بعد واقعة «شبرا البهو».. مواقف مخزية ضد ضحايا كورونا

الإثنين، 13 أبريل 2020 09:00 ص
بعد واقعة «شبرا البهو».. مواقف مخزية ضد ضحايا كورونا
واقعة شبرا البهو
أمل عبد المنعم

مشاهد التنمر والمواقف المخزية المجردة من المشاعر الإنسانية، التي تواجه ضحايا فيروس كورونا، سواء من المتوفين أو المصابين، لن تتوقف والأشد دهشة، افتقاد التقدير لمن يفنوا حياتهم من أجل إحياء الأخرين، وكانت اخر هذ المواقف ما شهدته قرية «شبرا البهو» من واقعة تنمر جديدة ضد متوفاة بكورونا، حيث احتشد الأهالي لرفض دفن جثمانها بمقابر القرية.
 
شبرا البهو
 
واحتشد أهالي القرية التابعة لمدينة أجا في محافظة الدقهلية شمال مصر، منذ صباح الأمس، أمام مداخل قريتهم، رافضين دخول سيارة إسعاف تحمل جثمان طبيبة توفيت بكورونا في مقابر القرية.
 
وتبين أن الطبيبة متزوجة من أحد أبناء القرية، لكنها تنتمي لقرية مجاورة تسمى «ميت العامل»، ولذلك طالب الأهالي بدفنها في مسقط رأسها خشية نقل العدوى إليهم.
 
وكشف شهود عيان أن زوج المتوفاة طلب تدخل السلطات لإقناع الأهالي بالسماح بدفن الجثمان، خاصة أن عملية الدفن ستتم وفق الإجراءات الطبية المتبعة.
 
وأكد شقيق الطبيبة المتوفية، على امتلاك 8 مقابر، وإنها حاصلة على بكالوريوس الطب، إلا أنها لم تعمل في مهنة الطب وتفرغت لتربية الأولاد، وكانت تعاني من السكري والضغط، ومع بداية المرض تم التشخيص على أنها تعاني من التهاب رئوي، ومع عمل التحليل تم اكتشاف إصابتها بكورونا، ونقلت لمستشفى العزل في الإسماعيلية، وظلت لمدة شهر حتى توفاها الله، وظلت على جهاز التنفس هذه المدة.
 
وانتهى المشهد بتدخل رجال الأمن بالدقهلية وتم القبض على 22  من أهالى القرية، وتم دفن الطبية بعد معاناة، وأطلق اسمها على مدرسة إبتدائي بالقرية وكذلك على إحدى وحدات القصر العيني الفرنساوي.
 
قرية بولس
 
كانت قرية بولس بكفر الدوار، التابعة لمحافظة البحيرة شمال البلاد، قد شهدت الأسبوع الماضي واقعة مماثلة، حيث تدخلت قوات الأمن لدفن سيدة توفيت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا بعدما رفض الأهالي دفنها بمقابر القرية.
 
وذكر شهود عيان أن طبيباً من أبناء القرية يعمل في أحد المستشفيات تعرض للإصابة بفيروس كورونا، بعد مخالطته لمريض مصاب، وبدوره نقل العدوى لوالدته التي تجاوزت السبعين من عمرها، ونقلت لمستشفى العزل لكنها توفيت متأثرة بإصابتها بالفيروس.
 
وأضافوا أن أسرة الطبيب ثروت دفنت والدته في مقابر العائلة بالقرية، لكن الأهالي احتشدوا وتجمهروا أمام السيارة التي تحمل الجثمان، رافضين دفنها في المقابر خشية نقل العدوى للقرية. وكشفوا أن قوات الأمن المركزي تدخلت وفضت التجمعات، وأعادت المحتشدين لمنازلهم بالقوة، وتسهيل إجراءات دفن الجثمان وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة.
 
تمي الأمديد
 
أدى 7 من أطباء مستشفى العزل بتمى الأمديد صلاة الجنازة فى الدقهلية، على أول حالة وفاة من مصابى فيروس كورونا المستجد داخل المستشفى، وهى لرجل عمره 65 عاما من دمياط، وقام 2 من التمريض وطبيبان بعد ارتداء الملابس الواقية بتغسيل الجثمان حسب الشريعة الإسلامية، ثم تكفينه فى كفن مكون من ثلاث طبقات، اثنان من القماش الأبيض ثم غطاء من الجلد عازل لتجهيزه لمرحلة الدفن.
 
ووقف 6 من الأطباء فى ساحة المستشفى خلف الإمام «طبيب»، متفرقين على مسافات، وأدوا صلاة الجنازة على الجثمان، قبل وضعه فى سيارة الإسعاف بعدما تسلمه اثنان من أقاربه.
 
متوفي في نص نقل
 
تم نقل جثمان متوفى بفيروس كورونا داخل سيارة نصف نقل فى محافظة بورسعيد، بعد ساعات من ظهور فيديو أول، لنقل جثمان متوفى كورونا بسيارة نصف نقل من مستشفي المبرة ببورسعيد، داخل كيس أسود، إلى المقابر لدفنه دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع إصابتهم بالفيروس.
 
وكان محافظ بورسعيد، قد اتخذ إجراءات عقابية عقب ظهور الفيديو الأول، واكتشاف نقل جثة متوفى كورونا فى سيارة نصف نقل، بعد أن رفضت كل الجهات نقل الجثمان.
 
وأكد اللواء عادل الغضبان، على أنه تم التنسيق مع وزارة الصحة لتوفير سيارات مجهزة ومخصصة لنقل أى جثة لدفنها بالمقابر واتباع الإجراءات الاحترازية كاملة لمنع نقل العدوى بالفيروس، لم تحدث على أرض الواقع وما زال هناك جثث متوفين بيتم نقلها بسيارة نصف نقل، دون اتباع التعليمات وإجراءات الوقاية.
 
تنمر جيران طبيبة
 
وقبل أيام شهدت محافظة الإسماعيلية في مصر، واقعة تنمر ضد طبيبة من جيرانها، بسبب عملها في فحص وعلاج مصابي كورونا. وكشفت الطبيبة، دينا مجدي عبد السلام، أخصائية أمراض جلدية بمستشفى القنطرة بالإسماعيلية، تعرضها للتنمر من جيرانها الذين حاولوا طردها، لكونها تعمل بأحد مستشفيات الحميات بالمحافظة، خوفًا من مخالطتهم لها وتعرضهم للإصابة بفيروس كورونا.
 
وروت الطبيبة الشابة الواقعة في فيديو بثته على صفحتها على مواقع التواصل، قالت فيه إنها تعرضت للتنمر من جانب جيرانها وأهالي البناية التي تسكن فيها، حيث حاولوا طردها من مسكنها، بحجة أنها مصابة بفيروس كورونا، فور علمهم بأنها تعمل في مستشفى للحميات، وتخالط المصابين بالفيروس.
 
وقالت الطبيبة الشابة إنها استعانت بالشرطة التي تدخلت وقامت بتفريق الجيران، مطالبة الجميع بعدم التنمر ضد الأطباء الذين يقفون في الصفوف الأولى لمواجهة الوباء.
 
أهالي بهتيم
 
واقعة مؤسفة شهدتها منطقة بهتيم التابعة لمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حيث رفض الأهالى الذين تجمعوا مع بعضهم البعض دفن سيدة مسنة بالمقابر خشية أن ينتشر فيروس كورونا المستجد حيث أن تلك المتوفاه قد أصيبت بالفيروس عن طريق المخالطة بنجلها الذى يعمل بمحل ذبح الدواجن، ورغم قيام مدير الصحة والاجهزة التنفيذية بالتحدث الى الأهالى ليتمكنوا من دفنها إلا أنهما رفض تمام ومنعوا دفنها وتم نقلها ودفنها بمسقط رأسها بالسنطة بمحافظة الغربية.
 
لكن على الجانب الأخر قابل هذه المواقف المخزية لمسات إنسانية معبرة على الأمتنان والتقدير.
 
عمرو سعد
 
أعلن عمرو سعد من خلال حسابه الشخصي على فيس بوك، فتحه مقابر عائلته لجثامين الأطقم الطبية حين قال خلال فيديو: «أنا بقدم وبعلن إن مدافن العيلة الخاصة ملك لكل طبيب وممرض وعامل من الأطقم الطبية المواجهين لكورونا، وبعلن ده وهعمله.. أي حد من أسر الأطقم الطبية يبعتلي ولن أتردد لحظة ومستعد بإيدي أشيل النعش وأسهم في الدفن بإيدي».
 
كما لم يقف عمرو سعد عند ذلك وإنما أضاف: «غير معقول اللي قريته وسمعته.. شيء مخيف وغريب أكتر من كورونا والفيروس.. إحنا وقت الحروب مكناش كده.. مش ممكن تكون دي أخلاقنا.. حاجة غريبة جدًا جدًا علينا، والأغرب إنك بتقول لأ لجثمان ست واجهت وقدمت روحها بكل شجاعة وبكل قوة لمواجهة فيروس كلنا خايفين منه.. عيب».
 
النائبة ثريا الشيخ
 
وقالت النائبة ثريا الشيخ عن دائرة قسم ثان شبرا الخيمة، إنها بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال نجحوا فى توفير 4 مقابر بمنطقة أبوزعبل لدفن وفيات فيروس كورونا من أبناء محافظة القليوبية على خلفية الأزمة التى شهدتها منطقة مقابر بهتيم، حيث رفض أهالى المنطقة دفن أحد ضحايا الفيروس، وتجمهر الأهالى، ما دعا أهلها للتصرف ودفنها فى مسقط رأسها بقرية السنطة بمحافظة الغربية استجابة لرفض الأهالى.
 
وقالت النائبة، فى بيان مصور لها، بثته على صفحتها على «فيسبوك»، إنها قامت وعدد من رجال الأعمال بشراء 4 عيون مقابر، ستخصص 2 منها للرجال و2 للسيدات، لدفن ضحايا الفيروس فقط لمنع أى مشكلات بين الأهالى، حال عدم السماح بدفن وفيات المرضى فى أى مقابر أهلية بالمحافظة، مؤكدة أن المقابر جاهزة لاستقبال أى وفيات ناتجة عن الفيروس.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق