80% من سكان العالم يعانون من الفقر.. 70% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمناطق الريفية

السبت، 15 فبراير 2020 09:00 ص
80% من سكان العالم يعانون من الفقر.. 70% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمناطق الريفية
سامي بلتاجي

لا يزال 80% من سكان العالم يعانون من الفقر، ويعيش 70% من الفقراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المناطق الريفية؛ تعد تلك المنطقة منطقة شابة؛ وذلك مع أن نسبة 30% من سكانها، تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة؛ وعلى الرغم من أن معدل بطالة الشباب في المنطقة، هو الأعلى على مستوى العالم، بنسب تتراوح بين 28.2% إلى 30.5%، إلا أن قطاع الزراعة فيها يعاني من شيخوخة القوى العاملة، وفي أمس الحاجة لتجديد حيويته؛ وذلك استنادا لتقديرات كمنظمة العمل الدولية في 2014؛ جاء ذلك في تقرير صادر عن المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمجموعة البنك الدولي، في أكتوبر 2018.
ووفقا لتقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتعرض المياه في بلدان المنطقة للنفاد بمعدلات مثيرة للقلق، وهو وضع مرشح لأن يزداد سوءا، بفعل تغير المناخ، ويلقي نفاد المياه بظلال ثقيلة على آفاق الزراعة على الأجل الطويل، وعلى قدرتها على الاستجابة للطلب المستقبلي على الغذاء والأعلاف والألياف؛ وذلك وفقا لتوقعات المرصد المشار إليه؛ لافتا إلى أن التقنيات الدقيقة مثل أنظمة الري، تمنح أملا في إمكانية استخدام رأس المال الطبيعي بالمنطقة بصورة أكفأ وتحد من التلوث.
وأشار تقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى التقنيات الزراعية الرقمية، فرصة استثنائية لشباب المنطقة، ومن شأنها أن تجعل قطاع الزراعة أكثر جاذبية بالنسبة لهم؛ وفي حين تواجه المنطقة ضغوطا متصاعدة على مواردها المائية النادرة أو المحدودة، بسبب سوء الإدارة وتغير المناخ، فإن وجود السكان الشباب وتنامي صناعة التكنولوجيا، يوفر فرصا جديدة غير متوقعة لقطاع الزراعة بالمنطقة.
ولضمان التوزيع الفعال العادل والمستدام بيئيا للعوائد الرقمية عن التحول الزراعي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكد المرصد المشار إليه، ضرورة أن يقوم القطاع العام بدور في تحديد المنافع والسياسات والاستثمارات العامة، وأن تضع حكومات المنطقة من الحوافز ما يشجع القطاع الخاص على وضع التقنيات الرقمية وتوريدها، وتسهيل تبني المزارعين لها، والتخفيف من مخاطرها السلبية، وتصميم إطار ينظم ملكية البيانات الزراعية ونقلها، مع الاهتمام الخاص بإنتاج البيانات التي تشجع الابتكار والمنافسة، وتحد من فرص استحواذ أصحاب الامتيازات على السوق.
وفي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غالبا ما يفتقد المزارعون القدر على الحصول على رأس المال المادي (الجرارات ومعدات الري) المطلوب بشدة أو على الخدمات الإرشادية، التي من خلالها الموظفون الحكوميون المزارعين بمعلومات عن أفضل الممارسات؛ وتعيد التقنيات الرقمية تشكيل الطريقة التي يحصل بها المزارعون على رأس المال المادي، إذ بوسعهم الحصول على الآلات أو استئجارها بسلاسة، وهي التي كانوا لا يستطيعون شراءها في السابق، كما يمكن لبرامج معينة، الربط بين مالكي الجرارات والمزارعين ذوي الحيازات الصغيرة، المحتاجين إلى خدمات الجرارات، عبر الرسائل النصية، كما يمكن أن تمنح الخدمات الإرشادية مهارات جديدة تعزز إنتاجية العمالة والأراضي؛ وذلك طبقا لما تطرق إليه لذات التقرير للمرصد الاقتصادي؛ والذي لفت إلى أن أول جرار يعمل بالبنزين للأغراض العامة كان في 1901؛ منوها إلى تزايد استخدام التطبيقات التكنولوجية الجديدة كثيفة البيانات ومنخفضة التكاليف، سواء دخل المزارع أو خارجها، يعزز الابتكارات مثل الجرارات ذاتية القيادة والغرسات المزروعة تحت الجلد لمتابعة صحة الماشية من إنتاجية المزارع.
هذا، وبإمكان التكنولوجيا الرقمية أن تخفض، إلى حد كبير، تكاليف التوفيق بين المشترين والبائعين؛ فضلا عن تكاليف إخفاقات الأسواق التي تجتاح منظومة الأغذية الزراعية، مثل: النفوذ السوقي، عدم اتساق المعلومات، وتكاليف المعاملات؛ وذلك حيث تتسم منظومة إنتاج الغذاء بالتعقيد، وتتضمن العديد من الأطراف التي تتبادل كميات هائلة من المعلومات، مما يجعل من الصعب التوفيق بين المزارعين والمستهلكين، مثلما هو من الصعب الجمع بينهم وبين شركات الصناعات السابقة، مثل شركات الأسمدة والبذور، وشركات الصناعات اللاحقة، مثل شركات تصنيع الأغذية؛ وذلك ما يشير إليه تقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ منوها إلى أنه بالرغم ازدهار التقنيات المشار إليها، وإمكانية أن تجني المنطقة ثمارها، إلا أن تبنيها يسير بخطى بطيئة.
 
 
WhatsApp Image 2020-02-14 at 6.19.02 PM (2)
 

 

WhatsApp Image 2020-02-14 at 6.19.02 PM (1)
 

 

WhatsApp Image 2020-02-14 at 6.19.02 PM
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق