"لم تعد هناك مقابر".. أسبانيا تعجز عن دفن ضحايا كورونا

الإثنين، 04 مايو 2020 12:14 ص
"لم تعد هناك مقابر".. أسبانيا تعجز عن دفن ضحايا كورونا
جثه
أمل غريب

تتعرض إسبانيا لأسوأ كارثة إنسانية حقيقية بشأن عدم توافر مقابر تتسع لاستقبال الجثث التي حصدها فيروس كورونا المستجد، خاصة في ظل ارتفاع حالات الوفيات بين المواطنين المصابين بالفيروس القاتل، ليتجاوز 25100 حالة، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية في أخر بيان لها يوم أمس الجمعة.

وتواجه إسبانيا أزمة حقيقية، تتعلق بعدم توافر أماكن معدة لاستقبال وحفظ جثث الموتى من ضحايا فيروس كورونا، والتي تكدست في مشارح المستشفايات، والطرقات، وحتى صالات التزلج على الجليد، داخل أحد المراكز التجارية في مدريد، بعدما لجأت السلطات الإسبانية لاستخدامها كمكان لاستقبال وتخزين جثث ضحايا الفيروس القاتل الذي لايزال يحصد أرواح آلاف الأسبان، غير أن حكومة مدريد الإقليمية اتفقت مع وزارة الدفاع الإسبانية، على الاستعانة الجنود للمساعدة في نقل جثث المتوفين بفيروس كورونا إلى المشارح.

ولم تعد هناك مقابر، أو أماكن مخصصة لدفن جثث ضحايا فيرلاوس كورونا المستجد، على الأراضي الإسبانية، الأمر الذي يعرضها لأن تواجه مصيرا أسوأ بكثير من إيطاليا، حيث أكدت بلدية مدريد، أن المقابر العامة الـ 14 في المدينة سوف تتوقف عن استقبال المزيد من الجثث، بسبب عدم توافر وسائل ومعدات وقاية لازمة للموظفين هناك، وبات البحث عن أي مساحة ممكنة لحفظ الجثث أمرا لابد منه، في مواجهة هذا الظرف الاستثنائي، خوفا من انتشار فيروسات أخرى تنجم عن عدم دفن الجثث المكتظة في كل الأماكن، والتعامل بشكل سريع مع ارتفاع عدد الوفيات في العاصمة الإسبانية.

وتواجه إسبانيا وضعا صحيا مؤسفا مع بداية ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، إذ لم يستطع نظامها الصحي التعامل مع حالات المصابين بالفيروس، وفشلت أطقمها الطبية في التعامل مع الارتفاع المنزايد في حالات الإصابة، واكتظت طرقات المستشفايات بمئات المرضى، خاصة في ظل عدم توافر أجهزة التنفس الصناعي التي تحتاجها، مما أسرع بارتفاع حالات الوفيات بين المواطنين.

وتعتبر العاصمة الإسبانية مدريد، أولى المدن التي ارتفعت فيها حالات الإصابة بفيروس كورونا، كما لم تعد مستشفياتها لديها الطاقة الاستعابية اللازمة لاستقبال المزيد من المصابين بفيروس كورونا، إذ لجأت السلطات في وقت سابق لتحويل مركز إيفيما للمؤتمرات، تحويله إلى مستشفى ميداني للمصابين من مرضى فيروس كورونا، ووضعت به 5500 سرير.

وتعد إسبانيا ثالث بلد في العالم، تأثراً بفيروس كورونا المستجد، بعد الولايات المتحدة وإيطاليا، إذ سجلت أكثر من 20 ألف حالة وفاة، في الوقت الذي تخضع فيه إسبانيا، لأشدّ تدابير العزل في أوروبا منذ منصف شهر مارس الماضي، إذ لا يُسمح بخروج المواطنون من منازلهم إلا للضرورة القصوى أو لشراء المواد الغذائية ـوالأدوية أو لعمل نزهة قصيرة للكلاب، غير أنه يُمنع خروج الأطفال إطلاقاً.

واتخذت إسبانيا أشد إجراءات العزل، ومنع خروج المواطنين وتوقف حركة الملاحة الجوية وإغلاق المولات وأماكن التسوق والمدارس والجامعات، وكافة أشكال الحياة، في 14 مارس الماضي، ويرجح أن يتمّ تمديد هذ العزل حتى 25 أبريل الجاري.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق