هل يتأثر التبادل التجارى بين مصر والصين بعد انتشار «كورونا»؟

السبت، 08 فبراير 2020 08:00 م
هل يتأثر التبادل التجارى بين مصر والصين بعد انتشار «كورونا»؟
كورونا
هبة جعفر - أحمد سامى

 
اتحاد الغرف التجارية: حذرنا المستوردين من السفر للصين
 

«فيروس كورونا» أصبح الشبح الذى يهدد العالم، بعد أن انتشر داخل الصين بمدينة «ووهان»، لينتقل بعدها إلى العديد من الدول الكبرى، ليشكل خطورة على كل المواطنين، بمجرد «عطسة» واحدة ينتقل المرض إلى المئات من الأشخاص، ونظرا لأن الصين من كبرى الدول الصناعية التى تصدر منتجاتها لكل الدول، فإن الأمر يشكل خطورة من انتشار المرض عبر الرسائل التجارية، وتعد مصر من الدول التى يوجد بينها وبين الصين تبادل تجارى كبير يتجاوز الـ10 مليارات دولار سنويا، حيث تمثل نسبة 25% من وارادات مصر من الصين، وبعد انتشار الفيروس ستواجه التجارة الصينية المصرية خسائر ضخمة، ولكن ما هو حجمها وكيف سيتعامل المستوردون مع الأزمة والبدائل المطروحة فى حال استمرارها؟

كشفت إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن أهم واردات مصر من المنتجات الصينية، تتركز فى آلات وأجهزة كهربائية بقيمة 2.6 مليار دولار خلال الفترة بين شهرى يناير وأكتوبر من عام 2019، يليها آلات وأجهزة آلية وأجزاؤها بقيمة 1.3 مليار دولار، ثم «شعيرات تركيبية» أو «اصطناعية» بقيمة 613.1 مليون دولار، كما جاءت فى مرتبة متقدمة بين واردات مصر من منتجات الصين، مصنوعات من حديد أو صلب بقيمة 492.1 مليون دولار خلال الأشهر عشرة الأولى من عام 2019، ومنتجات بلاستيكية ومصنوعاتها بقيمة 421.1 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.
 
واستوردت مصر مصنوعات من الجلود بقيمة 51.6 مليون دولار، ومنسوجات خاصة «دانتيلا ومطرزات» بقيمة 153.8 مليون دولار، وملابس صوفية بقيمة 171.6 مليون دولار وملابس خفيفة بقيمة 227.1 مليون دولار، ولعب أطفال بقيمة 83.8 مليون دولار، منتجات الخزف بقيمة 72.7 مليون دولار، حديد ومصنوعاته بقيمة 866 مليون دولار وسيارات بقيمة 470.5 مليون دولار، وأجهزة للسينما بقيمة 158.6 مليون دولار وأحذية وأجزاؤها بقيمة 95.6 مليون دولار.
 
وتصدر مصر للصين منتجات عبارة عن فواكه وثمار صالحة للأكل بقيمة 59 مليون دولار، والبترول بقيمة 541 مليون دولار وغاز طبيعى بقيمة 60 مليون دولار.
 
وفى البداية قال فتحى الطحاوى، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الشعبة واتحاد الصناعات أطلقا تحذيرا للمستوردين المصريين من السفر إلى الصين خلال الفترة الحالية، خوفا من الإصابة بفيروس كورونا، حيث يصل عدد المستوردين من الخارج 60 ألف مصرى، وفى حال سافر أحدهم سيعرض نفسه لخطر الإصابة بالفيروس، لأن حركة التنقلات فى الصين تكون من خلال الحافلات والمواصلات العامة، وهذا ليس آمنا.
 
وأضاف الطحاوى، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أنه فى حال الحاجة لاستيراد سلعة معينة، من الصين يمكن للمستورد إتمام صفقته من خلال طرق التواصل أونلاين، ولا داعى للسفر حاليا، وأن أهم واردات مصر من المنتجات الصينية ليس بينها سلع غذائية، وإنما تتركز فى أجهزة كهربائية بقيمة 2.6 مليار دولار، يليها آلات وأجزاؤها بقيمة 1.3 مليار دولار، ثم «شعيرات تركيبية» أو «اصطناعية» بقيمة 613.1 مليون دولار، ومصنوعات الحديد بقيمة 492.1 مليون دولار، ومنتجات بلاستيكية بقيمة 421.1 مليون دولار.
 
وأوضح عضو الشعبة العامة للمستوردين، أن مصر تستورد تقريبا معظم الأصناف والسلع من الصين سواء الأجهزة المنزلية أو موبايلات وأحذية ومنتجات جلدية وأخشاب ومعدات ومستلزمات إنتاج خاصة بمعظم الصناعات سواء السيارات أو الكيماويات وبعض المواد الخام فى الأغذية، مشيرا إنه لا يوجد البديل السريع للخامات الصناعية والسلع الوسيطة ليحل محل التى تستورد من الصين، لافتا إلى أن إيجاد البديل يتطلب فترة لن تقل عن 6 أشهر، وأن أى نقص فى واردات السلع الوسيطة والخامات المستوردة من الصين، ينذر بنقص معروض تلك السلع فى السوق المصرية.
 
ومن جانبه قال أشرف هلال، عضو الشعبة العامة للمستوردين ورئيس شعبة الأدوات المنزلية، إن مصر تستورد 25 إلى %27 من احتياجاتها من الصين بما يقدر بحوالى 15 أو 16 مليار دولار وتعد من أكبر الدول الموردة لمصر فى كل الأنشطة والقطاعات التجارية والصناعية، والوضع الحالى تحت الدراسة فالمستوردون يراقبون الوضع فى الصين بعد ظهور فيروس كورونا، ولن يغامر أحد بالاستيراد فى الوقت الراهن، وربما تتعطل خطوط الإنتاج المصرية فى الكثير من السلع التى تنتجها، ويمكن التغلب عليها بإتمام الصفقات عبر «الإيميل» و«الاسكايب».
 
أضاف هلال، أن فيروس كورونا لن يؤثر على الحركة التجارية بين الدولتين فى المدى القريب، قائلا: «الأمور منتظمة بيننا وبين الصين لأن البضائع تأخذ 20 يوما أو أقل لكى تصل إلى مصر ولكن فى حال انتشار الوباء سيكون هناك تأثير على التعاقدات مع الصين لكن من المرجح أن تظهر بعض الأزمات حال استمرار انتشار المرض فمرحلة العزل ستؤثر على صادرات الصين لكل دول العالم، وليست مصر فقط، ونتمنى ألا يكون هناك تأثير على واردتنا من الصين، لأننا نستورد مواد خام ممكن تؤثر على صناعتنا».
 
المنتجات الغذائية القادمة من الصين قليلة ويمكن الاستغناء عنها، هذا ما علق بها أحمد محمد أحمد، عضو شعبة الخضار والفاكهة، فأهم الواردات الثوم والجزر واليوسفى والتفاح الصينى، قائلا: «سنستغنى عنها، ولابد أن نأخذ حذرنا من أى خطر يأتى من الخارج إحنا مش أقل من أوروبا، فلا بد من التعامل بجدية مع هذه الكارثة وأن يتخذ المواطن والمستورد الحذر الشديد فالخسائر قد تكون ضخمة ولكن مقابل سلامة المجتمع وعن دخول الفيروس لمصر فإنه يمكن تعويض الخسائر المادية ولكن البشرية لا تعوض».
 
وأضاف عضو الشعبة، أننا لا بد أن نساند الدولة فى مواجهة الفيروس واتخاذ التدابير الوقائية وعدم اللجوء لأى خطوات من شأنها الانتقال إلى مصاف الدولة التى لحق بها الضرر وانتقل الفيروس داخلها».
 
وأوضح عفت عبدالعاطى، رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية، أن الصين من كبرى الدول فى صناعة السيارات ومصر تستورد منها قطع الغيار وكذلك هناك اتفاق حول السيارات الكهربائية وفى حال توقف الاستيراد كنوع من الاحتياطات الصحية فإن الأمر سيسفر عن خسائر للاقتصاد المصرى والصينى على حد سواء».
 
وأضاف عبدالعاطى، أن الصين لن تترك الأمر هكذا فلابد أن تجد العلاج السريع للقضاء على هذا الفيروس فى القريب العاجل، فكورونا ليس الأزمة الوحيدة التى تواجه الصين فقد سبقها العديد وتمكنت من التغلب عليها، موضحا أن الاحتياطى من قطع الغيار والمحركات متوفرة لفترة ثلاثة أشهر وفى حالة الرغبة فى طلب شحنة جديدة فإن ذلك سيتم من خلال التواصل بالإيميل دون الحاجة للذهاب للدولة، والشحنات القادمة يتم فحصها صحيا بشكل جيد سواء فى الصين أو مصر من خلال الصادرات والواردات».
 
من جانبه، أوضح على غنيم، عضو مجلس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن السوق الصينية تمثل 10% من السياحة لمصر، ونحن سنفقد هذه النسبة الفترة القادمة حفاظا على صحة المواطن المصرى، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية أوقفت رحلاتها لكل دول العالم، وأعلن الاتحاد المصرى إلغاء كل الرحلات.
 
وأضاف: «نحن نتبع تعليمات وزارة الصحة الخاصة بالوافدين، ونقوم بإلغاء أى رحلات يظهر فيها أى نوع من الأوبئة، مضيفا أنه إذا انتشر الفيروس ستتأثر حركة السياحة العالمية».
 
وقال متى بشاي، عضو الشعبة العامة للمستوردين، إن المخزون من البضائع فى مصر آمن ويكفى الاستهلاك لفترة بين 3 إلى 5 أشهر وفقا لكل سلعة، وأن السوق المصرية تتوافر بها جميع البضائع سواء المستوردة من الصين أو غيرها وبالتالى لا داعى للقلق، ولن يكون هناك أى ارتفاعات للأسعار خلال الفترة المقبلة.
 
وأشار نائب رئيس شعبة الأدوات الصحية بالغرفة التجارية، إلى أن الصين دولة كبرى وتعد ثانى أهم اقتصاد فى العالم، وبالتالى لن تقف مكتوفة الأيدى أمام فيروس كورونا، وبالتأكيد ستجد من الطرق والحلول للتغلب على هذا الفيروس كما حدث من قبل مع فيروس سارس، وبالنسبة للمواد الغذائية فلا يوجد أى سلعه تأتى من الخارج الا بعد اجتيازها جميع الفحوصات وتدخل المعامل الصحية أولا.
 
وقال أحمد العيسوى، خبير اقتصادى، أن أغلب المنتجات نستوردها من الصين، وجميعها سليمة لأنها دخلت إلى مصر قبل ظهور الفيروس بالإضافة إلى أن هناك تدابير احترازية ورقابة صارمة على الواردات القادمة للدولة، وتتوفر السلع الاستراتيجية التى تكفى لمدة ٦ شهور قادمة، وهذا الفيروس أثر على كل دول العالم ليس مصر فقط، وأثر على قطاعى السياحة والطيران على مستوى دول العالم ومن بينها مصر، كما أن أسعار الذهب العالمى ارتفعت فى هذا التوقيت نظرا لأنه أصبح الملاذ الآمن للمستثمرين، بعد هبوط البورصات العالمية متأثرة بفيروس كورونا وارتفع أيضا بمصر.
 
وفى السياق نفسه أكد اللواء إسماعيل جابر، رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، إن الهيئة تفحص جميع واردات مصر الغذائية بنسبة 100%، للتأكد من سلامتها، ولن تسمح بدخول أى شحنة غير مطابقة للمواصفات القياسية، والمعايير الصحية والبيئية سواء قادمة من الصين أو من أى دولة أخرى فلا تهاون فى هذا الأمر، موضحا أن واردات مصر من الصين أغلبها صناعية ويتم فحصها وفقا للمواصفات القياسية.
 
 وأضاف جابر فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء تراقبان المطارات والجمارك، من أجل التأكد من سلامة الركاب القادمين وما يحملونه من أمتعة وبضائع لمنع انتقال العدوى إلى مصر، فضلا عن أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الفيروس ينتشر عن طريق الجهاز التنفسى وبالتالى فإن الشحنات لن تتأثر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق