تكدس الأسواق والشوارع.. كيف تواجهة الدولة مشكلة الازدحام لمنع نشر كورونا؟

الثلاثاء، 14 أبريل 2020 01:51 م
تكدس الأسواق والشوارع.. كيف تواجهة الدولة مشكلة الازدحام لمنع نشر كورونا؟
أمل عبد المنعم

التكدس والإزدحام في الشوارع والأسواق، سواء من المواطنين أو الباعة الجائلين مشهد مفزع لانتقال، وانتشار العدوى بفيروس كورونا، حتى لو كانوا هؤلاء مضطرين من أجل لقمة العيش أو قضاء متطلباتهم، ولابد من وجود حلول وبدائل لحل هذه المشكلة.
 
فشهدت أحد شوارع منطقة العتبة، وسط القاهرة، ازدحاما، على الرغم من اتخاذ الدولة عدة إجراءات لمنع التجمعات للوقاية من فيروس كورونا، وكان من بينها إخلاء منطقتي العتيبة والموسكى من الباعة الجائلين.
 
وشهد أحد الشوارع عودة عدد من الباعة الجائلين، ما زاد من الكثافة في الشارع بالإضافة إلى زيادة الإقبال على المحال ما يهدد سلامة المواطنين، ويزيد من خطورة انتشار فيروس كورونا.
 
وكانت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة قد تمكنت بمعاونة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من رفع الباعة الجائلين بمنطقتي الموسكي والعتبة منعا للتجمعات الكثيفة.
 
وظهرت شوارع ميدان العتبة ومنطقة الموسكى، وسط القاهرة، لأول مرة خالية من الباعة الجائلين والازدحام المستمر، والذى اشتهرت به، نظرا لأنها الأشهر بين الأسواق الشعبية بالجمهورية، لكن سرعان ما رجعت الزحمة بحارة اليهود والأسواق الشعبية ونفس المناطق التي تم اخلاءها.
 
و كانت بعض المناطق والأسواق الشعبية  بمحافظة الاسكندرية قد امتلأت بالمواطنين والباعة الجائلين وافتراش الطرق والشوارع المحيطة بالأسواق وسط انتشار كبير للمواطنين لشراء سلعهم من الخضروات والفواكه المختلفة، دون اتباع أي من الإجراءات الاحترازية الأزمة لمواجهة انتقال العدوى بين الأشخاص ووضع الأدوات الأزمة والوقاية من الكمامات والقفاص.
 
إلا أن الازدحامات والتكدسات للمواطنين لم تخل من الأسواق فقط، بل اكتظت بمنطقة محطة الرمل والمنشية وسوق العوائد وأبو سليمان ومحطة مصر، والتي شهدت كثافة من التجمعات لدى المواطنين.
 
وكانت هناك العديد من الاستغاثات من أهالى شارع محمد سعيد بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، من إقامة سوق المدينة بالشارع، وقالو رغم الظروف التى تمر بهـا الـبلاد والـتى أوضـحت كـل الإجـراءات الاحترازية التـي تقـوم بهـا الحكومة، والتى نصحت به منظمة الصحة العالمية لمحاربة الفيروسات والعدوى والأوبئة ومع ذلك تم إقامة السوق.
 
وطالب الأهالى بنقل السوق لأنه سوق يومي ولا يستوعب كثافة أهل المدينة والقرى المجاورة، وطالبوا بنقله لمكان بديل لأن الشارع بعرض 6 أمتار بطول حوالى 100 متر وهـو شـارع صـغير الحجم ومـزدحم بالمحلات التجاريـة مـن ورش الحـدادة والمطـاعم والأفـران ومصلحة الإصـلاح  الزراعي ومداخل المنازل تطل عليه مما تعوق دخول المنازل، والتلامس بين المواطنين  وانتشار العدوى بـين اكبر عدد منهم. 
 
وفى محافظة القليوبية افترش مجموعة من التجار بمنطقة شارع قهوة شرف بمدينة شبرا الخيمة، وقاموا بعرض منتجاتهم من الخضروات بالسوق الأسبوعي بالمدينة وسط ازدحام وتكدس من المواطنين دون الأخذ في الأعتبار الإجراءات الوقائية التى تتخذها الدولة لحماية المواطنين من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومعرضين حياة المواطنين لخطر انتقال هذا الفيروس لهم.
 
ولذلك علق الدكتور أسامة هيكل وزير الدولة لشؤون الاعلام على مشاهد التكدس والازدحام وعودة الباعة الجائلين في الموسكي والعتبة قائلاً: "مشهد مؤسف جداً وأنا لاحظت منذ البارحة زيادة الازدحام والتكدس في الشوارع".
 
وتساءل الوزير في مداخلة هاتفية قائلاً: "هل قمنا بتقسيم نوبات العمالة الإنتاجية لتقليل الاحتكاك والتكدس حتى ينزل الناس إلى الشارع في المقابل ؟"، مشيراً إلى أن هذا المشهد مزعج جداً ويدفعنا إلى السيناريو الثالث ونحن نحاول تجنب ذلك قدر المستطاع.
 
وأكد "هيكل"، أن الدولة تحاول تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين من جهة وبين الابقاء على عمل الاقتصاد المصري .
 
وأكمل: "المشهد بتاع الأسواق ده بيعكس وكأن الوضع عادي والناس بتنزل وكأنهم زهقوا من حظر التجوال ... وأقول لهم: الحظر ده ليكم ولصحتكم".
وكشف ً في مداخلته أن لجنة أزمة فيروس "كورونا" ستنعقد اليوم الثلاثاء، لبحث كيفية التعامل مع الامر ومناقشة كافة الامور والاجراءات اللازمة لعودة الازدحام.
 
وتابع قائلاً "مشهد غريب جداً معقول بعد كل الي بيحصل والي شايفينه مش في مصر بس في العالم كله ننزل بالشكل ده ؟ الازمة لسه حلها الوحيد هو تقليل الازدحام والتكدس ولسه الناس مش مستوعبة .. إحنا قدام مشكلة كبيرة الحقيقة إن الناس نازلة تستقبل رمضان عادي ويشتروا الحاجة ضاربين بأزمة كورونا عرض الحائط".
 
وكذلك تقدمت المهندسة فايقة فهيم عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان موجه إلى كل من رئيس الوزراء ووزيري البيئة والتنمية المحلية وذلك لإغلاق الأسواق العشوائية في المحافظات مثل سوق السبت وسوق الخميس، لتجنب الزحام والتكدس.
وأضافت "فهيم"، أن بعض المحافظات تشهد استمرار عمل عدد كبير من الأسواق العشوائية في محافظات الإسكندرية والدقهلية والمنوفية، وفي الصعيد في نطاق محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وتشهد تجمعات وتكدسا في أعداد المواطنين، وهو ما يعرض الصحة العامة للخطر في ظل محاولات الدولة الحثيثة للتصدي لفيروس كورونا.
 
وطالبت "فهيم"، بشن الأجهزة التنفيذية بالتنسيق مع مديريات الأمن حملات مكبرة بالمدن والمراكز، للحد من انتشار الأسواق العشوائية لبيع الخضر والفواكه والطيور والمواشي، لمنع التجمعات للحد من انتشار فيروس كورونا، وتوعية التجار بخطورة الفيرس وضرورة التكاتف لمواجهته والحد من انتشاره.
 
وأكد أمجد عامر، خبير التنمية المحلية، على ضرورة عقد لجنة عامة في كل حي لإلغاء الأسواق التجارية، و المتابعة على مدار اليوم بعد القرار، لمحاربة انتشار فيروس كورونا، مع إلغاء الأسواق الأسبوعية في المحافظات المكتظة بالمواطنين، والتعامل بكل حزم وقوة والردع بالقانون وسحب البضائع من الباعة الجائلين ليكونوا عبرة لغيرهم.
 
وأضاف "عامر"، في تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة" ان الاستهتار من قبل المواطنين والامبالاة تؤدي إلى سيناريوهات غير مرغوبة من تفشى الفيروس وتدخلنا إلى نفق مظلم لا ياتي إلا بالأسوأ، فلابد من السيطرة على الأسواق.
 
وأقترح خبير التنمية المحلية، أن يكون على طاولة اجتماع لجنة أزمة فيروس "كورونا"، فض هذه الأسواق بشكل نهائي ومنها" العتبة، الموسكي، نفق الأزهر، الغورية" حفاظاً على الأرواح، على أن يكون البديل تعوضهم بمبالغ مادية مثلما حدث مع العمالة غير المنتظمة حتى انتهاء الأزمة لمدة أسبوعين.
 
وطالبت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، الحكومة بإعطاء اجازة لمدة 5 أيام وتفعيل الحظر الكامل للحد من الحركة في الشوارع والقضاء على فيروس كورونا، موضحةً أن عدم التحكم في التكدس والإزدحام يرجع إلى افتقاد ثقافة التباعد وعدم التجمع لدى الشعب، وعلى الجانب الأخر نجد مبادرات الفنانين والتجمعات لإنهاء المسلسلات.
 
وأكدت "عطوة" أن صفوة الشعب يرجع تجمعها من أجل لقمة العيش، والبدائل تصنيف التجار والمرضى والمسنين والأطفال،  على أبواب الأسواق ودخولهم بشكل منظم عن طريق تنظيم الحماية المدنية من المحليات ورؤساء الأحياء والمدن، وعدم الاعتماد على الجيش والشرطة دون تعاون.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق