عجائب لغة المصريين: «خراشي» طلع شيخ الأزهر.. و«شغل ألابندا» دي فرقة فرنسية

الثلاثاء، 03 مارس 2020 08:04 م
عجائب لغة المصريين: «خراشي» طلع شيخ الأزهر.. و«شغل ألابندا» دي فرقة فرنسية
رضا عوض

«يا خراشي.. رميت طوبتك..  أصلها كوسة.. وشغل ألابندا».. كلمات وتعبيرات كثيرة نستخدمها بشكل يومي دون أن نعرف معناها الحقيقي، التقطها رواد مواقع التواصل الاجتماعي حتي صارت جزء من حياتهم اليومية، بل أن استخدامها صار أمرا روتينيا دون أن يكلف احد من رواد السوشيال ميديا نفسه عناء البحث في أصل ومعني تلك الكلمات، رغم أن وراء كل كلمة أو تعبير من تلك التعبيرات قصة تاريخية مشهورة، ليكتفي رواد السوشيال باستخدام الكلمات دون الاهتمام بمعرفة ما يخفيه المعني بين هذه الكلمات والتعبيرات.

ولعل أشهر الكلمات التي يستخدمها المصريون بشكل يومي كانت كلمة «خالص مالص بالص»، التي تعود لعصر الفاطميين، حيث كان الفاطميون يفتتحون أبواب القاهرة مع أول ضوء للفجر، وكانوا لا يسمحون بدخول التجار إلا بعد دفع الضريبة المقررة يوميا.ليحصل على صك بأنه «خالص الضرائب، فيما كان بعض التجار يقومون بمنح الجنود الواقفين على بوابات الدخول «بلاصا» من العسل أو المش بديلا عن النقود، ويسمح لهم الجنود بالمرور، ولذلك كانوا يطلقون عليه بالص أي أنه منحهم بلاصا أو أكثر كضريبة عليه، أما التجار ممن يحالون التهرب من من الضريبة، فيتم القبض عليه  فور  رؤية الجنود له في شوارع المدينة يستوقفونه ويحاسبونه بتهمة «التملص» من دفع الضريبة ويقولون عليه «مالص».

أما كلمة «يا خراشي»، فتعود إلى الإمام الشيخ محمد الخراشي أول إمام للجامع الأزهر الشريف وأحد كبار العلماء المسلمين، وسمي بالخراشي نسبة إلى قريته أبو خراش، بمحافظة البحيرة، حيث كان معروفاً بنصرته للحق وقوة كلمته، وكان الكثيرون يستغيثون به لنصرتهم ونجدتهم من تعنت كبار الموظفين، ووصل الأمر إلى أن صارت استغاثة - يا خراشي - هي النداء الشعبي لشيخ الأزهر كي ينصرهم علي الظلم الواقع عليهم.

كما أن معني كلمة «شغل الابندا»، وهي كلمة شائعة يستخدمها البعض عندما يريد شخص أن يشوش على حدث فيقول له «متعملش ألابندا»، وأصل هذه الكلمة فرنسي معناه «الفرقة الموسيقية»، فأصبحت تستخدم لتعبر عن الصخب والضجة والتشويش على الحدث بأصوات موسيقية. وتعني كلمة «حتتك بتتك» تصف الجائع المقبل بنهم على الطعام، وتعني أنه هجم على الطعام فالعظام في الهيروغليفية اسمها «بات» واللحم في الهيروغليفية اسمه «حات» فحتتك بتتك تعني أنه التهم اللحم والعظم معاً من شدة جوعه.

وكلمة «شوبش» هي كلمة هيروغليفية، ويأتى من اسم الشوباشي الذي يطلق على التماثيل الصغيرة التي كانت تدفن مع مومياء الملك ووظيفتها ترديد الدعاء للفرعون حتى البعث وتناقل الاسم عبر العصور، وأصبح يطلق على من يردد النداء في الأفراح ويرد التحية أو من يكثر الكلام وقت المشادات الكلامية. ده أنت هاتروح في طوكر: «وهي عبارة تقال لمن ينتظرون المصير المجهول، ويرجع أصلها إلى نفي محمد علي وهروب بعض معارضيه إلى مدينة طوكر في أقصى جنوب شرق السودان».

«أصله أونطجي» وتعتبر كلمة «أونطجي»، من الكلمات التركية الأصل، وتطلق على من لا ينطق بالحق، ويقول الكذب. «ماشية بالكوسة»، وهي مصطلح يعود للعصر الفاطمي، وتعني المحسوبية" حيث كانت تغلق أبواب القاهرة الفاطمية وتفتح في أوقات معينة ومحددة وكان زراع الكوسة يخرجون في أوقات مبكرة منذ الصباح الباكر ويعودون في أوقات متأخرة، وكانوا يعانون من وجود صعوبة في الدخول والخروج من أبواب القاهرة، وعندما يتبعون أنظمة الدخول والخروج من أبواب القاهرة فكانوا يتأخرون على جمع محصول الكوسة وبيعه، واشتكى مزارعون الكوسة للحكام والمسئولين، فصرح لهم الحكام بمخالفة مواعيد الدخول والخروج وصرح لمزارعين الكوسة بالدخول متأخرا والخروج مبكرا، ومنذ ذلك الوقت كان مزارعون الكوسة دون غيرهم هم المسموح لهم بمخالفة المواعيد فكانوا يعودون في أوقات متأخرة من الليل وعندما يطرقون أبواب القاهرة يتساءل الحراس من الطارق فيردون عليهم «كوسة»، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كلمة كوسه تعني تمييز فئة معينة عن أخرى.

واعتاد المصريين استخدام كلمة «طز» لتطلق على الشي الذي ليس له قيمة، وتدل أيضا على الاستهانة وللامبالاة، حيث كانت تطلق هذه الكلمة في العصر التركي على  الملح، وكانت نقاط التفتيش في العصر التركي تسمح لتجار الملح المرور بالملح بدون أي تفتيش أو أي تصاريح أو مخالفات وغرامات، فكان تجار الملح من العرب يستبدلون الملح بالقمح، وكانوا عندما يمرون على الأكمنة، ويسالون ماذا معكم فكانوا يقولون معنا طز ويرفعون للرجال الأتراك في الأكمنة ونقاط التفتيش أكياس الملح، أي أننا معنا ملح وكلمة طز منذ ذلك الوقت تعنى شي ليس له قيمه أو ليس له معنى. أما أكثر الكلمات التي يتم استخدامها فهي كلمة «معلش» وهي  اختصار لـ «ما عليه شيء» حيث كان يقولها القاضى لمن اخذ البراءة.

كما أن كلمة «هسكعك» ( يعنى سأصفعك على وجهك ) هى كلمة فرعونية معناها «هلصقك» والكلمة هى «سقاع» معناها التصاق. أما رميت طوبتك التي يستخدمها البعض للتعبير عن عدم الاهتمام بك تعني، فلها حكاية تاريخية تقول إن قُدامَى الرعاة قبل معرفة الأرقام، إذا خرجت أغنامهم للرعي، وضعوا مقابل كل غنمة منها حصاةً صغيرة، طوبة، حتى إذا عادت الأغنام أخرجوا مقابل كل غنمة طوبة من الطوب الذي وضعوه من قبل، فإذا غابت غنمة منها، وبحثوا عنها فلم يجدوها، ويئسوا من عودتها «رموا طوبتها» تمامًا كما يرمي الأب أو الأم طوبة الابن العاق، أو الذي يخرج عن طوعهما فلا يعود، ومن هنا ظهر هذا التعبير الشعبي أو المثل الشعبي «رميت طوبتك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق