في ذكرى ميلاده 107.. عبدالحميد جودة السحار رائد قصص الأطفال الدينية

السبت، 25 أبريل 2020 08:00 م
في ذكرى ميلاده 107.. عبدالحميد جودة السحار رائد قصص الأطفال الدينية
عبد الحميد جودة السحار
هبة جعفر

تحل اليوم الذكرى الـ 107 على ميلاد الكاتب والأديب عبد الحميد جودة السحار، والذي يعد موسوعة شاملة من كافة المجالات فهو صاحب إسهامات قوية وعلامات بارزة ليس في عالم الكتابة فحسب ولكن في السينما أيضا.
 
وترك السحار بصمات قوية من خلال أفلامه من درب المهابيل الذي يعد أولي تجاربه مرورا بالحفيد وأم العروسة ومراتب مدير العام، ولم ينسب الروائي الكبير الاطفال في مسيرته المهنية فقد قدم لهم سلسلة قصص الانبياء ، السيرة النبوية "من القصص الديني للأطفال"، الخلفاء الراشدين "من القصص الديني للأطفال"، العرب في أوربا "من القصص الديني للأطفال".
 
وُلد عبدالحميد جودة السحار في عام 1913 بالقاهرة و حصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة فؤاد الأول عام 1937، عاش حياته في حي الظاهر بوسط القاهرة وكان يشاركه مسيرته بشوارع الحسينية  الاديب نجيب محفوظ، وكان له شقيقان أحمد وسعيد جودة السحار وشقيقتان هما فلة وزينب.
 
وبدأ السحار مسيرته الأدبية مثل غالبية جيله بكتابة القصة القصيرة من خلال مجلتين بارزتين هما مجلة "الرسالة" التي كان يصدرها المفكر أحمد حسين الزيات، ومجلة الثقافة التي كان يصدرها أحمد أمين، ثم اتجه بعد ذلك إلي كتابة القصص التاريخية فكتب قصته الأولي أحمس بطل الاستقلال"، ثم كتب روايته التاريخية الثانية أميرة قرطبة.
 
كما اتجه إلي كتابة الإسلاميات فكتب: (أبو ذر الغفاري ـ بلال مؤذن الرسول ـ سعد بن أبي وقاص ـ أبناء أبوبكر، محمد رسول الله والذين معه الذي صدر في 20 جزءا وعرض في التليفزيون ونال من خلاله شهرة واسعة، قدم أيضا روايات إسلامية للسينما منها نور الإسلام الذي كتب له السيناريو والحوار بالاشتراك مع صلاح أبوسيف مخرج الفيلم.
 
وكان أيضا من الأعضاء الذين ساهموا في إنشاء لجنة النشر للجامعيين التي يرجع إليها الفضل في نشر بواكير أعمال الأديب نجيب محفوظ، أسند إليه قبل عام من وفاته منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973.

زواج السحار
وعن زواجه يقول كانت جدتي لا تفتأ تتحدث عن زواج أحفادها الذكور من حفيداتها الإناث. وما كانت تهتم لفارق السن أو الثقافة. ورأت أن تزوجني من صغرى بنات عمي محمد. وراحت أمي تحبذ الفكرة. وكانت إبنة عمي في الخامسة عشرة. وكانت لا تجرؤ في تلك الأيام على أن تخرج سافرة الوجه "كان عبد الحميد في الثالثة والعشرين من عمره ، وأن تم الزواج تم عام 1936"،  ورأى أبي أن خير البر عاجله، وما كان أبي ليشغل باله برزقنا، إنه يؤمن إيمانا لا يتزعزع بأن في السماء رزقكم وما توعدون.
 
كانت الحياة سهلة ميسورة فما كنا نستشعر خوفا من المستقبل وما كنا نلمس حقد طبقة على طبقة. كنا نشتري عشر بيضات بقرش صاغ. وكنا نشتري بنص القرش ما نحتاج إليه من خضر ، وأما مكونات السلاطة فقد كنا نحصل عليها بلا مقابل من الخضري لأننا من زبائنه. وفي أول مايو 1937 كان يوم شم النسيم وكنت أستعد لإمتحان البكالوريا الذي لم يبق عليه إلا بضعة أيام. وما أن وضعت رأسي على الوسادة حتى رن جرس الباب رنينا مفزعا.

وفاة والده
هرولت وما أن فتحت الباب حتى سمعت من يصرخ في وجهي بأن أبي قد مات، وظهرت النتيجة فإذ بي من الراسبين ، ورسبت في المحاسبة وذهبت غلى قبر أبي وأفضيت إليه بنبأ رسوبي ووعدته بأنني سأطوي حزني وسأستعد للدور الثاني. إن هي إلا شهور وأنال البكالوريوس، ونجحت وأتممت مسوغات تعييني وتسلمت كتابا إلى السلاح الجوي الملكي ذكر به أنني عينت كاتبا بالدرجة الثامنة بمرتب قدره ثمانية جنيهات ونصف الجنيه.

تأسيس مكتبة مصر
أسس مع أخيه المترجم سعيد جودة السحار مكتبة مصر، وقاما بشرائها عام 1932، وحولاها من مجرد مكتبه لبيع الطباشير والأقلام، إلى مكتبة تساهم في إثراء الحركة الثقافية، حيث جاءت خطوة تأسيس مكتبة مصر لحرصهما على النشر وإثراء الحركة الأدبية بعديد من الكتب والإصدارات.
 
وبدأ "السحار" الكتابة، وكان معه نجيب محفوظ، وعلى أحمد باكثير، ومحمد عبدالقادر، وكانوا جميعًا يواجهون مشكلة النشر، فقرروا تشكيل لجنة النشر للجامعيين بالمكتبة، وكانت مكتبة مصر تنشر كتابًا شهريًا لأحد أعضاء اللجنة التي يدفع أعضاؤها اشتراكًا شهريًا ٢ جنيه، وقد خرجت من تلك اللجنة رواية "رادوبيس" التي تنبأ فيها عبدالحميد السحار بأنها تستحق جائزة نوبل، إلا أن هذه اللجنة توقفت عن العمل.
 
بعد ثورة 1952 كان للسحار إسهامات فنية عظيمة لخدمة الثورة فهو من ضمن الذين ساهموا في كتابة نشيد (للقوات الجوية) ونشيد (للقوات البحرية) وتأليف فيلمين سينمائيين هما شياطين الجو وعمالقة البحار.
 
كان مكانه المفضل هو كازينو النهر، حيث يقابل اسبوعيًا يوسف السباعي ونجيب محفوظ صديق الطفولة، وإحسان عبد القدوس.
توفي في 22 يناير 1974، بعد أن ترك لنا ثروة قومية من مؤلفاته والتي تجاوزت 45 كتاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق