"قصب السكر بالأقصر"... ما بين الاحتفال ومعاناة المزارعين

السبت، 08 فبراير 2020 05:57 م
"قصب السكر بالأقصر"... ما بين الاحتفال ومعاناة المزارعين
زراعة القصب
ريهام عاطف

"يا ابو اللبابيش يا قصب عندنا فرح واتنصب جابوا القميص على قدها نزلت تفرج عمها جال يا حلاوه شعرها تسلم عيون اللي خطب" لم تكن تلك الكلمات التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي في فيلم "شيء من الخوف" مجرد كلمات فهي تعكس حالة الفرحة والاحتفال التي كان المزارعيين يستقبلون بها موسم حصاد القصب، ورغم اختفاء ذلك الاحتفاء إلا أن المزارعين مازالوا يرددونها كأحد أنواع الترويح عنهم وذلك خلال موسم الحصاد في يناير من كل عام ،فلم يعد الحال كما كان ليعكس العديد من المشكلات التي لا يجد لها المزارع حل حتى ألان وأهمها سعر توريد القصب لكلا من مصنعي سكر ارمنت وقوص بقنا .

33ab55bc-cba3-434d-95ed-d67653fc9679
 

وتعد محافظة الاقصر من اهم محافظات الصعيد في إنتاج قصب السكر حيث يتم زراعة ما يقرب من36الف فدان تنتج مليونا و300 إلف طن قصب و ما يقرب من 140 الف طن سكر ، لتمر زراعة القصب برحلة طويلة يبدأها المزارع لزراعة أحد اهم المحاصيل بالمحافظة ، ورغم تلك الاهمية لم تعد زراعة القصب مجديه كما كانت وهو ما يؤكدة عبدالله خالد صاحب احدي الأراضي الزراعية بعد ظهور العديد من المشكلات أهمها سعر التوريد والذي لا يتناسب مع تكاليف الزراعة مؤكدا انه مع كل عام يتم المطالبة  برفع سعر الطن المورد لمصنع السكر ليصل لـ1000 جنية بدلا من السعر الحالي وهو 700 جنية قائلا "القصب ما بقاش يجيب همه"فطن السماد فقط بالجمعيات يتراوح مابين 160 الي 180 جنيها للشكارة حسب النوع بجانب زيادة أسعار الوقود والري والأيد العاملة والتي قد تصل الي 70 جنية في اليوم ، ففي النهاية يكون العائد من زراعة القصب لا يجدي ، بجانب اهدار الكثيرمن القصب خلال عملية النقل حيث يتم نقله للمصنع علي جرارات مكشوفة بخط السكة الحديد وهو ما قد يعرضة للسرقة او السقوط منها .

ab7186ff-52e7-4eed-816a-ffbbd2a9b67d
 

ويشاركه القول محمد فواز احد المزارعين مشيرا إلي أن الاتجاه حاليا لزراعة الموز والموالح والخضروات وغيرها من المحاصيل التي تحقق عائد مادي بدلا من قصب السكر الذي نعاني من زراعته خاصتا بعد ارتفاع أسعار مستلزمات زراعته والذي يحتاج للري مرتين بالغمرمرة في الصيف وأخري في الشتاء

ومن جانبه طالب نقيب مزارعي الأقصر خالد حرز اللهانة الدولة بحل مشاكل زراعة القصب حيث يبلغ تكلفة زراعة الفدان ما يقرب من 24 الف جنية في العام وبعد توريد القصب لمصنع السكر يجد المزارع ما تبقي له من ربح لا يتجاوز الـ5 الالاف جنية لا تكفي وهو مبلغ لايكفي متطلبات الحياة حاليا حتي موسم الحصاد التالي  وهو ما دفع العديد من المزارعين للتحول عن زراعة القصب وهو ما يعد كارثة لانه يعني انخفاض في إنتاج السكر بالإضافة إلي توقف العديد من الصناعات التي تعتمد في الأساس علي القصب فهناك 24 منتجا يعتمد عليها بخلاف السكر فهناك المولاس وتفل القصب الذي يتم استخدامهم في صناعة عجينة الورق والورق وبعض ألواح الخشب وكطعام خشن للماشية والذي اثبت فائدة كبيرة اعلي من مثيلاتها   ، مطالبا بزيادة سعر الطن الي 1000 جنية مع عدم زيادة اسعار الاسمدة والري وغيرها من مستلزمات زراعة القصب


قصب
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة