الأسبوع الأول لـ302 عائد من ووهان الصينية داخل معسكر الحجر الصحى بمحافظة مطروح

الأحد، 09 فبراير 2020 04:00 ص
الأسبوع الأول لـ302 عائد من ووهان الصينية داخل معسكر الحجر الصحى بمحافظة مطروح
أحمد سامى

مصر من أوائل الدول التى تحركت لإجلاء مواطنيها من المدينة الصينية المنكوبة

التدخين ممنوع.. تليفون لكل محجوز.. والعائدون: أهم حاجة وصولنا سالمين
 
302 مصرى، هم إجمالى الموجودين حاليا داخل معسكر الحجر الصحى بمحافظة مرسى مطروح، الذى أقامته وزارة الصحة، للمصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، المصابة بوباء «كورونا»، الذين وصلوا الاثنين الماضى إلى مطار العلمين، بعد تنفيذ خطة الإجلاء التى وضعتها الدولة للراغبين فى العودة.
 
14 يوما سيقضيها العائدون فى المعسكر، وهى مدة حضانة الفيروس، وبعدها سيخرج كل من بداخل المعسكر حال التأكد من عدم إصابتهم، لينضموا إلى أسرهم وذويهم.
 
ومن بين المتواجدين فى المعسكر 11 طفلا و13 فردا، هم طاقم الطائرة التى تولت نقل العائدين من ووهان، فضلا عن 5 أطباء وممرضتين، كانوا برفقة العائدين فى الرحلة، بعدما خصصت الصحة طاقما طبيا من الطب الوقائى رافق المصريين على متن الطائرة.
 
قبل وصولهم إلى مطار العلمين، الاثنين الماضى، اختارت وزارة الصحة فندقا فى مرسى مطروح، وحولته إلى معسكر للحجر الصحى، به سبل المعيشة الكاملة لهم مع الاحتياجات اليومية، بمجرد وصولهم إلى المعسكر خضعوا جميعا للكشوفات والفحوصات الطبية الشاملة، وقامت الفرق الطبية بالمعسكر بإجراء مسوح طبية، والحصول على عينات ومسحات لتحليلها بالمعامل للكشف عن أى تأثيرات بالأمراض المختلفة بما يضمن أعلى مستوى من التأمين الصحى للحالات، وبعد الفحص تم نقل أسرتين إلى مستشفى النجيلة للاطمئنان على صحة أفرادهما فى سيارات الإسعاف الجديدة ذاتية التعقيم، لارتفاع درجات حرارتهم، وبداخل المستشفى تأكد الأطباء خلوهم من الفيروس، وأنهم كانوا مصابين بدور برد عادى، فعادوا إلى المعسكر لاستكمال فترة العزل.
 
بداخل المعسكر تم تقسيم العائدين إلى 5 مجموعات، وتم تكويدهم بنظام التكويد اللونى للمجموعات، حيث تحمل هذه المجموعات ألوان الأحمر والأخضر والبرتقالى والأزرق والأصفر، وتسكين كل مجموعة فى منطقة محددة ولها ملابس محددة بحيث لا تختلط المجموعات ببعضها حتى انتهاء فترة العزل بالمعسكر، والتى مقرر لها 14 يوما هى فترة حضانة الفيروس.
 
وتم توزيع هواتف محمولة على كل المتواجدين فى المعسكر، للتواصل مع عائلاتهم خلال فترة العزل، وعرف المتواجدون فى المعسكر التعليمات الصارمة، وأهمها عدم التدخين مع ارتداء الكمامات بين الأطباء والتمريض بصفة مستمرة.
 
بجانب المعسكر، تم تجهيز مستشفى النجيلة ليكون على أهبة الاستعداد لاستقبال أى حالة يظهر عليها أعراض الإصابة، وتم التأكد من جاهزيته بكافة التخصصات، ومنها «النساء والولادة»، خاصة أن من بين العائدين سيدة فى الشهور الأخيرة من الحمل، كما تمت زيادة الطاقة الاستيعابية لعدد أسرة الرعاية المركزة بالمستشفى، وتزويدها بأجهزة التنفس الصناعى وأجهزة الأشعة، ووصول كل التجهيزات والمستلزمات الطبية.
 
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أكدت أن جميع الحالات بمعسكر الحجر الصحى بمطروح آمنة، ولا يوجد أى أعراض مرضية ظهرت عليهم حتى الآن، مؤكدة أنه تم توفير آليات للتواصل مع ذوى نزلاء الفندق والمستشفى، كما تم عمل غرفة عمليات مجهزة بالفيديو كونفرانس بمطروح للتواصل على مدار 24 ساعة مع الفريق الطبى بالمحافظة من داخل معسكر الحجر الصحى، لافتة إلى أنها ستجتمع يوميا الساعة 5 مساء للاطمئنان على صحة الحالات داخل معسكر الحجر الصحى.
 
كان لافتا الحالة المعنوية المرتفعة بين المتواجدين فى المعسكر، خاصة بعد نجاح عملية الإجلاء، وترحيلهم بكل الإجراءات الاحترازية التى قامت بها وزارة الصحة، بما يضمن سلامتهم، ويضمن سلامة أسرهم، فلم يبد أى من المتواجدين فى المعسكر امتعاضهم من هذه الإجراءات، أو التواجد فى المعسكر لأسبوعين، وقال الدكتور مروان الفقى، مدرس الأمراض المعدية بطب بيطرى بنها، وأحد العائد من ووهان، إن مصر لا تتخلى عن أبنائها المتواجدين فى الخارج على الإطلاق، وأنهم سعداء وروحهم المعنوية مرتفعة للغاية، مضيفا: «نزلنا هناك وتم تطهير المتعلقات قبل صعودنا إلى الطائرة، وتم إجراء التطهير مرة أخرى فى المطار، والإجلاء جاء فى وقته وسعداء بعودتنا إلى مصر».
 
الاحترافية التى تمت بها عملية الإجلاء من مدينة ووهان، كانت مثار حديث الجميع، خاصة أن مصر كانت من أوائل الدول التى تحركت لإجلاء مواطنيها من المدينة الصينية المنكوبة، وتوفير كل الإجراءات الاحترازية لهم، وسرد محمد بلال، طالب دكتوراة وأحد المصريين العائدين، تفاصيل رحلة الإجلاء والعودة للقاهرة، التى استغرقت يوما ونصف اليوم، بداية من خروجهم من أماكن إقامتهم فى ووهان، حتى الوصول إلى مطار المدينة وخضوعهم لعملية فحص من الجانب الصينى، حتى صعودهم للطائرة والعودة إلى مصر، وقال «إن الرحلة فى التوقيت العادى مع عدم وجود مستجدات لاتتجاوز 12 ساعة، لكن فارق الوقت الذى استغرقته الرحلة كان بسبب الفحوصات الطبية الدقيقة والشاملة التى خضعنا لها.. عاوز أطمن كل الناس.. الرحلة طويلة وشاقة، لكن الفحوصات مهمة جدا سواء هناك أو هنا»، مشيرا إلى أنه «لدى وصولنا للعلمين استغرقت رحلتنا حتى نصل للفندق نحو ثلاث ساعات».
 
عملية الفحص فى مطار ووهان، التى تمت بمتابعة دقيقة من السفارة المصرية فى بكين، شهدت موقفا صعبا على العائدين، فقد كان الدكتور أحمد إسماعيل، أستاذ الفيروسات بجامعة بنها، أحد الجنود فى عملية الإجلاء، بالتنسيق مع السفارة والمسئولين الصينيين، وبعد انتهاء عملية الإجلاء، خضع الدكتور أحمد إسماعيل للفحص الطبى، فتم اكتشاف ارتفاع درجة حرارته، لم يصعد للطائرة، بجانب مصرى آخر تخطت درجة حرارته الـ37، لذلك رفض مسئولو الحجر الصحى فى مطار ووهان صعودهما الطائرة، وطلبوا منهما العودة إلى مقر إقامتهما، على أن يخضعا بعد ذلك للفحوصات الطبية الكاملة للتأكد من عدم إصابتهما بالفيروس.
 
الدكتور أحمد إسماعيل، يصف مع حدث معه بقوله إنه لم يحالفه الحظ فى اللحاق بالطائرة التى أجلت المصريين من ووهان، وقال إن درجة حرارته ارتفعت قبل الصعود للطائرة، ووصلت إلى 37 درجة مئوية ونصف الدرجة، ما اعتبرته السلطات الصينية اشتباها فى وجود فيروس «كورونا»، فاضطر للبقاء حتى انخفضت درجة الحرارة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق