بسبب الابتزاز.. إيطاليا تشن هجوما حادا على أردوغان

الخميس، 05 مارس 2020 01:00 م
بسبب الابتزاز.. إيطاليا تشن هجوما حادا على أردوغان
إيطاليا تشن هجوما حادا على أردوغان

شنت إيطاليا، من الحكومة للإعلام، هجوما حادا على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بسبب قراره بفتح الأبواب للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، فى انتهاك واضح للاتفاقية التى عقدها مع الاتحاد الأوروبى حول اللاجئين، وفى إنذار شديد اللهجة للديكتاتور، أكد وزير الخارجية الإيطالى لويجى دى مايو، أن أوروبا لن تقبل الابتزاز الذى يمارسه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان محذراً أنقرة من عواقب تصديرها أزمة اللاجئين فى القارة العجوز.

وقال دى مايو رداً على تصريحات أردوغان بشأن إعادة اللاجئين المتواجدين داخل تركيا إلى الدول الأوروبية: "من الواضح أن أوروبا لا يمكن أن تقبل ابزاز.. وهذا لن يكون بأى شكل من الأشكال".

وأضاف الوزير الإيطالى فى تصريحات للصحفيين نشرتها وكالة نوفا الإيطالية تعليقاً تكدس مهاجرين على الحدود التركية - اليونانية، إن "هدفنا الرئيسى يكمن فى تقصى أصل ظاهرة الهجرة وتجنب حدوث صراعات"، مضيفا "إننا نعمل مع الأمم المتحدة بشأن سورية وليبيا"، حسبما قالت وكالة "نوفا" الإيطالية.

ووفق رئيس الدبلوماسية الايطالية، فإنه من الواضح أنه عندما يتم تجاهل تصرفات بعض الدول التى تغذي الصراعات، فسوف تحدث تدفقات هجرة، وننتظر إنعقاد مجلس الشؤون الخارجية الأوروبى، لأننا نعتقد أن ما يحدث على الحدود بين تركيا واليونان يتطلب ردة فعل أوروبية".

وكان المستشار النمساوى، سيباستيان كورتز، أكد أن الاتحاد الأوروبى فى امتحان أمام الابتزاز التركى بورقة اللاجئين، مؤكداً قدرة التكتل على حماية حدوده الخارجية، منددا بمحاولة أنقرة ابتزاز الاتحاد الأوروبى عبر فتح حدودها أمام آلاف اللاجئين الساعين للتوجه إلى القارة العجوز، موضحا أن استخدام تركيا لورقة اللاجئين يعد بمثابة هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبى واليونان، واعتاد الناس على الضغط على أوروبا.

وكانت وسائل إعلام تركية، نشرت خريطة توضيحية للطرق التى يمكن للاجئين فى تركيا الذين يبلغ عددهم 4 ملايين الوصول بها إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى، بينما تعهدت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، بالبدء فى تنفيذ خطة حدودية لمساعدة اليونان تقضى بنشر 1500 ضابط وموظف آخرين يقوم الاتحاد الأوروبى ودول فضاء شنجن بتزويدهم خلال 5 أيام.

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "سيكولود إيطاليا" الإيطالية إن الديكتاتور يغزو سوريا من ناحية، ويغزو اليونان من قبل المهاجرين غير الشرعيين من ناحية آخرى، فهو يستثمر فى معاناة السوريين ويبتز الدول الأوروبية، مؤكدة أن اردوغان ينشر الإرهاب فى المنطقة وفى العالم، ولذلك فهو يمثل خطورة كبيرة، ويجب أن يتم وضع حد له.

وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكترونى إلى أن أردوغان أيضا قام بنقل الإرهابيين إلى ليبيا، وانتقدت مصادر فى سوريا نظام أردوغان، وقالت إنه يمثل تهديد خطير للأمن والسلام والاستقرار فى العالم، كما انتقدت سوريا السلوك العدائى لنظام أردوغان، ودعمه غير المحدود للمنظمات الإرهابية.

وقالت مجلة "ماج" الإيطالية إن الحرب السورية، التى تستمر منذ تسع سنوات، جلبت تحديات جديدة إلى العلاقات التركية الأوروبية، ويزعم أردوغان أن الدول الأوروبية لا تقوم  بما فيه الكفاية لتغطية نفقات رعاية 3.6 مليون لاجئ استقروا فى تركيا بسبب الصراع. وهدد مراراً وتكراراً بإرسالهم شمالاً إلى حدود الاتحاد الأوروبى.

وفى أعقاب هجوم الخميس الماضى فى سوريا، حذر المسئولون الأتراك أوروبا مرة أخرى من أن تركيا "ممتلئة" باللاجئين وسيتعين عليهم استقبال جزء منهم إذا ما استمر القتال فى إدلب.

وقال الخبير والسياسى والكاتب الصحفى الإيطالى ،جوليانو بيسابيا،إن أردوغان ، رئيس غير إنسانى وأصبح غير مقبول، ولقد حان وقت العمل حتى لا يستغل ازمة اللاجئين للضغط على أوروبا كل فترة.

ونقلت صحيفة "ميترو" الإيطالية عن بيسابيا، قوله: إن العلاقات مع تركيا أصبحت بشكل متزايد مناهضة للديمقراطية والآن فقدت معناها، ولذلك فقد حان الوقت لتدوين ذلك والتصرف على ذلك"، مشيرة إلى أن تهديد أردوغان لأوروبا بعدم احتواء المهاجرين داخل البلد بسبب تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا حول سوريا، تسبب فى هطول أمطار من المهاجرين واللاجئين نحو الحدود التى تتقاسمها مع اليونان، مما ينذر بأزمة جديدة فى أوروبا.

وأشارت الصحيفة ، إلى أن أردوغان حقق تهديده واتجه آلاف من اللاجئين إلى أوروبا من الحدود التركية، وزعم رئيس تركيا "ماذا فعلنا بالأمس؟.. لقد فتحنا الأبواب.. ولن نغلقهم.. لماذا؟ لأن الاتحاد الأوروبى يفى أن يفى بوعوده"، ولكن فى الحقيقة أردوغان يستغل أزمة اللاجئين من أجل الضغط على أوروبا لعدم التدخل فى الأزمة السورية، كما أنه من خلال هذا التهديد، تضغط تركيا مباشرة على أعضاء الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو للحصول على دعمهم فى عملياته العسكرية فى سوريا.

وأخبر أردوغان رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، أنه يريد أن يرى "دعمًا واضحًا وملموسًا" من الناتو "ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال"، من جانبه، طلب ماكرون من روسيا وتركيا إقامة "وقف دائم لإطلاق النار" فى منطقة إدلب، فيما وصل ما لا يقل عن 500 شخص عن طريق البحر إلى ثلاث جزر يونانية بالقرب من الساحل التركى فى ساعات قليلة صباح أمس الأحد.

وفى مارس 2016، أبرمت تركيا والاتحاد الأوروبى اتفاقية للهجرة، فى مقابل الحصول على المساعدة المالية، ينص الاتفاق على عودة المهاجرين بشكل منهجى إلى تركيا، وإجراءات أنقرة لمنع فتح طرق هجرة جديدة من أراضيها إلى الاتحاد الأوروبى، ويبدو أن تلك المعاهدة انتهت، حسب الصحيفة الإيطالية.

وأعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى ، أورسولا فون دير لين ، عن "قلقها" إزاء تدفق المهاجرين دون عائق إلى اليونان وبلغاريا، وقالت: "أولويتنا القصوى فى هذا الوقت هى التأكد من حصول اليونان وبلغاريا على دعمنا الكامل".

ومن جانبها، وعدت اليونان بتجنب تدفق هائل آخر من المهاجرين، وقال وزير الهجرة نوتيس ميتاراتشى "هذه البلاد ليست دولة حرة للجميع".

وتتأهب قبرص لزيادة كبيرة فى أعداد المهاجرين غير الشرعيين، بعدما نفذ أردوغان تهديده بعدم اعتراض المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ولا تبعد قبرص أكثر من ثلاثة وثمانين كيلو مترا عن تركيا عند أقرب النقاط بينهما، وتعد الدولة الجزيرة إحدى دول الاتحاد الأوروبى الأكثر استيعابا لأعداد طالبى اللجوء، بالمقارنة لتعداد سكانها.

وقالت السلطات القبرصية إنها رصدت تزايدا ملحوظا فى أعداد المهاجرين الوافدين خلال الأيام القليلة الماضية، وقال الرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس: "بالتأكيد هذا يقلقنا، ونريد أن نبحث الإجراءات التى يمكننا اتخاذها للحيلولة دون أى تغير فى شخصية البلاد الديموغرافية لكن من دون التقليل من شأن المعاناة الإنسانية".

ونوه أنستاسيادس إلى "التشجيع" الذى اتهم تركيا بتقديمه لآلاف الأشخاص كى يعبروا إلى اليونان وبلغاريا، وأشار إلى أن أنقرة كانت تفعل الشىء نفسه بالنسبة لقبرص.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق