هلك المتنطعون.. حاكموا رجال الدين الذين عرضوا حياة المصلين لخطر الموت بـ«كورونا»

السبت، 11 أبريل 2020 08:00 م
هلك المتنطعون.. حاكموا رجال الدين الذين عرضوا حياة المصلين لخطر الموت بـ«كورونا»
صلاة الجماعة - أرشيفية
عنتر عبداللطيف– منال القاضى

حالة من اللا مبالاة والتمسك بقشور الدين دون التعمق فيه انتابت بعض المصلين وأئمة المساجد الذين تمسكوا بإقامة الصلاة جماعة بالمساجد، رغم قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بإغلاق المساجد إلى حين انتهاء جائحة كورونا، التى ذهب ضحيتها الآلاف عبر العالم والعشرات فى مصر، ما يؤكد أن هؤلاء يتعمدون الإضرار بأرواحهم وأرواح غيرهم من الأبرياء الذين ينساقون خلف مثل هذه الأفكار وهو ما يستحق أن نصفهم بـ«المتنطعين»، الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون». 
 
 التنطع يعرف على أنه التعمق فى الشىء، والمتنطعون هم المتعمقون الذين يخرجون عن حد الاتزان، والدعاء عليهم فى الحديث الشريف بالهلاك، دلالة على ذم ما هم فيه من حال التنطع، أو هو إخبار عن هلاكهم فى الآخرة كما قال بعض العلماء وفق تفسيرات إسلامية.
 
التنطع وصل إلى درجة أن بعض أئمة المساجد قاموا بالمزايدة على الله ورسوله الذى قال فى حديث صحيح: «لا ضرر ولا ضرار»، فكانوا يدخلون الناس سرا للصلاة  فى المساجد، ويجتمعون بالناس فوق أحد أسطح المنازل للصلاة فى جماعة أو الصلاة أمام المساجد المغلقة فى جماعة.
 
كل هؤلاء لا يعرفون شيئا عن صحيح الدين فيزايدون على الرسول صلى الله عليه وسلم، الذى كان فى الليلة الممطرة أو العاصفة يأمر الناس بالصلاة فى بيوتهم حتى لا يصيب أحدا منهم ضرر أو سوء.
 
وزير الأوقاف، أنهى خدمة كبير أئمة بدرجة مدير عام بمديرية أوقاف شمال سيناء، ووجه مديرية أوقاف شمال سيناء بتحرير محضر رسمى ضده بسبب الإذن لبعض الأهالى والسماح لهم بالصلاة بمسجد الصفا والمروة التابع  لإدارة أوقاف بئر العبد بالمخالفة لتعليمات وقرارات وزارة الأوقاف فى مواجهة فيروس كورونا.
 
وفى واقعة أخرى كشفت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصرى أنه تم إنهاء خدمة إمامين بالأوقاف أحدهما بمحافظة بنى سويف، خالفا تعليمات الوزارة بشأن غلق المساجد وفتحا المساجد وأمّا المصلين واستخدما مكبرات الصوت، حيث قال البيان إنه فى إطار الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم كله، ونظرا لأن مخالفة التعليمات فى هذه الظروف تعد تجاوزا ضد المصلحة الوطنية، وبما يعرض الأمن الصحى للمجتمع للمخاطر، وبناء على تحذيراتنا السابقة من أن جزاء مخالفة التعليمات هو إنهاء خدمة المخالف، كما أفادت مديرية أوقاف المنوفية بقيام إمام وخطيب بمديرية أوقاف المنوفية بفتح مسجد أولاد علام بقرية الخطاطبة بمحافظة المنوفية وإمامة الناس فى صلاة العصر وشرع بإلقاء درس، مخالفا جميع التعليمات.
 
وقال مصدر مطلع بوزارة الأوقاف إن أبرز المخالفات، وأكثرها طرفة كانت تحويل أحد الفنادق بمحافظة شرم الشيخ السياحية لمسجد، وقيام العاملين بالفندق برفع صلاة الجمعة، ليلتحق بهم فيما بعد عدد من المارة، ويؤدونها صلاة جمعة عادية، فى مخالفة واضحة لكافة قرارات الحكومة المصرية وتوصيات منظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورونا، بضرورة التباعد الاجتماعى لأى غرض كان.
 
وكانت وزارة الأوقاف، قد أكدت أنها ستنهى خدمة كل من يخالف تعليمات غلق المساجد على الفور وبلا أى تردد فى ظل الظروف الاستثنائية التى يعيشها العالم كله، وفى ضوء تأكيد دار الافتاء المصرية وغيرها من المؤسسات الدينية على حرمة مخالفة تعليمات الأوقاف فى ذلك، وحرمة الإصرار على إقامة الجماعة فى المسجد فى ظل هذه الظروف الراهنة التى يؤكد العالم كله على خطورة الاختلاط فيها على النفس البشرية.
 
وأكدت وزارة الأوقاف أيضا عدة أمور، منها ضرورة غلق المسجد من الداخل غلقا تاما أثناء رفع الأذان، وأن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعى ووطنى وإنسانى وأنه لا مكان بالوزارة لأصحاب الانتماءات أو المغيبين عن الواقع وأنها جادة فى إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد غلقا كاملا فى المدة التى حددتها السلطة المختصة، حيث إن الإمام يجب أن يكون قدوة حسنة، لا قدوة سيئة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق