القارة العجوز تتحرك لمواجهة الإخوان.. أوروبا تستفيق وتبدأ إجراءات التحجيم والتنظيم يلجأ إلى النفاق

الأربعاء، 19 فبراير 2020 05:00 م
القارة العجوز تتحرك لمواجهة الإخوان.. أوروبا تستفيق وتبدأ إجراءات التحجيم والتنظيم يلجأ إلى النفاق
ماكرون

تحركات أوروبية بدأها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لمواجهة نشاط جماعة الإخوان الإرهابية بعد تغلغلها في مساجد باريس، وذلك بعد جلسة مجلس العموم البريطاني التي طالب فيها النواب بحظر نشاط جماعة الإخوان في لندن، فضلا عن اتخاذ عدة لجان في الاتحاد الأوروبي خطوات جادة لإعادة النظر في نشاط الجماعة في أوروبا خلال الفترة المقبلة.

دعوات من أحزاب فرنسية تحذر من خطورة الجماعة الإرهابية وتطالب بحظرها بعد تحرك الرئيس الفرنسي، تنذر باقتراب اتخاذ عدد من دول أوروبا على رأسهم فرنسا وبريطانيا قرارات ضد التنظيم الدولي، للتأكيد على خطورة التنظيم وممارسته وعلاقته بالإرهاب.
 
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن باريس بدأت تنتبه بشكل كبير إلى خطورة نشاط الجماعة، بدليل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أحد المساجد في مدينة تولوز الفرنسية لمواجهة سيطرة الإخوان على المساجد في ظل التواعد المتزايد من السياسيين الفرنسيين الذين يطالبون بحظر نشاط الجماعة وطرد قياداتها من فرنسا.
 
وأوضح «فهمي» أن إعادة النظر في نشاط الإخوان لم يقتصر على فرنسا فقط بل على العديد من دول أوروبا، وعلى رأسهم بريطانيا التي أصبحت تخشى من تزايد نشاط الإخوان على أراضيها، بالإضافة إلى وجود عدة لجان في الاتحاد الأوروبي بدأت تعيد النظر فى نشاط الجماعة المنتشر في القارة العجوز.
 
وتابع أن جماعة الإخوان ستشهد تضييق شديد من قبل عدد من الدول الأوروبية خلال الفترة المقبلة بعد التحركات الأخيرة، وهو ما دفع الجماعة لإعادة النظر في نشاطها فى بعض الدول الأوروبية وتحاول نفاق تلك الدول من أجل إيقاف تلك التحركات.
 
فيما كشفت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، كيف تغلغلت جماعة الإخوان فى فرنسا وسيطرت على مساجد باريس، وذلك فى ظل تحركات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لتحجيم سيطرة الإخوان على المساجد، مشيرة إلى أن الإسلام فى فرنسا يحتل المرتبة الثانية بعد الكاثوليكية من حيث نسبة المواطنين الذين يعتنقوه، وهناك مقولة لبعض الفرنسيون يتندرون بها وهى أن أكثر اسم ذكر منتشر فى فرنسا بعد “فرانسوا” هو “محمد”، وسبب ذلك أن هناك أعداد كبيرة هاجرت من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى فرنسا منذ أواسط القرن الماضي، وقد ساعدهم على سهولة الانخراط فى المجتمع الفرنسى كون أغلبهم وافدين من دول غرب شمال أفريقيا، مثل المغرب والجزائر وتونس، أى أنهم متشبعين بالفعل بالحضارة الفرانكفونية التى تعتمد الثقافة العلمانية وفصل الدين عن الدولة منهجاً لها.
 
وأضاف مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أنه بعد فترة قصيرة من توطن المسلمين الشمال أفريقيين والشرق أوسطيين فى فرنسا، وتحديداً مع بدايات الألفية الجديدة، بدأت تظهر نفس المشكلة فى فرنسا التى تعانى منها بقية الدول الأوروبية التى يوجد بها جاليات إسلامية كبيرة العدد، ألا وهى عدم وجود كيان منظم يمكن اللجوء إليه للتحدث مع المواطنين المسلمين فى هذه البلدان ككتلة واحدة وتحريكهم باتجاه واحد، وهذا أضعف من قدرة الدولة الفرنسية على فهمهم أو السيطرة على مساراتهم السياسية والاجتماعية، وفى نفس الوقت فتحت الباب لجماعات الإسلام السياسى من أمثال الإخوان والسلفيين الجدد للبحث عن أرض جديدة لهم لنشر أفكارهم المتطرفة من خلال تخللهم داخل المجتمعات المسلمة فى فرنسا، مثلما فعلوا فى دول أوروبية أخرى.
 
واستطردت داليا زيادة: لكن بفضل طبيعة الحضارة الفرانكفونية هناك كان من الصعب نجاح هذا الاختراق، واقتصر فقط على حملات من حين لأخر تروج للنقاب أو تقوم بفاعليات منظمة فى عدد محدود من المساجد، لكن دائماً كانت الحكومة الفرنسية لها بالمرصاد، ونجحت بفضل تعاطف الرأى العام هناك مع موقف الحكومة فى تحجيمها، ومجهودات ماكرون الحالية ما هى إلا محاولة جديدة تضاف لسلسلة طويلة سبقته من المحاولات للتعامل مع الجاليات المسلمة، خصوصاً مع التزايد الكبير فى أعداد المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط بسبب الصراعات المشتعلة بها، وأيضاً بسبب الأعمال الإرهابية التى شهدتها فرنسا فى الفترة الأخيرة على يد مسلمين متطرفين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة