عودة زمن الداية في عهد الكورونا.. سيدات يلجأن لـ«القابلة» خوفا من الإصابة

الجمعة، 08 مايو 2020 08:00 م
عودة زمن الداية في عهد الكورونا..  سيدات يلجأن لـ«القابلة» خوفا من الإصابة
الكورونا
أحمد سامي

"الداية أو القابلة" هي سيدة عرفت في الأزمنة السابقة تكون مهمتها توليد السيدات في المنازل بمقابل مادى وبعضهن كانت مسجلات بشكل رسمي في الوحدات الصحية.
 
بدأت مهنة الداية في الدول العربية حيث كانت تمنع الأسر الزوجات من الكشف أمام الطبيب وبالتالي كانت الداية هي التي تباشر هذه المهمة وكانت تتابع الزوجة منذ الإعلان عن خبر الحمل حتي تضع الجنين وتهتم بالام والمولود حتى يوم السبوع فهي كانت بمثابة الطبيب في الأيام الحالية.
 
واستمرت مهنة الداية في المناطق الريفية في مصر حيث كانت مثل مهنة الماذون يكون بالوراثة داخل العائلة فالأم تسلم اسرار المهنة إلي نجلتها لتمارس تلك المهنة بعد وفاتها وتحصل الداية على مقابل مادي على عملية الولادة او حبوب من القمح والذرة وكانت الداية تقوم بتجهيزات الأسبوع  ومساعدة الام على استعادة صحتها وتحصل على" نقوط" من السيدات القادمين للتهنئة بالموالد السعيد، وقد جسدت السينما شخصية الداية بشكلها البدائي والمتطور ففي فيلم الزوجة الثانية ظهرت الداية بشكلها التقليدية التي تعطي وصفات للحمل وتقوم بالكشف على السيدات وتبشرهم بالحمل، أما في فيلم الحفيد فقد ظهرت بالشكل المتطور فهى سيدة مسجلة في الوحدة الصحية وتحمل رخصة بأنها قادرة على توليد السيدات وتذهب للمنازل مع ادواتها الطبية.
 
ولكن مع التطور العلمي والطبي بدأت مهنة الداية في الاندثار خاصة بعد انتشار الولادة القيصرية والتى تلجأ إليها الكثير من الفتيات لسهولتها وعدم الشعور بالألم وكذلك باعتبارها شكل اجتماعي ورفاهية حتى في المناطق النائية لم تعد الداية أهمية وأصبحت مهنة من زمن فات حتي حتى حلت أزمة انتشار فيروس كورونا وتحولت المستشفيات إلي شبح مخيف للجميع يخشون دخولها خوفا من الإصابة والتطوير بل أن بعض المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال السيدات سواء لانتشار العدوي أو عدم توافر الخدمات الصحية، لنعود مرة أخري بالبحث عن الداية لتساعد في توليد الامهات.
 
تقول " ندى. ش" انها في الشهر الثامن وتنتظر أن توضع في اي وقت ومنذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا وهي متوقفة عن الذهاب الي الطبيبة التى كانت تتابع معها  ايام الحمل وكانت تهتم بها حتى موعد الولادة ولكنها تخشي الآن من الذهاب الي المستشفيات الخاصة أو العامة للولادة بعد تعدد الإصابات بين الممرضين والأطباء وتخاف على نفسها وصغيرها القادم من الإصابة بالفيروس.
 
واضافت"  ندي.ش" انها فى ظل هذا الوضع بدأت  تبحث عن داية تابعة الوحدة الصحية الموجودة بالمنطقة حتى تكن حاصلة على رخصة بالولادة خاصة أنها ستلد بشكل طبيعي الأمر الذي لا يستلزم الذهاب الي المستشفي ولكن حتى الآن تجد صعوبة في الوصول إلي داية تابعة الوحدة ولكنها لن تغامر بالذهاب المستشفيات في الظروف الحالية وستشمل حتى تجد من يساعدها على الولادة بالمنزل.
 
أما " نور .س" فهى الأخري علي مشارف الولادة واكدت أن عائلة زوجها المسافر للخارج اتفقت مع احدي  الدايات من منطقة ريفية ستحضر وتقوم بتوليدها بالمنزل بعد انتشار الحديث عن كثرة الإصابات داخل المستشفيات بين الفريق الطبي والتمريض فإنها لا ترغب في الذهاب الي العيادات الخاصة لعدم الأمان في الولادة.
 
واوضحت نور أن الطبيبة نصحتها بالانتظار لحين موعد الولادة والتأكد من الولادة الطبيعية والذهاب إلي وحدة صحية، مشيرة أن خلال  فترة الحمل تجعل التغيرات في جهاز المناعة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بشكل عام، والقلق يصيبها من الولادة في المستشفي  خوفا من فيروس كورونا الذى يمكن أن يؤثر على رئتي الشخص وممراته الهوائية.
 
ومن جانبها علقت الدكتورة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب ولجنة الشئون الصحية، أن الولادة في المستشفيات حاليا أصبحت غير أمنة وأن الولادة الطبيعية هى الأكثر أمانا من التعرض الإصابات  داخل المستشفيات موضحة أن انتشار الولادة القيصرية السبب فيها يرجع إلي " دلع الفتيات" والخوف من الولادة الطبيعية وآلمها رغم أنها الأمن والافضل للسيدة والطفل، حيث احتلت مصر المرتبة الثالثة في الولادة القيصرية بالشرق الأوسط.
 
واوضحت في تصريحات خاصة لصوت الأمة، أن كافة دول العالم الأوربية تعتمد على الولادة الطبيعية فهي العملية التى سنها الله بالولادة منذ القدم وهي طبيعية ولكن انتشار القيصرية جاء في المجتمعات العربية كنوع من الرفاهية، وعلى الرغم من أهمية الولادة القيصرية لبعض النساء فلا شك أنها يمكن أن تنقذ الأرواح، لكن الإفراط فيها بدون سبب يؤدي  لمخاطر.
 
 واضافت أن كافة الدراسات أثبتت أن  الولادات القيصرية كانت أكثر عرضة بنسبة 80٪ لتضمين المضاعفات من الولادات الطبيعية، تشمل المخاطر ، التي تزداد مع كل ولادة لاحقة، العدوى ، والجلطات الدموية، والنزيف، وتلف الأعضاء ، سلس البول وتدلي الأعضاء وألم الندبات وصعوبة الرضاعة الطبيعية واضطرابات المزاج المحيطة بالولادة وحتى الموت.
 
وطالبت عبد الحليم بعودة الدايات الموجودين الآن في الدول الأوربية والمعروفة "بالميدوايف " التي تساعد الفتيات على الولادة بصورة طبيعية وآمنة افضل من الأطباء الذين يعملوا على الحصول على مقابل مادي كبير نظير العمليات القيصرية 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق