«صوت الأمة العدد 1000».. يوسف أيوب يكتب: ضمير الأمة

السبت، 22 فبراير 2020 02:50 م
«صوت الأمة العدد 1000».. يوسف أيوب يكتب:  ضمير الأمة
يوسف أيوب
يوسف أيوب يكتب:

أى تأريخ للصحافة المصرية لا بد أن يتوقف قليلا عند شهر ديسمبر 2000، وهو الشهر الذى شهد الولادة الثانية لصحيفة ولدت قوية، واستمرت فى قوتها، متصدرة لمشهد الصحافة المستقلة والخاصة فى مصر.
 
إنها صحيفة «صوت الأمة» التى ارتبطت بأذهان القراء بوصف الصحيفة المشاكسة، رغم أنها فى حقيقة الأمر لم تكن مشاكسة بقدر ما كانت تسعى دوما لتكون صوت وضمير القارئ، لذلك جعلت من «لا صوت يعلو فوق صوت الأمة» شعارا لها يضىء مسيرتها وينير لها الطريق، وهى تبحث دوما عن الحقيقة التى ولدت من أجلها.
 
قبل 2000 شهدت مصر إرهاصات لصحافة مستقلة وخاصة، حاولت أن تجتذب نوعية من القراء عزفوا عن متابعة الصحافة القومية، التى لم تكن سوى مرآة للحكومة، دون الشعب، وحاولت بعض هذه الصحف المستقلة أن تعيد أمجاد صحيفة «الوفد» التى بناها الراحل مصطفى شردى، لكن كان هناك فارق شاسع بين «وفد شردى»، والصحافة التى خرجت بعدها وأرادت أن تسير فى ذات الطريق، إلى أن جاء الإصدار الثانى لـ«صوت الأمة» فى ديسمبر 2000 على يد جراح الصحافة الماهر «عادل حمودة» الذى أحدث نقلة نوعية فى مجلة «روز اليوسف»، وكانت «صوت الأمة» محطته الثانية، ومن هذه المحطة بدأت الصحافة المستقلة طريقها الذى امتد إلى اليوم، واضعة أكبر بصمة فى تاريخ الصحافة المصرية.
 
كان لى حظ أن أكون من المتابعين كقارئ فى البداية لانطلاقة «صوت الأمة»، ورأيت كيف تعلق بها الكثيرون لصدقها ولجرأتها أيضا فى تناول الموضوعات والأفكار، وكسر التابوهات التى كان من المحظور مجرد الاقتراب منها، وبعد سنوات شاءت الأقدار أن أكون مسئولا عن السياسة التحريرية للصحيفة، وهى مسئولية صعبة أحاول جاهدا أن أكون على قدرها، خاصة أن المسئولية التحريرية لـ«صوت الأمة» تعاقب عليها صحفيون كبار، صنعوا خطا جديدا فى الصحافة، ومن الصعب على من يأتى بعدهم أن يواكب ما صنعوه.
 
كانت «صوت الأمة» ولا تزال الضوء الذى ينير الطريق للباحثين عن الحقيقة، فهى رسخت لمدرسة جديدة فى الصحافة المصرية، وهى الالتحام مع قضايا الناس والتفاعل معها، والدفاع عن قضاياهم، حتى وإن كلفها ذلك الكثير، فكم من مرة تعرضت الصحيفة وصحفيوها للملاحقة القضائية لأنها رفضت أن تكون مهادنة أمام الحق، بل خط الدفاع الأول عن القارئ، رغم أن هذا الموقف كلفها الكثير، لكنها رفضت أن تترك مكانها.
 
رفضت وستظل «صوت الأمة» ترفض أن تبدل مكانها، فهى كما رفعت شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الأمة»، ستظل ضمير الأمة.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة