الموت 4 أنواع.. كيف يحدد خبراء الطب الشرعي سبب الوفاة للوصول إلى مرتكب الجريمة؟

الأربعاء، 13 مايو 2020 03:00 م
الموت 4 أنواع.. كيف يحدد خبراء الطب الشرعي سبب الوفاة للوصول إلى مرتكب الجريمة؟
جثة - أرشيفية

يوميا يتردد على مسامعنا ونطالع الأخبار عن وقوع حوادث قتل، أو وفاة في حادث، أو انتحار وغيرها، وقد يقع المرء فريسة بين أنياب أحد أرباب الإجرام ويموت قتلا على يديه، ويظن بعض المجرمين أنهم تخلصوا من مشكلتهم مع المجني عليه بإنهاء حياته، والهرب من مكان الجريمة ظنا منهم أنهم قد نجوا من القصاص وخدعوا العدالة، ونفذوا الجريمة الكاملة.
 
وفجأة يظهر مالم يكن في الحسبان، بعد أيام قليلة من الجريمة، تمكن خلالها أطباء الطب الشرعي توفير معلوماتهم عن سبب وطريقة الوفاة، وحتى المتهم المشكوك في ارتكابه للحادث.
 
فبعد عملية تشريح الجثمان، ومن خلال طريقة علمية دقيقة، يتمكن أطباء الطب الشرعي من الوصول لمعلومات تفيد أجهزة البحث الجنائي في الوصول لمرتكب الحادث والقصاص منه بالقانون.
 
وحدد الطب الشرعي 4 فئات رئيسية لأسباب الوفاة، وهي الوفاة الطبيعية، والوفاة بالحوادث، والوفاة بالقتل، والوفاة بالانتحار، وتلك المعلومات التي يعثر عليها خلال عملية التشريح لا تشرح لنا فقط أسباب الوفاة، كيف، ومتى، والمكان التي حدثت فيه، ولكن تشرح أيضاَ وتكشف طريقة القيام بها، إضافة إلى دور الإصابات والكدمات والعلامات على جسد المتوفي لتحديد الدقائق الأخيرة في حياته.
 
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمد جاب الله، استشاري الطب الشرعي وعضو الجمعية اليابانية للعلوم الطبية الشرعية، أن الفئات الأربعة للوفاة هي: 

الوفاة الطبيعية والحوادث
الموت الطبيعي هو السبب الرئيسي وراء أغلبية الوفيات التي تحدث، وأنواع الوفاة في هذه الفئة هي جلطة في القلب، والأمراض، والموت أثناء الغيبوبة، والتشريح فى هذه الحالة يظهر لنا أنواع محددة من الوفاة، سواء ظهرت فجأة و على نحو غير متوقع أو إذا كان الشخص مريض بشكل خطير ولم يقابل طبيب خلال الأسبوعين الماضيين، بينما الوفاة بالحوادث أمر شائع ولكن إذا اشتبهت الشرطة بأن الحادث متعمد أو يمكن تجنبه، فسيقوم المحققون الجنائيون بالتصرف 

القتل والانتحار
القتل فى حقيقة الأمر، يعني قتل إنسان، وينظر إليه كجريمة قتل، عندما تكون نية المجرم هي تعمد قتل شخص ما، مثل بعض الأمثلة الشائعة للقتل تتضمن، إطلاق النار، والطعن، والخنق، والضرب بغرض غير حاد و أخيرا الحرق، فكل سلاح يترك علامة محددة على الجثة، عندها يقوم اختصاصي علم الباثولوجي بمعرفة نوع السلاح، مما يقود المحققون لمعرفة السلاح الحقيقي للقاتل، القتل غير المتعمد، عندما يكون الموت غير متعمد، ولكنه يعتبر جريمة قتل . 
 
بينما الانتحار، يعني قيام الشخص بقتل نفسه، وهو غير قانوني، وأيضا مساعدة الشخص على الانتحار، والانتحار الذي يتم باتفاق بين شخصين يتضمن اتفاق شخصين بأخذ حياتهما معا، فإذا نجا شخص واحد، مهما كان، من المحاولة، فسيتم اتهامه بالقتل غير المتعمد .

علامات العنف
وأوضح أن القتلة دائما ما يتركون علامات عنف على ضحاياهم، مهما حاولوا أن يخفوها، أثناء تشريح الجثة، هذه العلامات قد يكون من الصعب إيجادها إذا كانت الضحية مدمن مخدرات أو تم تسميمه، ولكن هذه العلامات يتم العثور عليها من خلال فحوصات الدم - من الناحية الأخرى، العلامات التي عانى منها الضحايا والتي تسببت لهم بالموت العنيف يتم اكتشافها بسهولة من خلال الفحص الداخلي . 
 
الفحص الداخلي / الخارجي
وأضاف أنه أثناء التشريح، قد لا يكون هناك علامات خارجية على الضحية تدل على تعرضه لنزيف في الدماغ، وأثناء العمل على الفحص الدقيق للدماغ قد يكون الاختبار الداخلي الحل الوحيد لتحديد سبب الوفاة وقد يوحي بوجود جلطة دماغية حصلت بسبب ضربة على الدماغ، والتغيرات التي تظهر على لون الجلد قد تؤدي إلى حل الجريمة، كما أن لدى بعض المحللين القدرة على تغيير الشكل الخارجي للجسم فمثلا، والتسمم بأول أكسيد الكربون قد يتسبب بتحويل لون الجلد إلى الزهري و يؤدي إلى الاختناق الناتج عن ضيق التنفس وقد تتسبب إبرة صغيرة بنزيف في الوجه، بينما العديد من هذه الإبر الصغيرة التي تظهر نزيفا، تتسبب بظهور الوجه بلون أزرق .

الكدمة 
وفيما يتعلق بدور الكدمة في تحديد معلومات هامة عن سبب الوفاة، أشار إلى أنها تظهر على الجلد عندما ينقطع وريد الدم نتيجة ضربة قوية ومباشرة على الجلد، بأداة غير حادة عادة، شكل الكدمة يشير عادة إلى المكان الذي تم تلقي الضربة فيه ولون الكدمة يوحي بالمدة الزمنية التي حدثت فيها الضربة، وأثناء شفاء الكدمة، يتحول لونها من اللون الأحمر – الزهري، إلى البني، إلى الأخضر وبالأخير إلى اللون الأصفر . 
 
والكدمة ليست طريقة مؤكدة لتحديد كيف واجهت الضحية قدرها المحتوم، كما تختلف الكدمة من شخص لآخر، مما يثبت القاعدة التي تقول أن الكدمات تختلف من شخص لآخر على مستويات مختلفة والكدمات تبقى لمدة قصيرة بعد الوفاة، والخنق حول الرقبة يخلف دلالة على كدمة اليد، والخيوط والحبال تترك بالعادة علامات محددة حول الرقبة ذات شكل مميز على الشخص المختنق إذا خنق الشخص بمادة ناعمة، قد تترك علامات صغيرة أو قد لا تظهر، ولكن التشريح حول الرقبة يستطيع أن يظهر النسيج تحت الجلد .

القطع
وأضاف أن شكل القطع على الجلد يظهر إذا كان السلاح من حد واحد أو حدين، بينما الزاوية والاتجاه يوضحان لنا إذا كان القتل حادثا أو متعمدا فمثلا: يقطع المنتحرون معاصمهم باتجاه اليد الحاملة للسكين، عمق الجرح يوضح لنا مدى القوة التي استعملت أثناء الطعن وما إذا كان القاتل ينوي قتل ضحيته، والقطع الظاهر على اليد يوضح لنا إذا كان هناك صراع مع السكاكين، مما يعني أن المجرم الذي ارتكب الجريمة قد يكون مجروحا أيضا، وكذا التمزق على الجلد يوضح لنا أيضا معلومات عن نوع السلاح المستخد، برغم أن ذلك كثيرا ما يكون به علة عندما تحاول معرفة عرض الشفرة لأن السلاح قد تحرك بعد صناعة الجرح الأصلي. 

الاعتداءات
وفيما يتعلق بالاعتداءات، فإنها تترك إشارة مثل الانفجار، والنزيف الداخلي وكسور العظام، وخلال الاعتداء، الأعضاء الباطنية هي التي تتضرر بسهولة أكثر، فالجسم لا يقدم حماية لهذه الأعضاء، على عكس القلب والرئتين، التي تحميها أضلاع القفص الصدري، فانفجار في الكبد والطحال يسبب قطعا في المثانة والمعدة .
 
والضحية عادة ما يموت من النزيف الداخلي في تجويف البطن بدلا من فشل العضو، وتحدث كسور العظام الأكثر شيوعا في الأنف، والفك والضلوع فهذه العظام هي الأكثر هشاشة من عظام الساقين والذراعين، ورغم أن كسور العظام تظهر على كل من جانبي الجسم، إلا إنها أكثر شيوعا على الجانب الأيسر، فهذا الجانب يواجهه في الاعتداء يد المعتدي اليمنى .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق