«قصته أبكت القلوب».. كيف ودع الطفل «نولان» مريض السرطان أمه؟

الأحد، 23 فبراير 2020 03:00 ص
«قصته أبكت القلوب».. كيف ودع الطفل «نولان» مريض السرطان أمه؟
الطفل نولان
ولاء عكاشة

«مضى شهرين على آخر مرة حملتك فيها بين يدي وقبلتك يا بني، مضى شهرين على آخر مرة أحتضنك بين ذراعي. لقد أردت منذ مدة طويلة أن أكتب شذرات عما عاشه طفلي في آخر أيام حياته التي لونتها روحة الجميلة الرائعة، أردت أن أطلعكم على مدى جمال طفلي، وكيف أن قلبه كان مفعما بالحب فقط».. بقلب محطم يحوي ألما عظيما على فراق صغيرها، بعد معاناة مريرة عاشاها فلذة كبدها، كتبت الأم الملكومة هذه الكلمات عبر صفحتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد مرور شهرين على وفاته متأثرا بالسرطان.
 
وبعد نشرها لاقت القصة المؤلمة شهرة واسعة وذاع صيتها في العالم أجمع، فلقد أرادت أن تخبر الجميع من خلال قصتها أن الحياة قصيرة ويجب أن نعيش كل لحظة في حياتنا في حب وسعادة.
 
كان «نولان» الصغير في عمر الـ 3 سنوات، حين تم تشخيصه بمرض «الساركومة العضلية المخططة» وذلك بعد أن عانى من مشاكل كثيرة في التنفس، ظنا الوالدين في البداية أنها بسبب حساسية بالأنف، ليصطدما بعد الفحوصات التي أجراها الصغير، إصابته بالسرطان، وأكتشفا أن طفلهما لن يعيش أبدا وانه لا مجال للصرع مع هذا المرض اللعين، بعد انتشار الأورام الخبيسة في جسمه وإنسداد قصبته الهوائية وضغطها على قلبه الصغير، ولا يوجد أي متسع لمحاولات الأطباء.
 
WhatsApp Image 2020-02-22 at 1.16.05 PM
 
عند اخبار الام استجمعت قواها وذهبت لتخبر طفلها بالخبرالسئ، وقتها تفاجئت بردة فعله وتقبله الأمر بأيمان ثابت، مطمئنها انه سينتظرها في الجنة.
 
وشاركت الأم الحوار الذي دار بينهما، وكان كالاتي: 
 
الأم: هل تشعر في ضيق للتنفس؟ 
 
نولان: حسنا.. نعم
 
الأم : لابد وأنك تشعر لألم فظيع يا صغيري، أليس كذلك؟ 
 
نولان مطأطأ رأسه: نعم 
 
الأم: بني هذا المرض سئ ولست مجبرا على مصارعته بعد الأن
 
نولان في سعادة: ليس علي؟ لكنني سأصارع من أجلك
 
الأم: أهذا ماكنت تفعله، تصارع المرض من أجلي؟ 
 
نولان: أكيد
 
الأم: إن كنت تصارع من أجلي، فما دوري أنا؟ 

نولان بابتسامة عريضة أنت من يبقيني آمنا
 
الأم: لم يعد بإمكاني حمايتك يا حبيبي، المكان الوحيد الذي يمكنك أن تكون فيه آمنا هو الجنة

نولان: سأذهب إذا إلى الجنة وألعب إلى حين لقائك بي، ستأتين أليس كذلك؟ 
 
الأم: أكيد سأفعل، فأنت لن تتخلص مني بسهولة

نولان: شكرا يا أمي، سأذهب الآن للعب برفقة أصدقائي
 
WhatsApp Image 2020-02-22 at 1.16.04 PM
 
وفي الأيام الأخيرة، حينما أدركت العائلة أنها النهاية المحتومة، حاولت إسعاد نولان قدر المستطاع، والأقتراب منه أكثر وحضنه وتقبيله باستمرار، وقال لهم الصغير إنه يتمني أن يتذكره الناس كشرطي، وعلى الفورأحضرت له العائلة زي الشرطي، والتقطوا معه الكثير من الصور، توقيتا لهذا اللحظات.
 
وفي يومه، تركته أمه للحظات ودخلت الحمام، فلحق بها ونام على الأرض منتظرا خروجها، فلم يرغب نولان أن يفارق أمه لحظة واحدة، ثم خرجت والدته من الحمام وحملته لغرفته وأغلقت عينيه بيدها، وهي تعرف أنها اللحظة الأخيرة، ومسحت بكفها على خده الأيمن، وكانت تعقد أنه مات، ولكن حدث المعجزة التي لن تنساها، إذا باالملاك الصغير يأخد نفسه الأخير ويقول لها بصعوبة «أحبك يا أمي» ثم أغمض عينيه للمرة الأخيره ليغط بعدها في ثبات عميق.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة