اليمين المتطرف يكشر عن أنيابه.. رعب بين الأجانب في ألمانيا

الخميس، 20 فبراير 2020 11:00 م
اليمين المتطرف يكشر عن أنيابه.. رعب بين الأجانب في ألمانيا
الشرطة الألمانية

يعيش الأجانب فى ألمانيا حياة رعب وخوف، وذلك بعد تزايد موجة العداء تجاههم فى ظل عجز الحكومات المحلية عن مواجهة التطرف اليمينى، حيث شهدت برلين أحداث مؤسفة ضد اللاجئين فى شرق ألمانيا فى كل من مدن كولونيا، فرانكفورت، وسكسونيا.

تولت النيابة المختصة فى مكافحة الإرهاب التحقيق فى عمليتى إطلاق نار داميتين أسفرتا عن تسعة قتلى، مساء أمس الأربعاء، قرب فرانكفورت ويُشتبه بأن يكون دافع المهاجم هو "كراهية الأجانب"، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير الداخلية فى ولاية هيس الألمانية، صباح الخميس، أن دافع "كراهية الأجانب" كان وراء إطلاق النار فى هاناو.
 
ووفق مصادر قريبة من التحقيق، عُثر على رسالة اعترافات ومقطع فيديو فى حين أعلنت الشرطة أنها عثرت على جثة "المنفّذ المحتمل" للجريمة فى شقة مع جثة شخص آخر.
 
وذكرت صحيفة بيلد الألمانية، الخميس، أن المسلح كان قد عبَّر عن وجهات نظر يمينية متطرفة فى خطاب اعتراف كتبه قبل أن ينفذ الهجوم.
 
وأضافت بيلد، دون أن تذكر مصدرها، أن الرجل ترك شريط فيديو يعلن فيه المسؤولية عن الهجوم.


ووفقا لقناة الحرة الأمريكية، قال مدعون عامون ألمان، اليوم، الخميس، إن هناك مؤشرات على أن المسلح الذى نفذ العملية يحمل أفكارا يمينية متطرفة، وأنه أطلق النار على نفسه بعد جريمته فى مقهيى النارجيلة.
 
فى ليلة أمس الأربعاء، قتل تسعة أشخاص فى مدينة هاناو قرب فرانكفورت بوسط ألمانيا، فى عمليتى إطلاق نار، عـُثر على المشتبه بتنفيذهما جثة هامدة فى منزله، وفق ما أعلنت الشرطة.
 
واستهدف الهجومان مقهيين للنارجيلة وتسببا أيضا بجرح العديد من الأشخاص حالة بعضهم خطيرة، وفق وسائل إعلام محلية.
 
وقالت السلطات فى بيان "فى هذه المرحلة يمكننا فقط التأكيد أن ثمانية أشخاص قتلوا". وتوفى شخص صباح الخميس متأثرا بجروحه ما يرفع الحصيلة إلى تسعة قتلى وفق متحدث.
 
وأعلنت الشرطة فى تغريدة على تويتر "العثور على المنفّذ المحتمل جثة هامدة فى منزله فى هاناو، قوات التدخل الخاصة التابعة للشرطة عثرت على جثة أخرى. التحقيق يتواصل. حالياً ليس هناك أى مؤشر على وجود منفّذين آخرين".

وقال وزير الداخلية فى ولاية هيس الألمانية، إن هناك دوافع كراهية وراء حادث إطلاق النار الذى وقع فى بلدة هاناو، مشيرا إلى أن المشتبه به ووالدته عثر عليهما مقتولين بالرصاص فى منزله.
 
وأضاف وزير داخلية هيس، بيتر بوث، أن التحقيقات جارية بشأن ما إذا كانت هناك أى رسالة تركها الجانى بشأن إطلاق النار، لافتا إلى أنه لم يستطع تحديد من الذى كان يزور حانات (مقاهي) الشيشة وقت الهجوم.
 
وقال بوث إن الجانى كان بحوزته أسلحة بشكل قانوني، وكان يمارس رياضة الرمي.

ووفقا للصحف البريطانية، يشعر الأجانب فى المانيا بسبب التهديدات بالانتقام للتحرش الجماعى من الأجانب بمدينة كولونيا الألمانية عشية رأس السنة.
 
ونشرت صحيفتا جارديان وتايمز، أن حوالى عشرين شخصا هاجموا مجموعات من الأجانب بأربع حوادث منفصلة أمس الأول فى كولونيا. وذكرت الشرطة أن الضحايا باكستانيان وسوريان ومجموعة من الأفارقة.
 
ونُقل عن صحيفة إكسبرس المحلية بكولونيا، أن المهاجمين أعضاء فى عصابات نسقوا فيما بينهم بواسطة فيسبوك للالتقاء بوسط المدينة، وبدء "مطاردة" للأجانب.
ة
وقالت إندبندنت، إن اللاجئين يعيشون فى خوف من الانتقام، بينما حذّر وزير العدل الألمانى هايكو ماس من مذبحة محتملة ضد الأجانب.


وذكرت تايمز، أن صحيفتين ألمانيتين رئيسيتين- وهما سودويتشزايتونج الليبرالية وفوكس المحافظة- نشرتا صورا تعبر عن ردود فعل عنصرية فى إطار حملة الكراهية ضد الأجانب، بينما نقلت عن رئيس تحرير فوكس، أولريتش رايتز، قوله "كل من يصف صورة غلافنا بـ العنصرية، فإنه يخاف مواجهة الحقيقة".
 
ونشرت إندبندنت مقالا يدعو لمواجهة الواقع بشجاعة والاعتراف بأن اللاجئين ليسوا ملائكة، وأن على اليسار أن يوقف ادعاءه بأن اللاجئين لا يخلقون مشاكل. وقال إنه إذا استمر اليسار فى تجاهله مخاوف المواطنين العاديين، فإنه سيُخلى الساحة لأقصى اليمين لتحديد أجندة البلاد. كما اقترح المقال عددا من القيود على القبول باللاجئين "من أجل تسهيل اندماجهم".


فيما دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأجانب الذين يعيشون منذ فترة طويلة في ألمانيا، للحصول على الجنسية الألمانية وقالت ميركل: "نريد أن يخطو المزيد من الناس خطوة التجنس".

من جانبها، أكدت مفوضة الحكومة الألمانية لشئون الهجرة والاندماج ماريا بومر أن "تاريخ الهجرة جزء من تاريخنا". كما طالب متحدث الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي للشؤون الداخلية ديتر فيفلسبوتس بمراجعة قانون الهجرة قائلا: "لقد خلقنا شبحا بيروقراطيا".

من جهتهم، طالب سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وحزب الخضر المعارض بتنقيح قانون الهجرة الألماني جذريا، ودعوا للسماح للأجانب بالاحتفاظ بالجنسية الأصلية في حالة رغبتهم في ذلك. وفي هذا السياق طالب فيفلسبوتس في حديث مع صحيفة "دي فيلت" الصادرة بعدم إجبار الأجانب، الذين يعيشون في ألمانيا منذ فترة طويلة، على التخلى عن جنسيتهم الأصلية مقابل الحصول على الألمانية. وقال المسؤول الألماني إن هناك مبالغة في تصوير المشاكل المترتبة على الجنسية المزدوجة


ويعيش في ألمانيا نحو 15 مليون شخص من أصول غير ألمانية. وحصل 113 ألف أجنبي على الجنسية الألمانية في عام 2007 ومن المتوقع أن ينخفض هذا العدد بنسبة 15%  إذ تشهد أعداد الأجانب الذين يتقدمون بطلب للحصول على الجنسية الألمانية تراجعا منذ سنوات.


بغض الأجانب فى ألمانيا دفع جمعيات خيرية للتعامل معهم بسوء، وانتقدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وسياسيون آخرون، قرار بنك للطعام بمنع توزيع الأغذية المجانية على الأجانب.
 
وقالت جمعية إيسينر تافيل الخيرية، إن القرار إجراء مؤقت يرجع إلى زيادة عدد الأجانب الذين يستخدمون بنك الطعام بنسبة بلغت نحو 75% خلال السنوات الأخيرة.
 
وتقول الجمعية الخيرية، إنها تساعد حوالي 16000 شخص من الفقراء في مدينة إيسين الواقعة في منطقة روور الغربية الصناعية.
 
وتظهر بيانات صادرة عن الوكالة الوطنية للهجرة، أن في تلك المنطقة أكبر عدد من طالبي اللجوء في ألمانيا، وولطخ مخربون شاحنات التوزيع التابعة للجمعية بكتابة عبارة "نازيون" عليها.
 
وتحدثت ميركل منتقدة قرار الجمعية الجديد الذي يطالب زوارها بإبراز جوازات سفرهم الألمانية حتى يتلموا الأغذية، وقالت "لا ينبغي لشخص أن يدير خدمات للناس بناء على مثل هذا التصنيف. هذا أمر سيء"وأضافت "لكن هذا يظهر أيضا مدى الضغط الموجود، وعدد الأشخاص المحتاجين. ولذلك آمل أن يجدوا حلولا جيدة لا تستبعد أي جماعة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة