علاج كورونا الطبي و«المطبخي»!

السبت، 04 أبريل 2020 09:31 ص
علاج كورونا الطبي و«المطبخي»!
أيمن عبد التواب يكتب :

كل دول العالم المتقدمة، والنامية، و«اللامؤاخذة» المتخلفة، وما يستجد من توصيفات.. إلى الآن لم تعلن عن توصل معاملها، ومراكز أبحاثها عن دواء ناجع، ومصل شافٍ، ولقاح فعال «معتمد رسميًا» لـ«ننوس عين أمه» فيروس كورونا، المعروف علميًا باسم كوفيد- 19.. على الرغم من أن مسؤولين في دول مثل الصين وألمانيا، وأمريكا، أعلنوا- في تصريحات إعلامية متلفزة- عن توصلهم لعقار طبي لكورونا.
 
الحقيقة أن أحدًا لا يمكنه الوثوق في أي كلام، لأي مسؤول، يتعلق بالتوصل للقاح للشفاء من الفيروس، حتى وإن كان هذا المسؤول هو «ترامب» رئيس أقوى دولة في العالم، والذي تراجع عن تصريحاته بشأن التوصل لعلاج للفيروس، واضطراره لإعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
ما أنا على يقين منه أن أي تصريحات متعلقة بعلاج كورونا- في الوقت الراهن- لا تخرج عن كونها «دعاية رخيصة» في حرب «السباق العلمي والبحثي» بين «الكبار»، و«متاجرة قذرة» بآلام وأوجاع الناس الذين يتعلقون بـ«قشاية».. ومغازلة جيوب الدول التي هي على استعداد دائم للدفع، حتى لو كانت السلعة «وهمًا».. وهي أشبه بمن يحاول زراعة الأمل في أرض بور.. وهذا ليس تشاؤمًا، بل نظرة واقعية، بعيدة عن غرس الأشجار في الهواء.
 
المؤكد أن فيروس كورونا المستجد، كوفيد- 19، لم يظهر ويُكتشف إلا منذ أربعة أشهر على الأكثر. وهذه الفترة- كما يقول علماء متخصصون- «قصيرة جدًا»- وليست كافية لإنتاج لقاح أو دواء للقضاء على كورونا.. وأضعف الإيمان لمعرفة آثاره الجانبية على متعاطيه.. وهناك قلق متزايد لمنظمة الصحة العالمية، بشأن استخدام بعض العقاقير الطبية لأغراض أخرى غير الغرض الأساسي الذي أُنتجت من أجله.
 
وفي حديثه لصحيفة الشرق الأوسط، أبدى الدكتور أحمد المنظري، مدير  منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قلقه من «التأثير الضار» من إعطاء مرضى «كوفيد- 19» أدوية تستخدم لعلاج أمراض أخرى؛ لاحتمالية حدوث تفاعلات دوائية بين أنواع مختلفة من الأدوية.. معترفًا بأن إنتاج أي دواء يستغرق عدة سنوات. لكن- كما يقول المنظري- «الطوارئ الصحية المتلاحقة دفعتنا إلى تسخير الجهود العالمية وتكثيف الجهود، وتنسيق العمل مع المراكز البحثية لاختصار الوقت اللازم لتطوير لقاحات وعلاجات ضد الفيروسات التي تُكتشف، والأمراض التي تتسبب فيها.
 
وعلى الرغم من كلام الدكتور أحمد المنظري، إلا أن هناك إصرارًا غريبًا، وتعمدًا فاضحًا لظهور أشخاص في وسائل الإعلام المختلفة؛ للحديث عن «أدوية» تعالج فيروس كورونا، وتقضي عليه بعد تناول جرعات منه. وللأسف بعض هؤلاء الأشخاص يحملون لقب أطباء وصيادلة. دون مراعاة لأدنى أصول الطب والصيدلة، وما قد يتسببان فيه من أضرار لمتعاطي الأدوية «البديلة» التي يوصون باستخدامها لمرضى كورونا.
 
ولأن لا صوت يعلو فوق صوت «علاج كورونا» فقد «ركب الترند» شيوخ، وقساوسة، وإعلاميون، وفنانون، وأخصائيو أغذية، وسباكون، وحلاقون... يقدمون وصفات للقضاء على الفيروس؛ حتى رأينا العجب العجاب، فهذا شيخ يقدم «دعاءً» للشفاء من كورونا، وهذا قسيس يقول إن قراءة آيات بعينها من الكتاب المقدس تشفي من الفيروس!
 
وهذا إعلامي يوصي متابعه بتناول «الكركم».. وهذا عطار يعلن عن وصفة أعشاب «فيها الشفا».. وهذا طبيب يوصي بتناول عصير الليمون وشراب البقدونس الدافئ، و«فصين توم» على الريق، مع مراعاة عدم «تشويح الثوم في الزيت»! وهذا «شيف» يوصي المرضى بتناول «حبة البركة، وملعقة عسل أبيض جبلي ذائبة في ربع كوب ماء فاتر، وجرش ليمونة بقشرها ثلاثة مرات في اليوم»!
 
وأمام كل هذا العبث، أصبحنا لا ندري أهي وصفات لأطباء للقضاء على فيروس كورونا، أم وصفات لـ«الشيفات» توضع على طبق الفول بالزيت الحار، لكن ينقصها «فحل بصل».. أم خلطة لـ«تتبيل الفراخ واللحمة»، أم وصفة سحرية توضع على الفسيخ الرنجة للحد من رائحتها التي «تقلب المكان»؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق