استهتار سيؤدي لكارثة.. أهالي مناطق الحجر الصحي يستغلون الثغرات للهروب من قبضة الحظر

الخميس، 16 أبريل 2020 07:00 ص
استهتار سيؤدي لكارثة.. أهالي مناطق الحجر الصحي يستغلون الثغرات للهروب من قبضة الحظر
الحجر الصحي في المعتمدية
أحمد سامي

لا تتهاون الدولة في تطبيق الإجراءات الاحترازية في كافة المدن والقرى، حتى داخل الشوارع والمساكن، وتكرس كل خدماتها من أجل هدف واحد فقط، هو حماية المواطنين من انتقال فيروس كورونا المستجد، تجبنًا للوصول للسيناريو الأسوأ، ولكن للأسف الشديد "الحكومة تعمل في وادٍ، والمواطنين في وادٍ آخر"، بعد أن تفنن سكان مناطق الحظر في ابتكار طرق للهروب من الأكمنة المحيطة بمناطقهم، وهو ما يهدد بكارثة أخرى قد تؤدي لتفشي الفيروس القاتل.

وفي الوقت الذي تعلن فيه الدولة بكل أجهزتها النفير من أجل حماية شعبها، نجد الشعب لا يعي مخاطر الفيروس، ويعمل بكل طاقته من أجل خرق الحظر أو الالتفاف على القوانين، الأمر الذي يرهق ميزانية الدولة، ويستنزف جهود الحكومة لتذهب في غير محلها، وأبرز مثال على ذلكما حدث في الأسواق الشعبية التي تكتظ بالمواطنين لشراء مستلزمات الشهر الكريم دون النظر لمخاطر ذلك.

لم تكن المخاطر قاصرة فقط على المواطنين المتواجدين بالشوارع، ولكن الخطر الأكبر كان بالمناطق الموضوعة تحت الحجر الصحي بسبب تفشي الفيروس بها، حيث نجدهم يلتفون على الإجراءات الموجودة والهروب من مناطقهم سواء للعمل أو شراء المستلزمات أو غيرها من الأمور غير الضرورية، معرضين حياتهم وحياة باقي المواطنين للخطر.

وخير مثال على ذلك ما يحدث داخل قرية المعتمدية، والتي تفنن مواطنيها في أساليب اختراق الحظر بصنع طرق بديلة للخروج من القرية، رغم أن أجهزة الدولة قامت بتكسير السلالم المؤدية للطريق، إلا أن الأهالي ما زالوا يخاطرون بأنفسهم بالخروج من القرية، الأمر الذي تسبب في حدوث وفيات كثيرة نظرا لعبور الطريق الدائري دون الالتفاف للخطورة على حياتهم .

 كما أن البعض الآخر أصبح يسلك الطريق الأبيض من اتجاه منطقة أرض اللواء، لعدم وجود كمين عليه، ورغم بعد المسافة، إلا أن البعض يرى أنها الحل الأسهل للخروج من سيطرة الحجر الصحي، معتقدين بأنهم يقوموا بعمل بطولي باختراق التعليمات الصحية والأمنية دون النظر لمخاطر ذلك الأمر وهو ما يكشف الدور الذي تلعبه الجماعات الإرهابية، والتي تحرك أعضاءها داخل المعتمدية لخرق الحجر والخروج وتنفيذ مخططاتهم بزيادة أعداد المصابين من الشعب المصري.

وطالبت إحدى السيدات على جروب الفيس بوك بطريقة للخروج من المنطقة للذهاب للسجل المدني لتنهال التعليقات لتدلها على منافذ خرق الحظر بالمعتمدية، حيث علق هارون محمد قائلا: "يا عم الدخول والخروج عادي دا مفيش أسهل من الدخول والخروج في المعتمدية"، ليرد عليه آخر قائلا "لو قفلوا الطريق الأبيض هنخرج من الغيطان" ليتبادلوا النكات بأن "أهل المعتمدية هتخرج من تحت الأرض".

وقال شريف هلال "لو معاك مكنة هتطلع من جنب طريق البراجيل، مشوار بس أحسن من الطريق الأبيض وربنا يسترها معانا هما ربنا وهيحبسونا".

وفي منطقة بهتيم، لم يختلف الأمر كثيرا، فرغم أنهم تحت الحجر الصحي لكنهم اخترعوا وسيلة للخروج من المنطقة مخترقين الحظر رغم تفاقم الاصابات والتي بلغت 45 حالة بعد إصابة أسرتين، وحفاظا على صحة أهالي المنطقة فقد تم وضعهم تحت الحجر، وغلق الشوارع المحيطة بهم، ولكنهم يخرجوا بشكل مستتر بعيدا عن الكمائن، فبعد فرض الحجر الصحي والحظر على شارع ومنزلين، بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بين أسرتين بالمنطقة ووفاة 3 من الإصابات المؤكدة، ووصول عدد المخالطين للمصابين من المنطقة إلى 33 حالة، بينهم 22 جرى عزلهم في منازلهم، كما تم احتجاز 10 حالات في مستشفى بهتيم المركزي لحين ورود التحاليل الخاصة بهم، والتي في حالة إيجابيتها سيجرى نقلهم للحجر الصحي في مستشفيات العزل.

فيما تقرر حظر وحجر منزل للمخالطين للأسرتين المصابتين، في شارع سالم المؤنس بعزبة أرض عبدالكريم ناصر، وآخر بشارع مهنا السواق بالمرجوشي بجوار مسجد العفيفي، كما جرى التنبيه على قاطني الشارع والمنزلين بالعزل المنزلي داخل محال إقامتهم وفرض كردون أمني بالمناطق المشار إليها، لمنع دخول وخروج المواطنين المخالطين، مع تطهير وتعقيم المنازل والمنطقة بالكامل وتوفير كافة احتياجات الأسر من مستلزمات ومطهرات ومواد وسلع غذائية عن طريق جمعية الهلال الأحمر ومديرية التضامن.

وأكد المحافظ، أن الكردون الأمني يضم الشرطة والحي والإدارة الصحية، وغير مسموح لأحد بتخطيه سواء للدخول أو الخروج، حيث سيجري ملاحظة حالات المخالطين يوميا عن طريق الطب الوقائي والجهات الصحية المعنية، وفي حالة ثبوت أي إصابات سيتم نقلها للحجر الصحي بمستشفيات العزل، مؤكدا توافر كافة الإمكانيات والاحتياجات اللازمة للأسر والمعيشة لهم خلال فترة العزل والمقررة 14 يوما.

تقول" اسماء . أ" أنها تخرج للتسوق كل يومين من خلال طريق ليس عليه كمين، وتتمكن من شراء مستلزماتها اليومية والعودة دون أن تمر علي الكمائن، مشيرة إلي أنها ولدت وتربت بالمنطقة وتعرف كافة المداخل والمخارج بها، وبالتالي تتمكن من الوصول إلي السوق دون المرور علي الكمين، مؤكدة أن الحكومة توفر بعض احتياجاتهم ولكنها لا تفي بالغرض مما يضطرها للخروج لشراءها من السوق.

ومن جانبه علق "أحمد. ف" قائلا: "إحنا بنحاول نلتزم على قد ما نقدر بالحجر علشان نحمي نفسنا والناس بس أوقات بيكون غصب عننا وبكون مضطرين نخرج علشان بيكون في أكل عيش ولازم نحافظ عليه، وأنا مقدرش أقعد في البيت ومش معايا مليم أصرف على عيالي فرغم توفير الاحتياجات الاساسية للأسر تحت الحجر ولكنها غير كافية للوفاء باحتياجاتنا وربنا يسترها علي الجميع".

وأمام انتشار المواطنين بمنطقة بهيتم في السوق دون الخوف من الفيروس، قرر رئيس حي شرق شبرا الخيمة شن حملة مكبرة لإزالة سوق بهتيم، ورفع الاشغالات الموجودة به في ظل استمرار الحجر الصحي الإجباري على 37 منزلا في منطقة المرجوشي، بعد ظهور 45 حالة إصابة بفيروس كورونا بالمنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق