هل يتنحى أردوغان بعد إذلاله فى موسكو؟

الثلاثاء، 10 مارس 2020 06:57 م
هل يتنحى أردوغان بعد إذلاله فى موسكو؟
سعيد محمد أحمد

 
هل من الممكن والمقبول والمعقول أن يتم إجبار رئيس تركيا رجب طيب أردوغان على التنحية بسبب حجم الأهانة والمهانة التي تتعرض لها تركيا على خلفية المشهد المثير للسخرية لأردوغان في روسيا، والذى ظهر في فيديو جرى تسريبه مؤخراً فى ختام زيارته إلى موسكو في الخامس من شهر مارس الجارى، حينما استبقاه رئيس روسيا بوتين في حجرة الانتظار لدقائق، قبل أن يسمح له بالدخول.
 
في هذه الزيارة تنازل أردوغان عن كل تصريحاته الهيستيرية بشأن أزمته في أدلب السورية، وزاد على ذلك الفيديو الذى سرعان ما انتشر على مختلف شاشات التلفزة الغربية والعربية، ويظهر أردوغان ومرافقيه "ملطوعين" جميعا على باب مكتب بوتين حتى يأذن له بالدخول، وبدت علامات الغضب والاستياء المكتوم بين أعضاء وفده، في مشهد مخزى لرئيس دولة.
 
المؤكد أن "لطعة" أردوغان التي استغرقت دقيقتين مرت كسنوات عمره،  قد أفقدته القدرة على التركيز والتفكير معا للخروج من المأزق الذى علق فيه، ومدى "قلة القيمة" التي وصل اليها في مشهد لافت لجميع من تابعوا زيارة أردوغان بداية من اختيار قاعة الاستقبال التي وقف فيها لتذكره بتاريخ أجداده على يد الإمبراطورة الروسية "كاترين الثانية"، وفى قاعة أخرى التي ظهرت فيها لوحة لقائد روسى شهير" سوفوروف" خاض عدة حروب ضد العثمانيين وانتصر فيها بين 1774 و1786، ويبدو أردوغان واقفا ينتظر بوتين تحت تلك الصورة، في دلاله على مدى ازلال موسكو للمتغطرس أردوغان .
 
حقيقة الأمر أن الانتظار أصاب مرافقى أردوغان بالصدمة والخرس معا، في كيفية التعامل مع هذا الموقف المهين، حيث بدا أردوغان واقفا لا يدري ما يفعل ومسحوقا بعلامات التململ، حتى أفقده التعب من طول الانتظار أكثر مما ينبغي ليجد الحل في الجلوس على معقد بجوار الباب مخصص لموظفى الكرملين، انتظارا للأذن بالسماح له بالدخول، في رسالة واضحة تؤكد مدى عدم رضا موسكو على أفعال أردوغان المتقلب والمتهرب من كل التزاماته تجاه موسكو بشأن ما وقع من اتفاقات سابقة سواء في سوتشى او الأستانة .
 
الأمر لم يكن غريبا على من تابعوا تصرفات أردوغان سواء على المستوى الخارجي، من قبل كبار المسئولين الأوربيين السياسيين، وربما قد يشكل حالة من الغضب العارم على المستوى الداخلى وقد يطول العديد من المؤسسات الهامة في إعلان رفضها، إذا ما سمح بتداول الفيديو المسرب على شبكات "السوشيال ميديا"، الذى جاء مرافقا ومتزامنا مع رفض شعبى تركى للزج بأبنائهم في حروب لا طائل منها، سوى استقبال أبنائهم في صناديق الموتى، وتشكل في الوقت ذاته حالة استياء عام للوضع السياسى والاقتصادي المتردى، واتساع رفض المعارضة التركية وهجومها اللاذع ضد أردوغان، والتي أعلنت مؤخرا عن ظهور أحزاب معارضة جديدة خرجت من " رحم " حزب العدالة والتنمية، وأخرها اعلان  نائب رئيس الوزراء التركى السابق " على باباجان" عزمة إنشاء حزب سياسي، بعد مرور 8 أشهر من استقالته من حزب العدالة نتيجة لخلافات عميقة مع رفيق دربة أردوغان، بتأسيس حزب جديد، ومع تأسيس حزب أحمد داوود أوغلو، الحليف السابق لأردوغان أيضا، في شهر ديسمبر الماضى تحت عنوان "حزب المستقبل"، وقد يشكلان حجر الزاوية في تقويض سلطة أردوغان في الانتخابات المقبلة .
 
ووصف العديد من المراقبين جنون وحماقة وتصرفات أردوغان بأنه فاقد للتفكير ومصاب باضطرابات نفسية كثيرة أفقدته التركيز، في عدم أدراكه لحجم المهانة التي يتلقاها بصفة مستمرة سواء في تصريحاته  العنترية والهيستيرية واستعداء الاتحاد الأوربى له ورفضها سياسة البلطجة والابتزاز والمطالبة بتوقيع عقوبات على الدولة التركية، وهو ما دعت إليه "مارين لوبان" رئيسة الحزب اليميني الأكبر في فرنسا الاتحاد الأوروبي إلى "تهديد" أردوغان بفرض "عقوبات" على بلاده، وأن على الرئيس الفرنسي أن يقوم بـ"حماية صارمة للحدود"، ومعتبرة أفعال أنقرة من "أفعال الحرب"، وضرورة عدم السماح بتدفق المهاجرين على الحدود اليونانية، وبما يؤكد حجم الفشل الذريع للسياسة التي ينتهجها مع الجميع بفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية في سوريا وليبيا معا، وفى توقيت متزامن ووفق شروطة الواهية، حتى جاءته الإجابة صريحة وواضحة من الدب الروسى ، ولتلحق بأردوغان إهانة بالغة تهدد مستقبله السياسى و إجباره على التراجع عن كل تصريحاته ودعواته الحمقاء .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة