أردوغان يلقى بتركيا على طريق الكارثة

السبت، 04 أبريل 2020 08:00 م
أردوغان يلقى بتركيا على طريق الكارثة
أردوغان
كتب - طلال رسلان

السلطات التركية تخفى أعداد المصابين بالفيروس.. وأطباء يشتكون من متاجرة الحكومة بأروح الأتراك
 
قبل نحو 3 أسابيع من الآن أصرت السلطات التركية على أن البلاد خالية تماما من فيروس كورونا، رغم التحذيرات العالمية وصرخات من الداخل التركي، لكن تركيا لم تستطع إخفاء الأمر أكثر من ذلك، عندما حدث انفجار في عدد الإصابات وتغير الأمر بسيناريو درامي، لدرجة أن خبراء حذروا من أنها قد تواجه مصير إيطاليا، البلد الأوروبي الأكثر تألما من الوباء القاتل.
 
في 10 مارس اعترفت أنقرة بأول إصابة بفيروس كورونا المستجد، لشخص قالت إنه حمل الإصابة معه من أوروبا، واضطر حينها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، القول بأن "كورونا ليس أقوى من التدابير التي اتخذناها، وإصابة شخص به لا يمثل خطرا بالكلية، فقد تم عزله ومن ثم لا يوجد تهديد بالنسبة للمجتمع"، لكن بعد يومين أطلق الوزير تصريحا مناقضا، حث فيه الشعب التركي على الصمود لمدة شهرين، الأمر الذي أثار علامات استفهام حول "الطمأنينة" التي روج لها لفترة طويلة.
 
من مرحلة خداع الذات في فبراير إلى الشعور بكارثة، يبدو أن تركيا أدركت إقبالها على سيناريو إيطاليا، وذلك عبر تحليل التغيرات في تغريدات وزير الصحة، طبقا لموقع "المونيتور" الاستقصائي، فجأة زادت حالات الإصابة في تركيا بشكل كبير جدا، مع زيادة أيضا في عدد حالات الوفاة، وممارسة السلطات التركية ضغوطا بشكل كبير عما تنشره وسائل الإعلام عن تفشي الوباء، وأثار هذا الأمر قلق الخبراء، بحسب موقع "المونيتور"، إذ إشاروا إلى أن هذا المعدل يفوق معدل الإصابات والوفيات في الفترة ذاتها من بداية تفشي الفيروس في إيطاليا، بؤرة كورونا الرئيسية في أوروبا، وأمام زحف الفيروس الذي لا يرحم ، أقر قوجة في خطاب تلفزيوني بأن كورونا منتشر في جميع أرجاء تركيا، واعترف في وقت لاحق بالحاجة إلى إجراءات أشد صرامة لمواجهة الوباء.
 
وتظهر أزمة كورونا خليطا من الأخطاء والمزاعم وسوء الإدارة في حكومة الرئيس رجب أردوغان، وعلى سبيل المثال ذهب بعض "العلماء المزيفين" الذين ظهروا على شاشات التلفاز الموالية لأردوغان إلى القول إن الأتراك "محصنين بفضل شكل تركبيهم الجنيي"، الأمر الذي دحضته الحقائق لاحقا، بحسب الموقع الاستقصائي.
 
ولم يستغرق ظهور الفيروس في تركيا وقتا طويلا، ليبدأ المرض في إصابة الأتراك أسوة بغيرهم من البلاد، ونصحت الحكومة الأتراك بعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، وبتقليل التواصل الاجتماعي، في حين استمرت الأعمال كما هي، الأمر الذي ترك نافذة لفيروس كورونا لكي يتسلل منها، ولم تتوقف الرحلات الجوية في تركيا مع الخارج إلا ليل الجمعة، مع ملامسة حصيلة الوفيات رقم 100 في البلاد.
 
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن أردوغان، قوله إنه سيتم إغلاق كافة أماكن التنزه والسواحل والغابات نهاية الأسبوع، كما لن يسمح بالتجمعات، وسيتم تطبيق نظام العمل المرن بالحد الأدنى من العاملين في القطاع الخاص، كما هو الحال في العام، وجاءت هذه الإجراءات متأخرة بعض الشيء في تركيا، وفي ظل مجتمع يعيش حالة استقطاب حادة، فنصفه لا يثق فيما يفعله أو يقولوه المسؤولون، الأمر الذي امتد أيضا إلى أزمة كورونا، بحسب "المونيتور".
 
ومن جهة أخرى، رسم الأستاذ المتخصص في الأمراض المعدية بجامعة إسطنبول هالوك كوكوغراس، صورة قاتمة لتركيا في ظل أزمة فيروس كورونا، وقال إنه بالنظر إلى معدل الحالات في البلاد، قد تتجاوز تركيا إيطاليا في غضون أسبوعين، مشددا على "الحاجة الماسة لحظر تجول تام على مستوى البلاد"، وأضاف: "الاقتصاد سينهار وستكون لدينا مشاكل اجتماعية، لكن ليس لدينا خيار آخر لوقف تفشي المرض".

أردوغان يتاجر بأرواح الأتراك
في أول تصريح له بعد انفجار الأوضاع في تركيا بسبب ظهور مئات الإصابات بفيروس كورونا فجأة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه على المواطنين عدم الذهاب إلى المستشفيات إلا في الحالات الحرجة فقط، وأثار هذا التصريح موجة غضب بين نشطاء أتراك عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، متهمين إياه بالاستهانة بالأوضاع وحياة المواطنين، وقال أحد المغردين الأتراك ردا على تصريحات أردوغان “الوضع أصبح كارثيا في البلاد، والسلطات والحكومة تتعامل مع حالات الإصابة بالفيروس القاتل برفاهية تامة، واستهتار بحياة المواطنين منذ بدء انتشار الفيروس في البلاد”، فيما قال غرد آخر “السلطات فشلت في إدارة أزمة كورونا كما فشلها بسياسات دمرت الاقتصاد من قبل، انظروا نحن مقبلون على سيناريو إيطاليا”.

الإطاحة بوزير النقل
جاء ذلك في الوقت الذي تزايدت أزمة إقالة وزير النقل التركى على يد رجب طيب أردوغان بعد تأجيله مشروع بين تركيا وقطر ليتخذ الديكتاتور العثمانى قرار الإطاحة به قربانا من النظام القطرى، في الوقت الذى كشف فيه تقرير للمعارضة التركية ارتفاع معدلات الجوع داخل تركيا، وفى هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، إن صحف تركية قالت إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أطاح بوزير النقل والبنية التحتية محمد جاهد تورهان، من منصبه، بسبب إصراره على تأجيل مناقصة نقل جسري دورسكوي وأوداباشي التاريخيين، ضمن أعمال مشروع قناة إسطنبول والتى يتعاون فيه أردوغان مع أمير قطر تميم بن حمد ويخدم مصالح قطر.
 
وكشفت صحيفة يني تشاغ أن فصل وزير النقل والبنية التحتية محمد جاهد تورهان، جاء بتوقيع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وفقًا لقرارات التعيين والإقالة التي نُشرت في الجريدة الرسمية، وأن عادل كارا إسماعيل أوغلو نائب الوزير قد تم تعيينه في المنصب بدلًا من تورهان.
 
وأضافت الصحيفة أن تورهان قد أراد تأجيل نقل الجسرين اللذين يقعان ضمن نطاق منطقة قناة إسطنبول المزمع إنشاؤها بشراكة مع الدوحة، خوفًا من تفشي فيروس كورونا بين العاملين، ولهذا رفض نقلهما مؤقتًا، فما كان من الرئيس الذي يصر على المشروع، رغم المعارضة القوية من الأحزاب السياسية، إلا أنه أطاح به فجر السبت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة