من حلب وإدلب إلى طرابلس.. رحلة المرتزقة السوريين إلى ليبيا برعاية أردوغان

السبت، 16 مايو 2020 09:00 م
من حلب وإدلب إلى طرابلس.. رحلة المرتزقة السوريين إلى ليبيا برعاية أردوغان
محمود على

إحصائية الجيش الليبي: أنقرة نقلت 17 ألف مرتزق سوري إلى الاراضى الليبية

المرصد السوري: أردوغان يجند الأطفال لنقلهم إلى طرابلس

 

"وعدوني بتقاضى 2000 دولار نظير انتقالي إلى ليبيا ومشاركتي في الحرب هناك، لكن حتى الآن لم أحصل على هذه الأموال".. كلمات لطالما تكررت في الأونة الأخيرة من جانب عدد من المرتزقة السوريين الذين تم إلقاء القبض عليهم من قبل الجيش الوطني الليبي في محاور العاصمة، ليكشفوا عن مصير آلاف خدعتهم وعود رجال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعيش الكريم في كنف الارتزاق في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

ما يعلنه الجيش الوطني الليبي عن أعداد المرتزقة الأجانب الذين تنقلهم تركيا إلى ليبيا للانضمام إلى صفوف ميليشيات حكومة الوفاق لشن علميات ضد القوات المسلحة الليبية، يكشف حجم المؤامرة التي تسعى الإدارة التركية تحت آمرة أردوغان إلى تنفيذها في ليبيا.

وأعترف أردوغان بوجود عناصر من ما يعرف بالجيش السوري الحر (متطرفون سوريون حاربوا ضد الجيش الوطني السوري لإسقاط النظام) في الأراضي الليبية، انضموا إلى مجموعة من المستشارين الأتراك للمشاركة في المعارك الدائرة بجانب ميليشيات حكومة الوفاق لوقف تقدمات الجيش الوطني الليبي الساعي إلى تحرير العاصمة الليبية طرابلس.

وباتفاق بين أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فايز السراج، أنشا الأول جسرا جويا بين إسطنبول وطرابلس لنقل مرتزقته إلى العاصمة الليبية يوميا، كما أكدت تقارير لجؤه إلى حلفائه في تونس لاستخدام الأخيرة قاعدة لنقل الأسلحة والعسكريين إلى ليبيا، وذلك في محاولة إلى إبعاد الأنظار عن جسر أردوغان الجوي إلى طرابلس بعد أن بدأت عملية إيريني في مراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وكشف أحد المرتزقة السوريين، الذين نقلتهم تركيا إلى العاصمة طرابلس للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق، عن خيبة أمل كثير من المرتزقة السوريين المتواجدين بالعاصمة طرابلس، بعد خداعهم من قبل الحكومة التركية ووكلائها في سوريا بوضعهم في الصفوف الأمامية في المعارك وتعرضهم لمخاطر الموت مقابل رواتب زهيدة.

وفي مكالمة هاتفية لمرتزق سوري تداولها نشطاء ليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أن هناك حالة من التمرد في صفوف المرتزقة السوريين بالعاصمة طرابلس، نتيجة الرواتب المتدنية، مشيرا إلى كذب الادعاءات التي أثيرت حول حصول المرتزقة السوريين في ليبيا على 2000 دولار، قائلا "أنا في طرابلس والرواتب في حدود 4000 ليرة فقط (566 دولارا)، من لديه واسطة يحصل على 6000 ليرة تركية (849 دولارا)"، موضحاً أنه رغم هذه الرواتب الضعيفة إلا أنه يتم وضع المرتزقة السوريين في مقرات قريبة من تمركزات الجيش الوطني الليبي متواجدة في مرمى نيرانه، لافتا إلى أن المجموعة السورية تتعرض للقصف بالهاون، حتّى إن ضربة واحدة استهدفت إحدى مقراتهم أدّت إلى مقتل من 5 عناصر إلى 6 منهم.

وأكدّ المرتزق السورى، على أنهم ينتظرون تسفيرهم إلى بلادهم، بعد خيبة الأمل التي شعروا بها نتيجة الرواتب الضعيفة، متسائلا: "ماذا نفعل بـ 4000 ليرة أو 6000 ليرة تركية".

وفي آخر أحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان كشفت عن عدد المرتزقة السوريين الذين تنقلهم تركيا إلى ليبيا، حيث وصل تعداد المجندين الذين نقلوا إلى الأراضي الليبية نحو 8510 "مرتزق" بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3450 مجند.

ولا تزال حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة تواصل ارتفاعها على خلفية المعارك المستمرة بين ميليشيات حكومة الوفاق والجيش الليبي على الأراضي الليبية، حيث وثق المرصد السوري مقتل 11 من "مرتزقة" تركيا خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة على محاور عدة في ليبيا، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 279 مقاتل بينهم 13 طفل دون سن الـ 18.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلى من المرتزقة السوريين من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، مشيرا أن جميعهم قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

وفي وقت رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان فيه وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية، مؤلفة من نحو 260 "مرتزق"، شدد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن عدد المرتزقة السوريين في ليبيا أكبر بكثير من الذي تحدث عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا أن عددهم يقدر بـ17 ألف شخص، بينهم 11 ألف شخص تابعين لـ "الجيش السوري التابع لتركيا.

وقال المسماري إن المرصد السوري يتحدث عن 11 ألف قد يكونوا جميعهم تابعين للجيش السوري (مقاتلي المعارضة)، لكن العدد الإجمالي قد يصل إلى 17 ألف، مشيرا أن هناك عناصر غير تابعة للجيش الوطني السوري وهناك عناصر أخرى تتبع "جبهة النصرة" وتتبع تنظيم "داعش".

وأوضح المسماري في تصريحات صحفية أن كل السوريين الذين نقلوا إلى ليبيا، من شمال سوريا، أغلبهم من حمص ومن إدلب من تركمان سوريا، مشيرا أن هناك أسرى من مناطق أخرى قريبة من شمال سوريا موضحا أن هناك مجموعة من السوريين الآن يتواصلون مع القوات المسلحة للخروج من أرض المعركة وهؤلاء لا يعاملوا المقبوض عليهم (الأسرى) ويعاملوا معاملة أخرى ويمكن تسليمهم للصليب الأحمر.

ويعد نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، من مهام الشركات الأمنية التركية الخاصة والتي تحدث عنها موقع قناة الحرة قبل ذلك وأكد إنها تعد السوريين برواتب تتراوح بين 2000 إلى 2500 دولارا للانتقال إلى ليبيا، فيما تؤكد التقارير أن هناك شركة أمنية أنشائها أردوغان مؤخرا تحولت إلى ذراع لـ"تنظيم الإخوان" من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا.

ورغم وعود الشركة الأمنية التركية المقاتلين بدفع رواتب نظير انتقالهم إلى ليبيا، لكن في الفترة الأخيرة كشف عدد من المقاتلين من أبناء الشمال السوري عن وقف التعامل مع وكلاء محليين وشركات أمنية تركية، كانوا ينقلون المرتزقة من سوريا إلى الجانب الليبي، وذلك بسبب اعترافات السوريين في ليبيا التي لخصت معاناتهم وعدم حصولهم على الأموال التي اتقفوا عليها حتى الآن.  

بينما فوجئ مقاتلين آخرين وفقا لاعترافات بعض المرتزقة السوريين الذين تم إلقاء القبض عليهم من الجانب الليبي مؤخرا، أن مهامهم في ليبيا قتالية رغم اتفاقهم على أن يكون عملهم في حراسة آبار ومنشآت النفط حسب إبلاغهم قبيل انتقالهم إلى ليبيا.

وحول الأجور، شكك محمد عيدان مرتزق سوري بالتزام تركيا بالأجور الشهرية المحددة البالغة من 2000 إلى 3000 آلاف دولار أمريكي، وقال:اتفقنا قبل التوجه إلى ليبيا على مبلغ 2000 دولار نظير المشاركة بجانب ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي ولكن بعد ما يقارب الشهر لم يتم الالتزام بدفع الرواتب لنا".

وتستغل الشركات الأمنية التركية والوكلاء المحليين في سوريا الوضع المعيشي الصعب في الشمال السوري من أجل الدفع بهم للقتال كمرتزقة في ليبيا.

في سياق متصل دعت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي إلى إدانة التدخل التركي الهمجي السافر في ليبيا، والمذابح التي حدثت في صبراتة وصرمان والرجبان والجميل على يد المستعمر التركي ومرتزقته، وحصار ترهونة، وقصف المدنيين في قصر بن غشير، وضرب قوافل السلع الغذائية في مدينة الإصابعة وبني وليد، وقوافل الوقود المتجهة إلى المواطنين المدنيين، والقتل الذي طال حتي الحيوانات، وغيرها من الجرائم التي تصل إلى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية".

وأشارت الوزارة إلى أن "هدف الشعب الليبي والقوات المسلحة العربية الليبية تحرير العاصمة من الإرهاب والمليشيات، والخارجين عن القانون، والمرتزقة الأجانب، وإنهاء العدوان التركي على بلادنا؛ بهدف إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والقانون، دولة كل الليبيين من دون فوضى السلاح ولا إرهاب".

وقالت وزارة الخارجية إنها اطلعت "على البيانات الصادرة سواء من البعثة الأممية في ليبيا أو الاتحاد الأوروبي بشأن الهجمات الأخيرة على محيط السفارات الأجنبية في طرابلس في السابع من مايو الجاري" موضحة "أن القوات المسلحة العربية الليبية تنفي نفيًا قاطعًا استهداف بعض المقارّ الدبلوماسية في العاصمة طرابلس، وتعدّ القيام بهذه الأفعال منافيًا للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية".

وأضافت الوزارة أن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية تعهدت "في تقدمها نحو طرابلس بشكل مباشر بحماية الأماكن الدبلوماسية، كالسفارات الأجنبية، ومقارّ الهيئات والبعثات الدولية في العاصمة، وكذلك مقارّ الشركات الأجنبية، ومؤسسات الدولة، وأن ما يحدث من اعتداء لا تقوم بها إلا المليشيات الإرهابية والمرتزقة الأجانب في العاصمة طرابلس، في محاولة يائسة لخلط الأوراق، خاصة أن هذه المليشيات رفضت الهدنة الإنسانية؛ ما يدل على استمرارها في أعمالها العدوانية التي لا تحترم فيها قانونًا ولا أعرافًا ولا مواثيق دولية".

وتابعت وزارة الخارجية أن "عمليات القوات المسلحة تستهدف حماية الوطن والمواطن وضيوفه من الإرهاب والعصابات الإجرامية؛ لتبرهن لليبيين والمجتمع الدولي على أنها تقاتل من أجل السلام والأمن والاستقرار، وإنهاء فوضى السلاح والمليشيات والخارجين عن القانون".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق