خطة "ب" العالمية.. باحثون مصريون يعكفون على تصميم نموذج أولي لأجهزة التنفس الصناعي

الأحد، 05 أبريل 2020 12:00 ص
خطة "ب" العالمية.. باحثون مصريون يعكفون على تصميم نموذج أولي لأجهزة التنفس الصناعي
أجهزة تنفس صناعي
إبراهيم الديب

 
”العالم يبحث عن علاج لكوفيد ١٩“.. هذه الجملة تختصر كل الدراسات والأبحاث التي يحاول علماء العالم من خلالها تطوير علاج لهذا الفيروس القاتل، أو إنتاج لقاح الذي قد يستمر لشهور لكي يمكن اعتماده وإنتاج، ولكن تُرى ماذا لو لم يستطيع علماء العالم إيجاد علاج سريع لهذ الفيروس؟، بالطبع ستسوء الأوضاع وستزداد أعداد المصابين به، وسيحتاج العالم لمستشفيات والأهم من ذلك سنحتاج لآلاف من أجهزة التنفس الصناعي أو ما يطلق عليه علميا أجهزة ” فنتليتور“.    
                 
على المستوى المصري، يعمل علماء وباحثين مصريين على الخروج بتصميم ونموذج أولي لإنتاج أجهزة تنفس صناعي، في الوقت الذي يصعب فيه استيراد أو تصدير تلك الأجهزة نظرا لحاجة كل دولة لتحقيق اكتفاء لعلاج مواطنيها. 
 
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار قال إن مصر استطاعت تطوير جهاز التنفس الصناعى ليستطيع خدمة 5 و 6 مرضى بدلًا من خدمة مريض واحد“، وذلك من خلال تطوير بعض الباحثين لجهاز التنفس ليكون له أكثر من مخرج في نفس التوقيت، وأن هذا التطوير جاري تعميمه، كما أعلن عبدالغفار، إطلاق هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، نداءً بحثيًا طارئًا، يستمر حتى 9 أبريل المقبل، لكل الباحثين، للتقدم بمشاريع لمجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، حيث تم رصد مبلغ ٢ مليون جنيه لتمويل المشروع الواحد.
 
ولفت إلى أن المجالات البحثية تتضمن 5 مجالات لتطوير كاشف سريع ورخيص للكشف عن الفيروس، لتقرير مدى احتياج الشخص للعزل من عدمه، وتعديل الأدوية الموجودة لتخفيف حدة المرض وتقليل عدد الوفيات، وضبط البروتوكول المصري لعلاج الحالات، كذلك إعادة توجيه الأدوية المتوفرة كعلاج لفيروس كورونا، وتطوير لقاح ضد الفيروس إلى جانب إنتاج أقنعة الوقاية والملابس المعقمة وقفازات الأيدي، وأجهزة تنفس صناعية، وأجهزة تنقية هواء لأماكن العزل.
 
وتابع أن المشروعات تتضمن كذلك أبحاثًا لتطوير محلول لتعقيم الأماكن وإعادة تعقيم أقنعة الوقاية لتدويرها، دراسة مقدار خطورة التعرض للعدوى في المكاتب بتحليل عينات الهواء، وبناء تطبيقات الهواتف الذكية لمتابعة انتشار الفيروس، ومنصة بيانات كبيرة لتحليل بيانات رصد الفيروس، وتحديد سرعة انتشاره في المناطق المختلفة.
 
الأمر لم يتوقف عند ذلك فحسب، لكن مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة عين شمس، أعلنوا ايضا عن مشروع تصميم نموذج أولي لأجهزة التنفس الصناعي، لكي يتم إنتاجها في مصر، نظرا للأزمة العالمية.
 
وبحسب مصدر مسؤول في جامعة عين شمس، لـ" صوت الأمة" فإن هناك مؤسسات مصرية تتكاتف من أجل تصنيع أجهزة تنفس صناعي، لكن هناك أزمة بسبب عدم وجود مصانع متخصصة في مصر لأجهزة التنفس الصناعي، مشيرا إلى أن هناك مساعي لتحويل مصانع انتاج قطع معينة للسيارات أو المكانس الكهربائية لتعديلها هندسيا لتستطيع الانتاج، ومن بعدها يتم عمليات التعقيم الطبية وإجراءات السلامة.
 
وتابع المصدر، أن الأمر سيستغرق شهر على الأقل، ومن بعده سيتم ارساله لوزارة الصحة لكي تجرى اختباراتها وتتأكد من اعتماده لبدء عملية تصنيعه، لافتا أن تكلفة جهاز التنفس الآن يتراوح بين ٣٠٠ الف إلي نصف مليون جنيه، فيما ستبلغ قيمة الجهاز الجديد الذي يتم العمل عليها ١٠ آلاف جنيه.
 
وعلى المستوى المصري العالم، يعكف عدد من العلماء المصريين ضمن فرق بحثية للوصول لعلاج مطور لفيروس كورونا، فيما يعمل آخرين على إنتاج أجهزة التنفس الصناعي، ومن بين هذه الشخصيات الدكتور محمد خاطر، رئيس قسم الهندسة الاستراتيجية في جامعة كامبيردج في انجلترا، والذي يعمل ضمن فريق كبير لتحديد صلاحية الشركات التي يحق لها إنتاج أجهزة تنفس صناعي.
 
خاطر قال لـ“ صوت الأمة“، إن الحكومة البريطانية حددت ٥ جامعات فقط لكي يتم التعاون معها من أجل تقييم مدى صلاحية المصانع لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي، وعلى رأس هذه الجامعات جامعة كامبيردج، والتي تضع استراتيجية لإنتاج خطوط أجهزة تنفس، لافتا إلى أن سعر الجهاز في انجلترا ٣٠ الف جنيه استرليني، وأنه من المقرر أن تقوم شركة مرسيدس بينز بإنتاج ١٠٠٠ جهاز في اليوم الواحد، وذلك بعد شهر من الآن.
 
في السياق ذاته، يعكف علماء الفيروسات في جامعة أمبيرال كودلج للوصول لعلاج مطور لمواجهة كوفيد - ١٩، ولكن المفاجأة في الأمر ان الفريق البحثي بالكامل تتلمذ على يد الدكتور المرحوم مصطفي غانم، والجميع يدين له بالفضل، ويعملون ليل نهار لخروج مشروع علاج للنور. 
 
أما عالميا، فقالت شركة فورد موتور إنها ستنتج 50 ألف جهاز تنفس صناعي خلال المئة يوم المقبلة في مصنع في ميشيجان بالتعاون مع وحدة الرعاية الصحية في شركة جنرال إليكتريك ويمكنها بعد ذلك صنع 30 ألف جهاز شهريا حسب الحاجة لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، لافتة إلى إن التصميم المبسط لجهاز التنفس الصناعي يمكن أن يفي باحتياجات معظم مرضى كوفيد-19 ويعتمد على ضغط الهواء دون الحاجة لكهرباء.
 
وطالب المسؤولون في ولايات تضررت بشدة من فيروس كورونا إدارة الرئيس دونالد ترامب وشركات التصنيع التعجيل بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي للتكيف مع زيادة في عدد المرضي الذي يحتاجون للتنفس الصناعي.
 
فيما قالت جنرال موتورز  إنها تعتزم إنتاج ما يصل إلى عشرة آلاف جهاز تنفس صناعي شهريا بحلول هذا الصيف في مصنع في كوكومو بولاية إنديانا.
 
فيما كشفت شركة Medtronic، أشهر مصنع لأجهزة التنفس الصناعي، عن إسقاط حقوق الملكية الفكرية الخاصة بأجهزة التنفس الصناعي التي تملكها، ومشاركة كل التصميمات مع الدول للبدء في تصنيعها فورا.
 
وأكدت الشركة، أنها تشارك علانية مواصفات التصميم، لتمكين المشاركين عبر الصناعات لتقييم خيارات التصنيع السريع لاجهزة التنفس الصناعي لمساعدة الأطباء والمرضى الذين يتعاملون مع فيروس كورونا.
 
وأوضحت أن هذا القرار يتوافق مع إرشادات إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأخيرة، ووفقًا لاستجابة الصحة العامة والطبية للوكالات الحكومية على مستوى العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق