«أبواب الخير».. مطاعم مصرية تفتح أبوابها مجانا للفقراء (صور)

«المال مال الله، إن لم يكن معك ثمن الطعام فتفضل».. بتلك العبارات فتح العديد من أصحاب المطاعم المصرية أبواب محالهم للفقراء لتناول الطعام بالمجان إيمانا منهم بأهمية التكافل الاجتماعي، والشعور بالفقراء، بما يؤكد المأثور الشعبي «الدنيا لسه فيها خير»، ويشير إلى كرم وشهامة الشعب المصري وأصحاب تلك المطاعم في تخصيص جزء من الإنتاج اليومى للفقراء والمساكين الذين لا يملكون ثمن وجبة أو غذاء يومهم.

 

ففى أسيوط توجد لافتة هى واحدة من أشهر اللافتات التى تجذب الأنظار بعد أن وضعها شاب صاحب أحد محال المأكولات الشعبية مدون عليها: «إن لم يكن معك ثمن الطعام فتفضل، فالمال مال الله»، الأمر الذى لاقى استحسان الكثيرين من الأهالى بأسيوط، لينضم بذلك لقائمة عدد من أصحاب المخابز والمحال الذين أعلنوا عن تقديم الخير بدون مقابل.

 

ولم يكن يعلم صاحب المحل ، أن هذه الجملة سيكون لها مفعول السحر، بعد أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورة للعبارة، التى كتبها على المحل الخاص به وطالبوا من الجميع التوجه والشراء من هذا المحل البسيط لدعمه فيما يقدمه من خير ، فالمحل الذى مساحته الأمتار القليلة ليس فرعا كبيرا ، أو محلا من المحلات المشهورة ذات رأس المال الكبير  يديره رجل بسيط خرج على المعاش ، وشاب يعمل بأجر لتجهيز الساندويتشات للزبائن ، وآخر للتجهيز، بينما توافد عليه الكثيرون للشراء منه ومنهم من وقف لتصوير العبارة المكتوبة على واجهة المحل الخاص به لنشرها على مواقع التواصل حتى يستفاد أحد المحتاجين منها.

 

 

وقال هاشم شحاتة على، والد زوجة صاحب المحل، إن هذا المحل خاص بزوج ابنتى ويدعى «حسام»، وأنا أقف فى هذا المكان لمساعدته بعد أن خرجت على المعاش حيث كنت أعمل فى بنك، واتفقنا فى البداية أن يكون الخير والإنفاق لله هو الهدف الأول قبل الربح، لأن البركة أهم بكثير من الربح لأنك من الممكن أن تربح أموالا كثيرة ولكن بدون بركة لن تكون لهذه الأموال قيمة فقد يتم صرفها على العلاج أو المشاكل"، ويزداد رواد المحل يوما بعد يوم وخاصة إحتراما للخير الذى يفعله هذا الشاب.

 

وفى الإسكندرية، وداخل منطقة الأزاريطة تجد لافتات مدون عليها «تجارة مع الله اخى المسلم او المسيحى إذا لم تستطع دفع ثمن الطعام فاطلب وجبتك مجانا من الساعة 5 إلى 6 مساءا يوميا»، وهذة اللافته ليست فقط على باب المطعم ولكن فى كافة الطرق والشوارع بمنطقة الأزاريطة بجوار المجمع النظرى والكليات فهى لإرشاد كل من لا يستطيع شراء وجبه لأطفاله وأسرته عليه ان يتوجه الى المطعم بدون خجل يوميا للحصول على وجبه على عدد افراد اسرته .

 

 

وقال هانى شرف، مدير المطعم ، أنه متواجد فى منطقة الأزاريطة منذ عام 1992 وكانت منطقة صناعية فى البداية ثم اكتظت بالسكان ثم انتقل فى عمارة الأزاريطة المائلة  الشهيرة ولكنه انتقل منها قبل الميل بـ 7 شهور بسبب أنه يريد مكان أكبر ورزق بمكانه الحالى بجوار مجمع الكليات ، موضحا ان مطعمه بدأ منذ السبعينات فى منطقة الابراهيمية على الترام مباشرة فهى مهنه ورثها عن والده فى طهى المشويات بكافة انواعها، مضيفا أن والده سورى الجنسية ووالدته مصرية جاء والده الى مصر مع اشقائه فى فترة نهاية الستينات وقاموا بفتح المطعم فى منطقة الإبراهيمية بوسط الإسكندرية ولكنهم صفوا المحل فى عام 1973 وذلك اثناء سفره فى تلك الفترة وعندما جاء من السفر قام بفتح محله الخاص فى منطقة الازاريطة.

 

وعن فكرة اللافته التى يضعها على باب مطعمه قال أنه اثناء تواجده بالقاهرة شاهد الفكرة فى احد المطاعم ونالت اعجابه للغاية فقرر أن يقوم بعملها فى مطعمه بالإسكندرية تحت عنوان «المتاجرة مع الله» مؤكدا أنها اعظم تجارة واسماها على الارض وهى فعل شيىء لله سبحانه وتعالى ولم تنتظر المقابل ولكن الله سيفاجئك بالمقابل الكبير فى توسع الرزق وفى كافة نواحى الحياه .

 

 

وأشار إلى أنه خصص وقت ساعة يوميا من الساعة الخامسة والسادسة مساءا خاصة أنه هناك أسر عديدة فى منطقة الازاريطة يحتاجون المساعدة وقام باستشارة شقيقية وشجعه على تنفيذها وتم تسميتها وجبه " شادى وفادى " وهم ابناءهم حتى تقوم خفيفية ويقوم طلبها من الكاشير بشكل ملائم حتى لا يشعر بالحرج ، وتم تنفيذ الفكرة منذ  45 يوم، مؤكدا أنه منذ تنفيذ الفكرة وهى لاقت نجاح كبير من المواطنين واقبال كبير ويدخلون فى نظام مؤكدا انه اعطى اوامر لكل العاملين لاستقبالهم بابتسامة ولا يشعروهم بالفرق بينهم وبين الزبائن وتستمر حتى السادسة لمدة ساعة يوميا ، وعن مكونات الوجبه قال أنها تتنوع بين سندوتشين مشويات مختلفين حجم كبير او وجبه ارز وخضار، فهو حريص على التنوع يوميا حتى يشعر المواطن بالرضاء .

 

وفى دمياط، أطلق عدد من أبناء محافظة دمياط مبادرة  جبر الخواطر لمساعدة الأسر البسيطة والتى تهدف الى تشجيع أصحاب محال البقالة والسوبر ماركت والهايبر على توفير أطباق لها كمية من المواد الغذائية بأسعار تتراوح بين 2:3 جنيهات  الطبق الواحد لتوفير سلع للأسر البسيطة لتلبية احتياجاتها اليومية بدون تعرضها للحرج.

 

ومن جانبه، قال أيمن الحجرى احد أبناء دمياط صاحب الدعوة للمبادرة، إن هذه المبادرة جاءت لتلبية احتياجات الأسر البسيطة التى لاتستطيع توفير احتياجاتها اليومية من الفطار والعشاء، مشيرا إلى أن العديد من أصحاب المحالات والسوبر ماركت بدمياط ورأس البر تجاوبوا سريعا مع هذه المبادرة وتم بالفعل توفير هذه الأطباق بأسعار مخفضة  على مدار اليوم، بل قام البعض بتوفير أطباق توزع مجانا يوميا تحت شعار «خد اللى يكفيك»، وطالب الحجرى بضرورة تعميم هذه المبادرة ومساعدة من يحتاج دون تعرصة للإهانة او التجريح.