تحدي الخير بين الإمام والبابا.. 5 ملايين من «الأزهر» و5 من الكنائس لمواجهة كورونا
الجمعة، 03 أبريل 2020 06:00 م
بينما تواصل الدولة المصرية مواجهة أزمة وباء كورونا، الذي يجتاح ويعصف بالكثير من دول العالم، تبدو المؤسسات الداخلية تسير بنتاغم وفي اتجاه واحد، من أجل الاصطفاف أمام هذا الفيروس القاتل، وتوفير الأموال اللازمة، لتلبية احتياجات قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية، التي تتزايد يوما تلو الآخر.
ومنذ أن أعلن نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، بتوجيهات رئاسية، وأيضا الكشف عن استقبال التبرعات عبر حساب صندوق «تحيا مصر» لمواجهة الأزمات والكوارث، توالت البيانات عن التبرعات، كان أبرزها بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتغريدة حساب مشيخة الأزهر الرسمي.
وفي 21 مارس الماضي، قال متحدث الوزراء، إن عددا كبيرا من المواطنين طالبوا تخصيص أرقام للتبرع لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، قبل أن يكشف عن طرق التبرع لحساب صندوق تحيا مصر، موضحا أن التبرعات تخصص للأسرة المتضررة في فيروس «كورونا».
المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى، كان من بين المؤسسات الدينية التي أعلنت عن تبرعها لصندوق تحيا مصر بـ 3 ملايين جنيه، للمساهمة في شراء أجهزة التنفس الصناعي، وتوجيه مشاغل الخياطة بالإيبارشيات من جهة أخرى، للمساهمة فى إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها، التى تحتاجها الطواقم الصحية فى عملها الوطني، الذى نقدره كثيرًا.
إعلان الكنيسة يأتي وسط قرارات استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات أسبوع الآلام المقدس، التي أقرها اجتماع لجنة سكرتارية المجمع المقدس برئاسة البابا، الخميس الماضي، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19.
وذكر البيان، أن الكنيسة هي جزءا أساسيا من المجتمع، وتسعي دائما للحفاظ على جميع أفراده، وتؤمن أن النفس الواحدة لها قيمة غالية عند الله محب البشر، أن هذه القرارات تأتي انطلاقا من حرصها على سلامة الجميع وصحتهم، في ظل خطورة إقامة أي تجمعات.
وعلى غرار الكنيسة الأرثوذكسية، أعلن الأنبا باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية، في مصر قرارات السنودس الكاثوليكي وهو الهيئة العليا للكنيسة، تعليق صلوات أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد وقصرها على كهنة الكنيسة والشمامسة على أن تبث أونلاين لكافة المؤمنين في المنازل.
وكشف بيان الكنيسة عن تبرعها لصندوق تحيا مصر بمبلغ 2 مليون جنيه لدعم وزارة الصحة في مواجهة وباء كورونا معلنة تشجيع أبناءها للتبرع لتخطى هذه المحنة الصعبة، لافتا إلى تأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس، الذى كان من المقرر إعداده خلال الأسبوع المقبل، وهو حدث كنسي له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية.
في المقابل اختارت مشيخة الأزهر حسابها الرسمي على تويتر، للإعلان عن تبرع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمبلغ وقدره خمسة ملايين جنيه لحساب صندوق تحيا مصر، للمساهمة فى دعم جهود مكافحة تفشى فيروس كورونا المستجد فى مصر كوفيد -19.
وكتبت المشيخة تقول، إن شيخ الأزهر أشاد بكافة الجهود التي تبذلها الدولة والقوات المسلحة والشرطة المدنية والأطباء وطواقم التمريض وكافة الجهات المعنية فى الحفاظ على الوطن، من تداعيات هذه الجائحة التي يعاني منها العالم أجمع.
ومع دخول مصر الأسبوع الثاني للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة، تبدو الفرصة سانحة أمام القاهرة لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، إذ إن إجراءات وتحركات الدولة الحثيثة يعقبها داخل مطمئن ومتكاتف في وجه الفيروس.