شريف إكرامي.. ابن الناس الكويسين

الثلاثاء، 24 مارس 2020 02:59 م
شريف إكرامي.. ابن الناس الكويسين
شريف اكرامى
مصطفى الجمل

المنغمسون في العمل الرياضي، والمطلعون على ما يدور بالنادي الأهلي، يعرفون أن كابتن النادي الأهلي شريف إكرامي، بعيداً عن إمكانياته كحارس مرمى، والملاحظات التي شهدتها فترة إخفاقاته، فهو يتميز بسلوك يختلف ليس عن باقي لاعبي الأهلي فقط، بل كافة اللاعبين في مصر. 
 
شاب مثقف، قارئ نهم، درس الاقتصاد والعلوم السياسية، أفكاره مرتبة، لغته لا تلوثها الركاكة، يتحدث وكأنه سفير أو سياسي مخضرم، لا تجد عليه أي علامة من علامات الانحطاط الفكري التي تظهر على السواد الأعظم من لاعبي الكرة. 
 
 في لقاءه التليفزيوني الأخير، مع الإعلامي سيف زاهر، أكد إكرامي الصغير على هذه الصورة العامة المتخذة عنه، ظهر هادئاً دارساً لكل كلمة ينطق بها، لم يتورط في كلمة واحدة لا يريد أن يتفوه بها، ظهر وكأنه يجسد شخصية «علي ابن الناس الكويسين» في الفيلم السينمائي الشهير سهر الليالي. 
 
سأله سيف زاهر بخبث مفضوح، هل أنت راضي عن رحيلك عن طريقة رحيلك عن الأهلي، فقال شريف ما لم يتوقعه سيف ولا أي متابع للبرنامج: «كان علي أن أحسب أولوياتي وأقيم الفترة الماضية.. أنا بقالي سنتين مبلعبش ..في 24 شهر لعبت 14 ماتش.. وده رقم اتكسف اتناقش معاك فيه أصلاً.. ومدة تعاقدي مع النادي هتخلص اخر السنة.. وعدت فترة الانتقال في يناير ومحدش فتح معايا الموضوع في النادي»، ليباغته سيف بسؤال آخر: «ماهو فتحي ووليد عدت فترة يناير ومكانوش جددوا ومعملوش زيك.. هل شايف ان اللي عملته ده صح احترافياً»... ليرد شريف حاسماً الأمر بصراحة قلما تتوفر في أي شخصية عامة: «فتحي ووليد بيلعبوا فيه حاجة شغلاهم او بتقول ان  النادي عاوزهم .. انما انا مبلعبش.. وده وضع عادل جداً».. فجأة ترسم الدهشة والذهول على وجه سيف، فيرمي له بسؤال آخر: «يعني شايف ان ده وضع فير»، فيرد إكرامي الذي أظهر في هذه النقطة كيف هو شخص متسق مع نفسه وعادل مع الآخرين وأبعد شخص يمكن وصفه بالأنانية: «طبعاً فير.. فيه واحد بيلعب وبيأدي كويس جداً وحارس دولي ومنتخب مصر وعامل شغل رائع.. انا بحط نفسي مكان محمد – يقصد محمد الشناوي – أنا قاعد ليه مهما كان الاسم الموجود برة».
 
في اللغة تعلمنا في درس المعرفة والنكرة أن الأخيرة تفيد في أحيان كثيرة التحقير، قرر إكرامي ابن الناس الكويسن تعريف صديقه ومنافسه والسبب الأول في رحيله عن ناديه، وتنكير نفسه قال «أيا كان الاسم»، ضرب إكرامي درساً عظيماً في الإيثار على النفس، ليس بهدف سوى أن يقيم العدالة في الأرض، ولو كان هو نفسه متضرراً من ذلك. 
 
في صراحة قد تكلفه خسارة بعض العلاقات، تحدث شريف عن لاعبين يثار حولهما الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، وهما كهربا و صالح جمعة، عن الأول قال إنه تسبب في مشكلة كبيرة في مباراة الأهلي والزمالك ليس غيرة على فانلة النادي الأهلي ولكن لأمور شخصية بداخلة، مؤكداً أنه عنفه بسبب هذا الموقف، مما تسبب في «قمصة» كهربا منه. 
 
أما عن صالح جمعة، فقال شريف إن مشكلة صالح في طريقة حياته، هو يرى ماهو غير عادي عند كل اللاعبين عادي عنده، سواء كان الأمر متعلق بخروج أو سهر أو ما إلى ذلك، وأنه رغم أنه يرى صالح مخطئ في أمور كثيرة إلا أنه لا يرغب في الحديث كثيراً عن هذا الأمر حتى لا يقصي على أي فرصة له للعب حتى لو خارج النادي الأهلي. 
 
تحديث شريف بثقة كبيرة، وكأنه سيعود يوماً للنادي الأهلي، ليس كحارس مرمى ولا مدرب ولا إداري ولا مدير غني، ولكن كرئيس للنادي، تربى في جدرانه ويعرف مبادئه ومتمرس على قيمه، ويعرف كيف يتعامل مع الأمور بمنتهى الاتزان والعقلانية بعيداً عن الغوغائية، التي تفسد كثيراً من مسيرة الرياضيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة