في عيد الأم.. القضاء ينصف سيدة فقدت بصرها ويمنحها إجازة استثنائية بعد فصلها من عملها

السبت، 21 مارس 2020 02:20 م
في عيد الأم.. القضاء ينصف سيدة فقدت بصرها ويمنحها إجازة استثنائية بعد فصلها من عملها
هداية عيد الام- ارشيفية
أحمد سامي

يشهد المصريين اليوم الاحتفال بعيد الأم وسط أجواء مختلفة للمرة الأولى، وقد يغيب الأبناء عن تهنئة أمهاتهم نظرا للظروف المحيطة، وفي ظل هذه المناسبة لابد أن نذكر دور القضاء في دعم حقوق المرأة ورفع الظلم عن كاهلها في بعض الهيئات الحكومية.
 
سطر حكم قضائي الماسأة التي تعرضت لها أم تعمل بوظيفة بوزارة الصحة تعرضت للفصل بعد فقدان بصرها، فلم يراعي مدير الإدارة الطبية، وكيل الوزارة الذي اتخذ قراراً أصابها بالإحباط بفصلها من الخدمة على سن 48 سنة بسبب فقدانها البصر لكثرة الأعمال الموكلة إليها.
 
وجاء قرار فصلها بدون أى حقوق مالية أو وظيفية، فما كان من الأم المصرية سوى اللجوء للقضاء المصري العادل طالبةً العدل والانصاف بعد أن فقدت وظيفتها بسبب فقدانها البصر.
 
وأمام هيئة المحكمة وقفت السيدة تسرد شكواها أمام المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدلة رئيس محكمة القضاء الإدارى  بالإسكندرية وأنها اُصيبت بفقدان البصر على سن 48 سنة بسبب كثرة العمل المكلفة به وأن مدير الإدارة الطبية وكيل الوزارة اتخذ قراراً ظالما بإنهاء خدمتها جعلها في الشارع وليس لها مورد رزق.
 
وأعطى القاضي الجهة الإدارية أسبوعاً واحداً فقط للرد على القضية، فجاء رد المدير الإداري أن الموظفة أصبحت عالة على العمل بعد فقدانها البصر وأنها لا تستطيع القيام بأعمالها الإدارية، فأصدر القاضى حكمه بإلغاء قرار فصلها من العمل على سن 48، إلزام الإدارة بصرف مرتبها كاملا من وقت فصلها حتى تاريخ صدور الحكم، ومنحها القاضى اجازة استثنائية  في بيتها حتى بلوغها سن الستين بأجر كامل شاملا الحوافز والبدلات والمكافاَت كما لو كانت قائمة بالعمل فعلاً ومشاركةً فيه  , وهو ما اعتبرته كثير من الدوائر المهتمة بشئون حقوق الأم من التراث القضائى الإنسانى المصرى على مستوى العالم العربي.
 
وجاءت حيثيات الحكم: "إن الدوافع الإنسانية تتأبى أن تتدنى حقوق العامل المريض بمرض مزمن بعد ثبوت مرضه وزيادة حاجته إلى صنوف الرعاية عن تلك التى يتمتع بها قبل مرضه , والمرض قدر الله وحساب الموظف ينصرف فيما تمليه عليه إرادته".
 
وأضاف القاضى في حكمه "أن المشرع خص العاملين المصابين بأمراض مزمنة بعناية خاصة نظراً لما يحتاجونه من رعاية اجتماعية خلال فترة المرض الذى قد يستغرق نظراً لطبيعته أمداً طويلا، فوضع نظاماً خاصاً للاجازات المرضية التي يحصل عليها المريض بأمراض مزمنة يغاير في أسسه وقواعده نظام الاجازات العام , وطبقا لهذا النظام يمنح المريض بمرض مزمن حقاً وجوبياً في اجازة مرضية استثنائية بأجر كامل إلي أن يشفى أو تستقر حالته استقرارا يمكنه من العودة إلي العمل أو يتبين عجزه عجزاً كاملاً، وفي هذه الحالة يظل العامل في اجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغه سن الإحالة إلي المعاش".
 
واختتم القاضى حكمه الذي تتجلى فيه معانى الرحمة "الثابت أن المدعية كانت تشغل وظيفة كاتبة بمديرية الصحة بالإسكندرية وأثناء عملها أصيبت بعجز جزئي مستديم ومرض مزمن من بين حالات الالتهابات الشبكية والارتشاحات والأنزفة الداخلية إذ قلت قوة الإبصار عن 6/36 بالعينين معاً، وثبت أن المدعية فقدت البصر بنسبة أقل من 6/36 بالعينين، ومن ثم يكون قرار الإدارة بإحالتها للمعاش على سن 48 سنة بسبب فقدان البصر قد تنكب وجه الحق ووقع مخالفاً للقانون يتعين القضاء بإلغائه ومنحها اجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغها السن القانونية للمعاش بالأجر الكامل الشامل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق