«اتحاد الزراعيين الأفارقة».. خطوة على طريق التكامل لتحقيق التنمية المستدامة بالقارة السمراء

الأحد، 09 فبراير 2020 06:00 م
«اتحاد الزراعيين الأفارقة».. خطوة على طريق التكامل لتحقيق التنمية المستدامة بالقارة السمراء
المؤتمر التأسيسى لاتحاد الزراعيين الأفارقة بشرم الشيخ
محمد أبو النور

نجح المؤتمر التأسيسى، لاتحاد الزراعيين الأفارقة، بمدينة شرم الشيخ، محافظة جنوب سيناء، قبل أن تنتهى جلساته وفاعلياته، حيث كانت البداية الجزئية، بنقل مقر اتحاد الزراعيين العرب، من طرابلس في ليبيا إلى القاهرة، إضافة إلى تواجد هذا الحشد الكبير، من السفراء والمسئولين الأفارقة، واجتماعهم بمدينة السلام، والذين حضروا المؤتمر، وأثنوا على تنظيمه واجتماعه ومناقشاته، وكذلك جدول أعماله، وحضور وزير الزراعة للمؤتمر، وهو ما كان له مردودٌ إيجابى، على المسئولين والضيوف الأفارقة، مع الاستمرار في المناقشات والمؤتمرات، من أجل التنمية المستدامة وتوفير الأمن الغذائي ، لأبناء 58 دولة إفريقية.

مؤتمر المهندسين الزراعيين العرب
مؤتمر المهندسين الزراعيين العرب

 

صوت إفريقيا المسموع والواعي

من ناحيته، وفى بداية المؤتمر، أكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن صوت الرئيس السيسي، هو صوت إفريقيا المسموع والواعي، في كل المؤتمرات والمنظمات الدولية، والفاعليات والمحافل العالمية.

جاء ذلك خلال كلمته، التي ألقاها في المؤتمر التأسيسي لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، والذي تنظمه النقابة العامة للمهن الزراعية، برئاسة الدكتور سيد خليفة، في مدينة شرم الشيخ بحافظة جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور مكثف للسفراء الأفارقة، فضلاً عن رؤساء وأعضاء النقابات والاتحادات والمؤسسات، والمنظمات والجمعيات والروابط الزراعية الإفريقية، وممثلى القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين والمجتمع المدنى.

وأضاف وزير الزراعة، أن ما شهدته الفترة الأخيرة، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فبراير من العام الماضي، لرئاسة الاتحاد الأفريقي لدورته الحالية، وما تحقق من إنجازات غير مسبوقة في جميع الملفات، أسهمت فيها مصر بفاعلية، بما يعزز السلام والانفتاح والاندماج الأفريقي مع الاقتصاد العالمي، وتدعيم الشراكة الاستراتيجية بين القارة الإفريقية والقوى الكبرى، على أساس المصالح  المشتركة والمتبادلة، واحترام السيادة الوطنية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وأوضح وزير الزراعة، أن قطاع الزراعة، يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد القومي، في معظم ــ إن لم يكن في كل ــ الدول الأفريقية، نظراً لمساهمته الفعّالة في الناتج المحلي الإجمالي، وفي توفير الأمن الغذائي، والمواد الخام، اللازمة للعديد من الصناعات، بالإضافة إلى استيعابه، لنسبة كبيرة من العمالة، التي تعمل في النشاط الزراعي، والقطاعات المرتبطة به، كمصدر رئيسي لدخولها.

مؤتمر اتحاد الزراعييين العرب بشرم الشيخ بحضور وزير الزراعة السيد القصير
مؤتمر اتحاد الزراعييين العرب بشرم الشيخ بحضور وزير الزراعة السيد القصير

 

وأكد الوزير على اهتمام كل الحكومات، في الدول الأفريقية، بالقطاع الزراعي والعاملين به، وصولاً إلى الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية الزراعية، وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، بما يتماشى مع أجندة التنمية الأفريقية من تحديات، ومنها ما يرتبط بالتغيرات المناخية، والتنوع البيولوجي، والتصحر، وندرة المياه وغيرها، وأشار السيد القصير، إلى أن وزارة الزراعة في مصر، تٌقدّر وتُثنى على هذه المبادرة والقائمين عليها، وتتطلع إلى تقوية وتعميق التنسيق والتكامل، فيما بين المهندسين الزراعيين في القارة الأفريقية، بما يخدم القطاع الزراعي والعاملين به.

المزارع المصرية تنتشر فى القارة الإفريقية
المزارع المصرية تنتشر فى القارة الإفريقية

 

وأشار وزير الزراعة، إلى أن المبادرة، التي أطلقتها نقابة الزراعيين المصرية، لتأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، ليكون ملتقى ومنصة، لتبادل الأراء ووجهات النظر فيما بينهم، سوف تسهم بدور فعال، في تعظيم قيامهم بدور أكبر، في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لشعوب القارة الإفريقية، ورفع كفاءتهم ودورهم، وتحقيق التكامل فيما بينهم، لخدمة القطاع الزراعي المصرى والأفريقي والعاملين به، وأشار السيد القصير، إلى أن المهندسين الزراعيين، يقع على عاتقهم، القيام بالدور الرئيسي، الداعم في تحقيق التنمية المستدامة، في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به، خاصة في ظل انتشارهم، في معظم المناطق الجغرافية، في الريف والحضر، لذلك كان من الطبيعي، أن توفر لهم معظم القوانين في الدول الإفريقية، الحماية والدعم والمساندة لنقاباتهم واتحاداتهم، ولفت القصير إلى أن هناك تعاون مع إفريقيا، من خلال المزارع الإفريقيه المشتركة، وأعرب السيد القصير، عن الاستعداد لتقديم الدعم لهم، فى بناء وتنمية القدرات التدريبية، من خلال المركز المصرى، للعلاقات الخارجية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.

المزارع المصرية تنتشر وتتزايد فى إفريقيا
المزارع المصرية تنتشر وتتزايد فى إفريقيا

 

أفريقيا أسرع القارات نموّاً

كما أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، على أن القارة الأفريقية، أصبحت ثاني أسرع القارات نمواً، وشهدت تقدماً ملحوظاً، في جميع الاستثمارات ، حيث وصلت الزيادة إلى 3.6٪ في 2017، وواصلت الزيادة إلى 4.8 ٪ في 2018 و2019، و على الرغم من تعدد مصادر الثروات الطبيعية في القارة الأفريقية، إلاّ أنه لا تزال الزراعة، تمثّل النشاط الرئيسي في القارة، لاتساع الرقعة الزراعية، والتي تتجاوز مليار هكتار، وهو مايساوى 2,2 مليار فدان في القارة، إلاّ أن معظمها يفتقد للبنية التحتية لزراعتها، والتى يمكن أن تحقق توقعات منظمة للزراعة، ولها القدرة على إنشاء سوق في القارة، تبلغ قيمته تريليون دولار بحلول عام 2030، جاء ذلك خلال كلمته، فى المؤتمر التأسيسي لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، وأضاف نقيب الزراعيين، أن هناك تحسناً ملحوظاً، قد يبدد مخاوف البعض، من مخاطر الاستثمار في القارة، لعدم توفر السياسات الجاذبة، والضامنة لاستقرار سياسي واقتصادي، وأشار نقيب الزراعيين، إلى أن هناك تعهد دولي، صادر من برنامج الشراكة الجديدة، من أجل تنمية أفريقيا، التابع للاتحاد الأفريقي، لتوفير الشفافية، وحق إجراءات التقاضي، من خلال التشريعات الضامنة للحقوق، وتسهيل الإجراءات، وتابع سيد خليفة :"نجتمع اليوم وغداً لنتدارس الخطوات التنفيذية لتحقيق طموحاتنا في الاستثمار الأمثل مع أشقائنا في إفريقيا، بما يحقق الاقتصاد العادل، وبما يحقق الاتصال المتبادل للمنافع الاقتصادية والبيئة والاجتماعية، وبين أبناء القارة الواحدة، من خلال المنهج العلمي في التخطيط والدبلوماسية الشعبية في التفاوض".

المزارع المصرية الإفريقية سفيراً فوق العادة لمصر
المزارع المصرية الإفريقية سفيراً فوق العادة لمصر

وأكد سيد خليفة، على أننا في حاجة لدراسة تفصيلية، لأجندة الاتحاد الأفريقي حتى عام 2063،  والتي تتضمن محاور رئيسية وأخرى فرعية، والتي تتحول إلى واقع تنفيذي، بخطط زمنية عشرية، لتخلق فرص تنافسية عالية، في مجال الزراعة، واستثمار الموارد البيئية، وأشار خليفة إلى أننا بحاجة إلى قاعدة بيانات مُدقّقة، عن أفاق التنمية الزراعية المتاحة، في البلدان الأفريقية، بالتعاون مع نقطة الاتصال المصرية، والسكرتاية التنفيدية بجنوب أفريقيا، من أجل برنامج التنمية الأفريقية "نيبال" ، ودعا السيد خليفة، إلى ضرورة قيام الاتحاد التعاوني الزراعى المركزي المصري، وجميع فروعه، بوضع البرامج العشرية المتاحة، بالتعاون مع المكتب الاقليمي للتعاون الدولي في نيرويي، لدراسة فرص الاستثمار التعاوني المتاحة، في أجندة الاتحاد 2030، للنهوض بالوضع الاجتماعي لصغار المزارعين، وتابع نقيب الزراعيين حديثه، بالتأكيد على ضرورة التوسع في إنشاء المزارع المشتركة، مع الدول الأفريقية، وخاصة في المجال الحيواني وزراعة بعض المحاصيل، لسد احتياجات السوق المصري، وكذلك في القارة الأفريقية، وأيضا مشروعات إنتاج الأدوية، ومواجهة تحديات البيئة، واستطرد سيد خليفة قائلاً:إنهم يسعون من خلال إنشاء الاتحاد، لجمع كل النقابات والجمعيات الأفريقية المهتمة بالزراعة، في كيان مستدام، لجعل مهنة الزراعة جاذبة وليست طاردة، لتحقيق هدفنا الاستراتيجي، وفقا لرؤية الرئيس السيسي، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي، ومن ناحيته، أعلن الدكتور يحيي بكور، الأمين العام لاتحاد المهن الزراعية العربية، أنه تقرر نقل مقر الاتحاد، من طرابلس في ليبيا إلى القاهرة، وأشاد بكور بالجهود، التي تبذلها مصر، فى تحقيق التنمية المُستدامة في أفريقيا والعالم العربي.

المزارع المصرية الإفريقية
المزارع المصرية الإفريقية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق