صوت الأمة.. البيت الكبير

الثلاثاء، 25 فبراير 2020 03:08 م
صوت الأمة.. البيت الكبير
أحمد سامى

مع نهاية الألفية الثانية وبحلول عام 2000، كان المجتمع الثقافى والصحفى على موعد مع انطلاق تجربة صحفية جديدة، تحمل آمال الشباب ومشاكل المجتمع تحمل اسم «صوت الأمة» لتكن بمثابة جرس الإنذار الموجه من المجتمع للدولة والحكومة، تهتم بكشف الحقائق ووضع المشاكل أمام المسئولين من أجل إيجاد الحلول والخروج من قوقعة التهليل لإنجازات الدولة الوهمية، واستمرت مسيرة الجريدة على مدار 20 عاما تتخذ نهجا واضحا تحت شعار: «لسنا ضد أحد ولا نعمل سوى لصالح الوطن»، ولهذا كان لها دور قوى فى تحريك المياه الراكدة والتعبير عن مطالب الشعب فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ومساندة الدولة فى مسيرة الإصلاح الاقتصادى وإعادة بناء الدولة بعد العمليات التخريبية من قبل الجماعة الإرهابية.  
 
«لا صوت يعلو فوق صوت الأمة» كانت البوصلة التى سار عليها صحفيو الجريدة منذ الانطلاق وحتى يومنا هذا، فبعد مرور 20 عاما على إعادة تأسيس الجريدة السياسية المستقلة على يد الراحل عصام إسماعيل فهمى، الذى حمل على عاتقه رفع لواء الدفاع عن المظلومين والكشف عن فساد الكبار، متغاضيا عن الأزمات التى تورط بها والتى أوصلته فى تلك الجولات إلى التهديد بالسجن تحت دعوى التهرب الضريبى فى محاولة من النظام للتنكيل بالجريدة ومالكها لما تسببه من صداع فى رأس السلطة فى عصر مبارك.
 
  كان العمل بجريدة «صوت الأمة» من الأمور المميزة لأى شخص، فاسم الجريدة وحده يجعلك تشعر بالخوف والرهبة من العمل بداخله، ولكن منذ أن وطأتا قدماى مبنى الجريدة  لم أشعر بأنى داخل هذا الكيان المرعب الذى يلعب دورا قويا فى الدولة، فروح الألفة والدفء هى السمة الغالبة على المكان دون غيره من الجرائد، فالراحة النفسية وعدم الضغينة تشعرك بأنك بين أصدقائك وداخل منزلك ورغم محاولات الغير التقليل من المكان نظرا لبساطته وقلة الإمكانيات بالمقارنة بالجرائد الأخرى ولكن روح التعاون والحب كانت قادرة على أن تخرج الجريدة فى كل عدد بثوب جديد مفجرة قضايا مختلفة.
 
لن أنسى ذلك الشعور بالفخر الذى اعترانى عندما قرأت اسمى للمرة الأولى على صفحات الجريدة، كان تحقيقا تناول ملف فساد توزيع الأراضى على كبار المستثمرين وبناء المدن السكنية «كمبوندات» مخالفة للشروط والمواصفات التى جاءت بالتعاقدات ونشرت الجريدة على مدار خمسة اعداد المخالفات التى تضمنتها مشروعات «حسن درة» السكنية، فبعد حصوله على الملايين من السكان من أجل توفير الخدمات وتوفير الرفاهية تسلم المتعاقدون الفيلات عبارة عن «خربات» لا تصلح للسكن وبعد سلسلة الموضوعات أسفرت عن تحرك الشركة والبدء فى تعديل مخطط المدينة وتوفير الخدمات المذكورة.
 
لا نعرف الحدود وليست هناك خطوط حمراء، كانت رسالة واضحة من مجلس الإدارة ورؤساء التحرير المتعاقبين للصحفيين، فالجميع يقع تحت ميكروسكوب «صوت الأمة» مهما كانت قوته، ولا نفرق بين رجل أعمال ووزير وموظف بسيط، فالجميع فى الفساد سواء، ولذا لم يتردد رئيس التحرير فى نشر تقريرى عن الفساد فى أزمة بين نجيب ساويرس ووزارة المالية للتهرب من دفع الضرائب المقررة على شركاته.
 
ومن أسعد اللحظات التى عشتها كان من خلال اتصال هاتفى من مذيعة باتحاد الإذاعة والتليفزيون والفرحة تملأ صوتها، فبعد نشر تقرير بوقفها عن العمل بالاتحاد لكشف مخالفات عديدة من قياداتها، ما دفعها للجوء للقضاء ونشر تقرير بالجريدة يكشف ما تعرضت له من اضطهاد وظلم، لتزف خبر عودتها لعملها  كرد فعل سريع لتقريرى وأنها تقدمت بنسخة من التقرير لهيئة المحكمة وصدر حكم بتعويضها عن الأضرار التى أصابتها، الكثير من المعارك والقضايا رصدناها من خلال الجريدة وموقعها الإلكترونى بعضها قادنا لدخول للمحاكم دفاعا عن أنفسنا ضد محاولات التشوية ومواجهة الاتهام بنشر أخبار مغلوطة لتكن النهاية الحصول على البراءة وإثبات صحة موقفنا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق