التكنولوجيا في خدمة الفرق الطبية.. إيطاليا تتوجه إلى الروبوتات لمكافحة كورونا (صور)
الإثنين، 06 أبريل 2020 02:21 م
ظروف صعبة استثنائية تعيشها إيطاليا في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعد تحولها لبؤرة ساخنة لتفشي الفيروس في أوروبا والعالم أجمع.
ومع النمو المتسارع التي تشهده المدن الإيطالية في عدد الإصابات والوفيات التي طالت الفرق الطبية في إيطاليا بسبب الأعداد الهائلة من المصابين والمشتبه في إصابتهم بالمرض القاتل، كان تسخير التكنولوجيا لمساعدة الأطباء الإيطاليين في القيام بمهام عملهم له دوره في وقايتهم أيضًا من الاختلاط المباشر مع المرضى في كثير من الأحيان، وهذا ما تحقق مع وصول تومي، الممرضة الروبوت، إلى إحدى المستشفيات الإيطالية لمعاونة الأطباء في رعاية مرضى كورونا.
الممرضة الآلية تساعد في إنقاذ الأرواح من الفيروسات التاجية تمامًا رغم أنها لا ترتدي قناعًا واقيًا، وتعد واحدة من 6 روبوتات جديدة تساعد أطباء وممرضات في رعاية مرضى الفيروس التاجي في مستشفى سيركولو، في فاريزىالمدينة الواقعة في منطقة لومباردي الشمالية التي تعد مركز تفشي المرض في إيطاليا.

صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أوضحت تصريحات الدكتور فرانشيسكو دنتالي، مدير العناية المركزة في المستشفى قائلا: "الأمر يشبه وجود ممرضة أخرى دون مشاكل تتعلق بالعدوى، ويتم نقل الروبوتات التى بحجم طفل مع عيون كبيرة وامضة إلى الغرف وتركها بجانب سرير المريض حتى يتمكن الأطباء من رعاية الآخرين الذين هم فى ظروف أكثر خطورة".
ويراقب الأطباء الممرضة الآلية من خلال شاشات الكمبيوتر فى غرفة منعزلة، وتحتوى الروبوتات على شاشة فى الوجه تعمل باللمس والتى تسمح للمرضى بتسجيل الرسائل وإرسالها إلى الأطباء، والأهم من ذلك أن تومى وزملائه فى فريق التكنولوجيا الفائقة يسمحون للمستشفى بالحد من كمية الاتصال المباشر بين الأطباء والممرضات والمرضى، وبالتالى تقليل خطر الإصابة بالعدوى، حيث يستطيع الفريق الطبى قراءة العلامات الحيوية للمريض عبر شاشة الكمبيوتر دون الحاجة للاختلاط المباشر معه.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن اللجوء لهذه التكنولوجيا جاء بعدما أصيب أكثر من 4000 عامل صحى إيطالى بفيروس كورونا فى إيطاليا، وتوفى منهم قرابة 70 طبيبا، فيما تعد إيطاليا إحدى الدولة الأكثر تضررا فى العالم من حيث الوفيات.
وقالت تومى الروبوت - الذى سُمى باسم ابن أحد الأطباء - لمراسل زائر، "باستخدام قدراتى، يمكن للطاقم الطبى التواصل مع المرضى دون اتصال مباشر"، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك المرضى أنه نظرًا لضخامة مهمة مكافحة الفيروس التاجى والحصيلة التى يتكبدها الطاقم الطبى المرهق، فقد تكون الروبوتات هى ما طلبه الطبيب، حيث يقول مدير العناية المركزة فى المستشفى الإيطالى، "عليك أن تشرح للمريض هدف الروبوت ووظيفته".

وأوضح التقرير أن رد الفعل الأول من المرضى لم يكن إيجابيا، خاصة المرضى المسنين، ويقول دنتالى، "لكن إذا أوضحت هدفك، فسيكون المريض سعيدًا لأنه يمكنه التحدث مع الطبيب.. وتساعد الروبوتات أيضًا المستشفى على الحد من عدد الأقنعة الواقية التى يجب على الموظفين استخدامها، حيث أنها هذه الأيام مورد نادر".
وكان نقص الأقنعة من أكبر المشاكل التى تعوق النظام الصحى الوطنى منذ ظهور العدوى فى نهاية فبراير، وقال المفوض الوطنى للطوارئ، إن إيطاليا ستستغرق شهرين على الأقل لتصبح مكتفية ذاتيا فى إنتاج أقنعة واقية، فيما يتمتع تومى وزملاؤه من الممرضات الروبوتات بميزة أخرى، وهى عدم شعورهم بالإرهاق، حيث يمكن خضوعهم لشحن سريع للبطاريات ومن ثم العودة مجددًا إلى العمل فى الجناح.

