بعد 4 سنوات من فشله.. تقارير تكشف انقلاب عسكرى وشيك في تركيا

الخميس، 20 فبراير 2020 09:00 ص
بعد 4 سنوات من فشله.. تقارير تكشف انقلاب عسكرى وشيك في تركيا
أردوغان
كتب مايكل فارس

فشلت محاولة الجيش التركي في الانقلاب على الديكتاتور رجب طيب أردوغان في يوليو 2016، ليتغول بعدها أردوغان في البلاد ويحولها لسجن كبير يقبع بداخله معارضيه كافه، إلا أن وسائل الإعلام الموالية للرئيس والحزب الذي يتزعمه، تتحدث الآن عن وقوع محاولة انقلاب وشيكة في البلاد، مما أثار تساؤلات حول الأمر.

 

وتحدثت وسائل إعلام تركية مواليه لأردوغان عن الانقلاب الوشيك، بعد أن أصدر مركز الأبحاث العسكري الأمريكي "راند" تقريرا عن تركيا قبل أيام، أعرب فيه عن الخشية من احتمال وقوع انقلاب جديد في تركيا في مرحلة ما بسبب السخط داخل القوات المسلحة، مستدلا بذلك على تعمد أردوغان بعد محاولة الانقلاب إلى إجراء تغييرات جذرية في صفوف الجيش، منها فصل الكثير من الضابط ذوي الرتب العليا.

 

وقد أحال أردوغان 46 % من الضباط الذين يحملون رتبة لواء من القوات البرية والبحرية والجوية إلى التقاعد أو فصلهم من الوظيفة، وإلى جانب هؤلاء، جرى فصل أكثر من 15 ألف عسكري من وظيفته، الأمر الذي ألحق ضرارا كبيرا في الجيش التركي، لا سيما روحه المعنوية وقدرته الاستراتيجية والتكتيكية، بحسب التقرير، الذى أكد أن ضباطا من رتب متوسطة يشعرون بالإحباط إزاء قيادتهم العسكرية ويخشون أن تطالهم عمليات التطهير، معتبر أن هذا الأمر أنتج سخطا ربما يترجم إلى انقلاب جديد.

 

وقد حاول أردوغان سد النقص الموجود بالجيش عن طريق تعيين موالين له، الأمر الذي ينظر إليه على أنه عملية تسييس لمؤسسة يفترض أن تبقى بعيدة عن السياسة، بحسب التقرير الذى التقطته وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوغان وعملت على التهويل منه، متحدثة عن الأمر  وكأنه  وشيك، وكذلك فعل مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

 

وعن التقرير، قال القيادي في الحزب الحاكم، كاهيت أوزكان في بيان، إن احتمال وقوع الانقلاب وارد جدا، مؤكدا أن من واجب حكومتنا اتخاذ الخطوات الصحيحة والملائمة للتفكير في الأمر والقضاء على التهديدات المحتملة، فيما كتب الصحفي في جريدة "صباح" التركية الموالية للحكومة، مليح إلتينوك، مقال بعنوان عن "شائعات الانقلاب"، قال فيه إن أردوغان هو الضمان الأكبر لاستقرار الجمهورية التركية في مواجهة أي انقلاب، متهما المعارضة بالترويج لوقوع الانقلاب من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مضيفا، نحن يقظون ضد أي محاولة انقلابية.

 

إن الانقلاب الوشيك يمثل فرصة لمعارضي الرئيس أردوغان، الذين وصفهم بمؤيدي التدخل الأجنبي، بحسب مقال للكاتب إبراهيم كرغول في صحيفة "يني شفق"، مضيفا، أن مجرد إصدار تقرير أمريكي عن تململ داخل القوات المسلحة يعني أن واشنطن تعد لشيء ما، متابعا، أن الانقلاب الجديد لن يكون تقليديا، بل يعتمد على نموذج جديد يستهدف تقسيم حزب أردوغان، وتشكيل تحالف سياسي يكون ظهيرا لهذا الانقلاب.

 

وقد استغلت  حكومة أردوغان التقرير في سبيل تعزيز قبضتها على المؤسسة العسكرية، إذ أمرت السلطات، الثلاثاء باعتقال 700 شخص بينهم 157 عسكريا في أحدث حلقات حملة "التطهير" التي تستهف موظفي الحكومة، فيما قال عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، بولنت كوش أوغلو إن التكهنات التي تكرر وسائل الإعلام الموالية للحكومة بشأن قرب حدوث انقلاب جديد، ليس سوى تكتيك لإخفاء انهيار تجربة حزب العدالة والتنمية وفشل حكم الرجل الواحد.

 

ويرى عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، بولنت كوش أوغلو، أنه لا يمكن أن تقع محاولة انقلاب أخرى في ظل سيطرة الحكومة التركية على جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش والاستخبارات والقضاء ووسائل الإعلام، مضيفا، أن حكومة أردوغان تستخدم وسائل الإعلام لخلق صورة توحي بوجود خطر وقوع انقلاب.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق