شيرين النجار: مشاهدة الأبناء لمشاهد الكذب والخيانة والقتل يؤثر على سلوكياتهم في المستقبل

 

طالبت الدكتورة شيرين النجار، خبيرة المناهج التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، من الإباء والأمهات، مراقبة ومتابعة ما يشاهده أبنائهم الصغار عبر شاشات التليفزيون، أو الكمبيوتر، خاصة خلال فترة وجوده في المنازل، بسبب الحظر المفروض منعاً لانتشار وباء كورونا، وقالت أننا يجب التعامل بمبدأ "كل راع مسؤول عن رعيته"، والأباء والأمهات مسئولون عن تشكيل وعى وثقافة أبنائهم.

 

وقالت الدكتورة شيرين النجار لـ"صوت الأمة"، " ‏نعلم هذه الأيام أنه من دواعي الحظر وخطر انتقال العدوي من المرض اللعين، وعدم وجود متنفس لأبنائنا خارج المنازل من حدائق ومدارس ومنتزهات وملاعب رياضية، ‏فقد يلجأ الجميع إلي الجلوس لساعات طويلة حول الشاشات الإلكترونية، ‏فقد أصبح الأطفال والمراهقين من أبناؤنا يشاهدون لساعات سلوكيات غير سوية مثل الكذب والنفاق والخيانة والقتل والعنف، ووصل الأمر إلي الضحك علي مشاهد التعذيب والعنف الجسدي والنفسي التي تظهر في بعض المسلسلات والأفلام".

 

وتضيف "‏الكثير من أبنائنا هذه الأيام يتعرضون لمشاهد أكبر من سنهم، ويخطئون في تفسير هذه المشاهد، مما يؤدي في النهاية إلى تراكم من التأثيرات السلبية علي تفكيرهم وتصرفاتهم، والأهم من هذا وذاك هو التأثير السلبي علي ‏معتقداتهم الدينية والتربوية"، مطالبة أولياء الأمور بتحمل مسئولياتهم، من خلال مراقبة ما يتباعه الأطفال عبر الشاشات سواء كانت تليفزيونية أو اليكترونية، لحمايتهم من "الشذوذ الأخلاقى"، وقالت "نحن مسؤولون عن تربية أبناؤنا أمام الله والمجتمع وسنسأل عن كل هذا، لذلك علينا أن نشجع أبنائنا على متابعة مشاهد البطولة والانتماء والولاء والرحمة والفداء، فهذه المشاهد هي التي يجب أن ندفع أبنائنا لمتابعتها، بل والتعلق بها، خاصة خلال شهر رمضان".

 

وأضافت الدكتورة شيرين النجار "‏يجب أن نسأل أنفسنا سؤال، هل ما يشاهده أبناؤنا سيفيدهم في المستقبل، هل سيعود عليهم بالنفع من خلال نضوج سلوكياتهم وتكوين شخصيات سوية في مجتمعاتنا العربية؟"، مشيرة إلى أن ترك الأبناء لمشاهد العنف والانفعالات والمشاحنات سيؤدي إلي حدوث اضطرابات نفسية لدى الأبناء، بما سيؤثر سلبياً على مستقبلهم، مؤكدة أن الرفق وحسن المعاملة والمحبة المتبادلة والتسامح ومراعاة حق الصحبة كانت دائما وأبدا شيمة اجدادنا، وهو ما يجب أن نتعامل به في الوقت الحالي مع أبنائنا.