المنظمات الدولية تكشف: أزمة كورونا حولت المنطقة الصناعية في قطر إلى سجن

الأربعاء، 08 أبريل 2020 05:00 م
المنظمات الدولية تكشف: أزمة كورونا حولت المنطقة الصناعية في قطر إلى سجن
تميم

انتهاكات كارثية يمارسها نظام الحمدين في قطر ضد العمالة الأجنبية والتي وصل تعدادها لأكثر من 2 مليون عامل، بعد أن تحولت المنطقة الصناعية في قطر إلى سجن افتراضي كبير بعد انتشار فيروس كورونا، بحسب موقع آراب نيوز.   

ازدادت معاناة العمال بعد تفشي فيروس كورونا، لتصبح الصحة العامة وصمة عار تلاحق سمعة قطر، حسبما قال مصدر دبلوماسي والذي أشار إلي أن الوضع (حتى يوم الجمعة) تحت السيطرة، لكن ليس بالكامل. وهناك قيود شديدة على حركة العمال ".

من ناحيته طلب التحالف، الذي يضم هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق المهاجرين، من الدوحة عدم التمييز واستكمال الخطوات التي اتخذت بالفعل بـ "إجراءات أخرى تحمي الصحة العامة وتتسق مع حقوق الإنسان الأساسية.

وطالب التحالف من السلطات القطرية، التأكد من أن جميع العمال المهاجرين، بما في ذلك العمال غير الموثقين، المعزولين أو غير ذلك، يمكنهم الوصول إلى الفحص والحصول على العلاج الطبي المناسب".

تقوم قطر بمحاولات من أجل سيطرة على الأضرار منذ 11 مارس، عندما فرضت إغلاق صارم للمنطقة الصناعية بعد إعلان وزارة الصحة العامة عن اكتشاف 238 حالة جديدة بين الأشخاص "المقيمين في مجمع سكني واحد".

 

 
 
كما دعت 16 منظمة غير حكومية ونقابة عمالية بشكل مسترك من الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز، رئيس الوزراء القطري، في 31 مارس، إلى توفير الحماية الكافية للقوى العاملة.
 
حتى فبراير، لم يكن العالم قد سمع الكثير عما وصفته السلطات القطرية بشكل ملطف بأنه "مجمع سكني واحد" - وهو مدينة مكتظة تضم معظم القوى العاملة في قطر، لطالما كانت الفوضى الشديدة في المنطقة الصناعية سرا مفتوحا في الدولة الغنية بالغاز، لكن موقعها البعيد جعلها بعيدة عن أنظار الصحفيين الذين يقومون بجولات داخل قطر مدفوعة التكاليف بالكامل وزيارة المسؤولين في المنظمات الدولية.
 
وأشار تقرير نشر في 20 مارس بجريدة الجارديان البريطانية إلي أنه لا أحد يستطيع الدخول أو المغادرة، كما يقول العمال الذين يعيشون في المنطقة، حيث يصف العمال جو الخوف وعدم اليقين داخل المخيمات المعزولة ".
 
وصرحت مصادر في المنطقة الصناعية للجريدة البريطانية أن بعض العمال تم تسريحهم بدون أجر حتى إشعار آخر، مع تغطية الطعام والسكن فقط، حتى قبل ظهور فيروس كورونا الجديد كتهديد لسكان المنطقة الصناعية، حيث كانت الوفاة الغير طبيعية متكررة الحدوث، خاصة خلال فصل الصيف الطويل الحار لدول الخليج.
 
 
تعرض مئات الآلاف من العمال للإجهاد الحراري أثناء العمل في درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية لمدة تصل إلى 10 ساعات في اليوم، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على نظام القلب والأوعية الدموية، حيث يعتقد الخبراء الطبيون أن هناك ارتباط مباشر بين معدلات الوفيات المرتفعة بشكل غير طبيعي بين العمال والضغط الحراري في أشهر الصيف.

من جانبها انتقدت منظمات حقوق الإنسان ممارسات العمل في قطر، خاصة منذ أن بدأت في استيراد جيوش من العمال الفقراء لبناء نظام مرور سريع جديد وسلسلة من ملاعب كرة القدم من بين مشاريع الكأس العالم الأخرى.
 
 
 
 
المثير في الأمر أن الحي الصناعي يشبه موقع تصوير فيلم "المنطقة 9"، وهو فيلم أنتج عام 2009 عن معسكر اعتقال خيالي في جنوب أفريقيا حيث يضطر السكان الأجانب المرضى والمصابين بسوء التغذية إلى العيش في ظروف مثيرة للشفقة.
 
 
على جانبي شوارع  المدينة الصناعية تشاهد مساكن العمال المتهالكة، حيث يعيش العمال في غرف مكتظة، تضم الغرفة الواحدة 10 عمال مع مشاركة المطابخ والمراحيض في ظروف غير صحية،  وهو ما يصعب فكرة تطبيق ممارسات مثل "التباعد الاجتماعي" والعزلة الذاتية - الاحتياطات الأساسية لمنع انتشار أي مرض معد. 
 
إعلاوة علي ذلك فأن انارة الشوارع غير كافية للغاية، ويتحرك الغبار مع مرور السيارات بشكل كثيف لدرجة أن القيام بمغامرة الذهاب إلى المنطقة الصناعية ليلا لا تصلح لأصحاب القلب الضعيف.
 
أظهرت بيانات الحكومة الهندية أن 1.678 من مواطنيها لقوا حتفهم في قطر بين 2012 و أغسطس 2018. بين عامي 2012 و 2017، توفي ما لا يقل عن 1025 نيبالي في قطر من قصور القلب وفشل الجهاز التنفسي و "لمرض، من بين أسباب أخرى، ولم يتم إجراء تشريح  جثث العمال المهاجرين في أغلب الأحوال، حيث تكتفي التقارير بالإشارة إلى أن وفاتهم ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو لأسباب طبيعية.
 
وقد طلب التحالف، الذي يضم هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق المهاجرين، من الدوحة استكمال الخطوات التي اتخذت بالفعل بـ "إجراءات أخرى تحمي الصحة العامة وتتسق مع حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك مبدأ عدم التمييز" للحصول على العلاج الطبي المناسب".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة