أردوغان التاجر الوقح.. الصحافة الغربية تحاكم الديكتاتور العثماني

الأربعاء، 04 مارس 2020 06:00 م
أردوغان التاجر الوقح.. الصحافة الغربية تحاكم الديكتاتور العثماني
رجب طيب أردوغان

دائما ما تنقلب مؤامرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضده، بسبب تهوره وفشله في تقدير الأمور نظرا لأطماعه الكثيرة، وهو ما حدث مؤخرا بتهديده أوروبا بورقة اللاجئين، وانقلب ذلك ضده وكسب مزيدا من العداوات، في وقت يحاول الخروج من المستنقع السوري.

 
الصحف الغربية شنت هجوما حادا على أردوغان وسياساته، في أمر أشبه بالمحاكمة العلنية، تقول مجلة فورين بوليسى الأمريكية، إن قرار تركيا بالسماح للمهاجرين بالعبور إلى الاتحاد الأوروبى من أجل إجبار قادة الكتلة الأوروبية على مساعدة أنقرة ضد بشار الأسد، تهديد فارغ لن يجدى نفعا، مضيفة أن القرار بفتح تركيا لحدودها مع اليونان وبلغاريا جاء بعد مقتل 36 من جنودها فى ضربة جوية من النظام السورى قرب إدلب.
 
ويرى العديد من المراقبين تراجع أردوغان المفاجئ عن اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبى بخصوص اللاجئين فى 2016 على أنه أداة للضغط على الاتحاد الأوروبى والمجتمع الدولى لدعم تدخل أنقرة العسكرى فى الحرب السورية. وأوضحت فورين بوليسى إن الخطوة ربما تساعد موقف أردوغان فى التفاوض، لكنها لا تساعد المهاجرين.
 
وفى حين تتوقع تركيا أن يقوم الناتو او الاتحاد الأوروبى بتقديم مساعدة لحماية جنودها فى سوريا، في ظل حالة الاستياء لدى الشعب التركى فى الداخل بعد مقتل العشرات من القوات فى سوريا، إلا أن هذا الأمر من غير المرجح حدوثه بسبب تواجد سوريا الهائل فى المجال الجوى السورى.
 
وفى حين أن الناتو أكد أنه سيقدم دعم جوى لتركيا، فإن اليونان سحبت صورتها بسبب تدفق المهاجرين على حدودها. وقال وزير الخارجية اليونانى إن بلاده ستقوم بنقض تحركات الناتو لو لم يطالب بيان الدعم لتركيا بالالتزام بالاتفاق التركى الأوروبى حول الهجرة من أنقرة فى المقابل.
 
في سياق متصل، قالت صحيفة إندبندنت البريطانية، إن خطة أردوغان لاستخدام اللاجئين السوريين لابتزاز الاتحاد الاوروبى لن تنجح، ودعت زعماء أوروبا والولايات المتحدة إلى أقناعه بالفوة لأن لديه الكثير ليخسره من رفضه التعاون، أكثر مما يفعل من إثارة عدم الاستقرار. 
 
الهجوم لم يتقصر على ملف اللاجئين، تقول صحيفة الجارديان البريطانية، إن تركيا على وشك الوقوع في كارثة بسوريا، فأردوغان يحصد ما زرعه هناك، وقد تجاوز مسألة الحرب بالوكالة ليدخل فى مواجهة مباشرة مع الرئيس بشار الأسد، وقام بتنفير حلفائه.
 
يقول المحلل السياسي لسياسات الشرق الأوسط بالصحيفة سيمون تسيدال، إن أردوغان أصبح معزولا فى كافة النواحى، وعلى خلاف حاد مع الأطراف الكبرى الأخرى فى الأزمة السورية، فبعد أن أرسل 7 آلاف من القوات الإضافية والأسلحة إلى إدلب الشهر الماضى لتعزيز المناطق العسكرية القائمة، غرقت تركيا فى حرب مفتوحة مع النظام السورى، فهاجمت المطارات ومواقع الرادار خلف ما يعرف بالخطوط الأمامية، وأعلنت كل عناصر النظام أهدافا مشروعة.
 
 وأشار الكاتب إلى أن تركيا ألقت بثقلها خلف المعارضة فى سوريا بعد عام 2011، ومن بينهم جماعات إرهابية. لكن ما يحدث الآن فى شمال غرب سوريا لم يعد حربا بالوكالة، لكنها مواجهة مباشرة بين تركيا وسوريا، وتهدد بجر أنقرة بدرجة أعمق فى صراع عسكرى مع روسيا، حليفة الأسد الأساسية. ولا يزال المتحدثون باسم أردوغان والإعلام الموالى للحكومة يشير إلى أن مقتل 33 جنديا تركى يوم الخميس الماضى فى هجوم على قافلتهم فى إدلب كان مسؤولية النظام السورى.
 
ويتابع تسيدال قائلا إن الرئيس التركى يحصد ما زرعه. فقد سخر وانتقد مرارا الناتو القادة الأوروبيين والأمريكيين، واشترى أنظمة السلاح الروسية وسط اعتراضات أمريكية وعرض الحرب الغربية على داعش للخطر من خلال شن حرب على أكراد سوريا، حول أزمة اللاجئين السوريين إلى سلاح لجعل الاتحاد الأوروبى يخضع لإرادته، ثم الفوضى والبؤس على حدود تركيا واليونان. وبشكل لا يثير الدهشة تزايد المعارضة الداخلية بسبب المستنقع السورى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق