رحلة البحث عن كورونا في مصر.. التاريخ سبب ذهاب وزير الصحة للصين

الإثنين، 02 مارس 2020 08:00 م
رحلة البحث عن كورونا في مصر.. التاريخ سبب ذهاب وزير الصحة للصين
إبراهيم الديب

هل يوجد فيروس كورونا في مصر؟ ما الجدوى من سفر وزير الصحة للصين؟.. كلها تساؤلات انتشرت في الساعات القليلة الماضية، في أعقاب تصريح وزيرة الصحة هالة زايد إن مصر لديها 1443 حالة اشتباه بكورونا منها حالة واحدة إيجابية.
 
ولكن صاحب هذه التصريحات والأسئلة ردود أفعال كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممزوجة بكوميكسات مضحكة كعادة الشعب المصري أبو دم خفيف، ولكن ماذا يحدث في مصر؟.
 
عزيزي القارئ قبل استكمال القراءة لابد أن تتذكر جيدا أن من لا يملك المعلومات المؤكدة الموثقة ليس من حقه التنظير أو الحكم على أي شئ أيًا كان، إذا فلنبدأ نستعرض سويا الموقف وفق معلوماتنا المحدودة.
 
رغم تأكيدات منظمة الصحة العالمية - وهي السلطة المنوط بها توجيه العمل في مجال الصحة العامة وتنسيقه في إطار منظومة الأمم المتحدة، ويقدِّم خدماته لإقليم شرق المتوسط - أن مصر خالية من فيروس كورونا وأنها مستعدة بشكل كامل لمواجهة الفيروس، كما أنها قادرة على كشف الحالات وعزلها ومعالجة الأعراض، جاء البعض ليشكك في تصريحات المنظمة دون أي توثيق أو دليل واضح يستند إليه.
 
عزيزي القارئ  وزيرة الصحة التي خرجت في مؤتمر صحفي في مطار القاهرة مساء أمس قالت فيه :“إن 1443 حالة اشتباه بكورونا في مصر منها حالة واحدة إيجابية“ تداول البعض الخبر دون قراءة التفاصيل وخاصة جملة ” أنه تم فحص 1443 حالة تم الاشتباه حتى الآن بإصابتها بفيروس كورونا، ولكن حالة واحدة فقط التي ظهرت تحاليلها إيجابية لشخص اجنبي وتم عزله لمدة 14 يوما حتى تعافى وظهرت نتيجة تحاليله سلبية“، وهذا أمر منطقي، والاشتباه أمر طبيعي، والإجراءات الاحترازية أمر طبيعي، ولكن الأمر غير الطبيعي هو رغبة البعض في وجود الفيرس في مصر، ما السبب لا ادري، وتشككهم الدائم في تصريحات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، هل وضعت نفسك للحظات كانسان مكان هالة زايد وهنا احررها من منصبها للتعامل معها كمصرية فقط، حملت رسالة مودة وسلام وتاريخ ممتد للشعب الصيني لتعلن مؤازة مصر له في أزمته كأول دولة في العالم تقدم على هذه الخطوة، وهى في ظني رسالة سياسية في المقام الأول، لها أبعادها التي لا نعلم تفاصيلها، ولكن ماذا دار في ذهن ”زايد“، قد تكون رددت أن عليها تنفيذ القرار باسم مصر، وأنها قد تعود سالمة وقد تحمل الفيروس، لكن الأكيد أن هناك استعدادات وإجراءات وأن الخطوة التي أقدمت الدولة المصرية عليها ستسجل في التاريخ الذي يؤكد عمق العلاقات بين الدوليتن، وسيتم سرد بٌعد تاريجي فقط وقد إحدى أسباب ذهاب وزيرة الصحة للصين ”معقل الفيروس“.
 
وفقا للموقع الرسمي لموقع هيئة الاستعلامات فإن المحددات التاريخية بين مصر والصين، اكدت الثورة الصينية عام 1949 ثلاثة اهداف رئيسية ، الاول القومية وكانت تهدف الاستقلال عن النفوذ الاجنبي ، والهدف الثاني التوحد تحت هدف قومي يحكمة سلطة مركزية ، والهدف الثالث التغيير الجذري للظروف الاقتصادية والاجتماعية.
 
والمدقق في الأهداف الثلاثة يجدها هي أهداف الثورة المصرية في عام 1952 لذلك كانت مصر أول الدول التي اعلنت اعترافها بجمهورية الصين الشعبية عام 1953 وفي اغسطس 1955 قام وزير الصناعة المصري محمد ابو نصير بزيارة الصين ووقع الجانبان اتفاقا تجاريا يقوم بمقتضاه كل طرف مكتب تجاري لدي الطرف الاخر الي ان اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مايو 1956 ، وكانت هذه خطوة هامة للصين لاقامة علاقات وثيقة مع البلدان العربية والافريقية.
 
وعقب قرار جمال عبدالناصر بتاميم قناة السويس يولوي 1956 بادرت الصين بتاييد القرار اغسطس 1956 واصدرت الحكومة الصينية بيانا دانت فيه العدوان الثلاثي علي مصر واكدت دعمها للنضال الشعب المصري من اجل حماية الاستقلال الوطني المصري.
ورغم الظروف الداخلية للصين بداية من عام 1966 حيث عمت البلاد الفوضي نتيجة الثورة الثقافية اعلنت تاييدها التام لكل المواقف التي اتخذتها مصر في صد العدوان الثلاثي علي مصر.
وبالتزامن مع تظاهرات ضخمة في بكين لمدة ثلاثة ايام دعما لنضال مصر والشعوب العربية وتوالت الزيارات المتبادلة بين قادة ومسئولي البلدين بشكل مستمر.
وخلال الفترة من 1965 : 1970 لم تشهد اي زيارات علي مستوي عال بين البلدين وانخفض معدل التبادل التجاري.
سحبت الصين خلال الثورة الثقافية كل سفرائها من المنطقة العربية باستثناء سفيرها في مصر وهذا يؤكد المكانة التي تحتلها مصر في السياسية الخارجية الصينية وقد تجسدت هذه المكانة من خلال موقف الصين من حرب اكتوبر 1973 التي اعلنت تايدها التام للجهود المصرية لاستعادة اراضيها المحتلة.
 
رفض البعض تصديق بيانات منظمة الصحة العالمية، ورفض آخرين بيانات الحكومة المصرية، وصدق البعض بيان فرنسا باصابة حالتين عادا من مصر، وبعيدا عن الكذب والتصديق، هل فكر البعض فيما هو أبعد من ذلك، في ستر الله، وكيف يدبر أمور الكون، ولما ردد البسطاء كلمة“ الحمد لله“  أو ” سيبها على ربنا دة حنين علينا“، ولربما رفعت ايدي أحدهم بالدعاء فاستجاب الله وحمى مصر أو على الأقل أجل دورها في الاصابة بالفيرس“، رغم أن الفيرس ليس عليه سلطان، فلا يفرق بين دول عظمى ولا دول متقدمة ولا دول نامية ولا دول فقيرة، كما أن الفيرس ليس له علاقة بالتقدم التكنولوجي ولا القوى الاقتصادية ولا القوى العسكرية.
 
عزيزي من تعتبر منشوراتك عبر وسائل التواصل الاجتماعي مزحة لطيفة مضحكة، ويا من  تنشر الكوميكسات والموضوعات الصحفية من المواقع الأجنبية التي تتهم مصر بالتعتيم، هل سألت نفسك ماذا لو أصيبت مصر بالفيروس؟ بالتأكيد هناك من سيفقد الأم أو الأب أو الابن أو الابنة أو الزوج أو الزوجة، هناك من سيقضي عمره في حزن وبكاء، هناك من سيفقد الرغبة في الحياة، ننشر المداعبات والضحكات ولكن في وقت الشدة لن يرحم الفيررس أحد، فبدلا من تطبيق اجراءات السلامة، والالتزام بالارشادات الصحية السليمة، ننقل أخبار تثير الفزع بين المواطنين وكأن الفيرس اذا أصاب المصريين سنقول له“ لماذا اتيت؟“ وسنلوم الدولة على تقصيرها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق