل الكتابة عن مجموعة فيروسات كورونا بين الدواجن والبشر، وقال إنها فيروسات متغيرة الشكل، حجمها في حدود 80 -120 نانومتر، وتظهر تحت الميكروسكوب الإلكتروني علي شكل باقة، ذات بروزات دائرية علي غلاف الفيروس، ولذلك استمدت منه اسم كورونا، وهذه الفيروسات حساسة جداً للحرارة، ولذلك فإن انتشارها شديد، في البلاد الباردة، ومحدود في البلاد الحارة، وتتسبب هذه الفيروسات في إحداث مرضين من أمراض الدواجن، وهما الالتهاب الشعبي في الدجاج، والالتهاب المعوي المعدي، في الرومي.

الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق