«تحذيرات من التصريح بتعاطيه».. تقارير تؤكد وجود علاقة بين «الحشيش» وخلق الذكريات الزائفة

الثلاثاء، 18 فبراير 2020 09:00 ص
«تحذيرات من التصريح بتعاطيه».. تقارير تؤكد وجود علاقة بين «الحشيش» وخلق الذكريات الزائفة
كتب| أحمد قنديل

«طالما حكى الشاب كثيرًا أمام أصدقائه وأقاربه عن مغامراته القديمة التي كانت أشبه بالخيال، ورغم أن قصصه كانت خيالية ولا تصدق، إلا أنه كان دائمًا يقول الحقيقة من وجهة نظره، فهو يعرف جيدًا أنه عاش تلك اللحظات، ولكن تشكيك الجميع بما يقوله دفعه ليعرض حاله على طبيب نفسي، لكي يعرف لماذا لا يتأكد الناس من حكاياته، إلا أن رد الطبيب كان مفاجأة بالنسبة له بعدما سمع رواياته، ليقرر أن تلك الأحداث لا تمت للواقع بصلة وفي ذات الوقت قوله بأنه عاش تلك اللحظات ليس كاذبًا، وإنما الأمر يرجع لمروره بما يحكيه في واقع افتراضي غير واقعي، وذلك رجوعًا لتعاطيه الحشيش».. كشفت دراسة علمية حديثة، وجود علاقة بين تناول مخدر الحشيش وذكريات الإنسان، موضحة أن المخدر يؤثر بصورة مباشرة على أنشطة الدماغ الرئيسية، وتكوين ذكريات زائفة.

ووفقًا لما نشرته شبكة "Cnn"، فإن الدراسة تفسر التأثيرات الدماغية لاستخدام مخدر الحشيش، واكتشف الباحثون القائمون على الدراسة، أن أبرز هذه التأثيرات مضاعفة «الذكريات الزائفة»، والتي تصل إلى حد رسم سيناريوهات من الواقع الافتراضي.

ويقول مؤلف الدراسة، جوهانس راماكرز، أستاذ علم النفس النفسي بجامعة «ماستريخت» في هولندا، كلنا عرضة لتشكيل ذكريات زائفة، بغض النظر عن تعاطي الحشيش، ولكن قابلية حدوث الذكريات الخاطئة تزداد مع تناول الحشيش.

وفي ظل تعاطيه يمكن للمستخدمين بسهولة قبول الحقائق المزيفة للذاكرة الحقيقية، مشيرًا إلى أن الذكريات الزائفة، هي تذكر شيء لم يحدث أصلا أو ذكريات مختلفة عن الطريقة التي حدثت بها، وغالبا ما يتم تحفيزها بواسطة مقترحات الآخرين.

وأضاف: «هناك أدلة حقيقية على أن الاستخدام المزمن للحشيش يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستمر في وظيفة الذاكرة المعرفية، حتى بعد الامتناع عن تعاطيه لفترة طويلة».

ولفتت إليزابيث لوفتوس، أستاذة علم النفس في قسم علم الجريمة بجامعة كاليفورنيا، إلى أن تلك الدراسة مهمة للغاية، خاصة وسط محاولات عدد من الولايات الأمريكية إلى إضفاء الشرعية على الماريجوانا والحشيش، والتي يمكن أن تلعب زيادة الذكريات الخاطئة دوراً أكبر في المسائل الجنائية، مشددة على ضرورة منع تداولها قانونيًا كونها قد تكون سببًا في التضليل المعلوماتي في القضايا الجنائية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق