إليكم وحشي الأليف

الإثنين، 18 مايو 2020 11:52 ص
إليكم وحشي الأليف
محمود الغول يكتب :

الوحدة وحش يفترسك في البداية ثم سرعان ما يتحول إلى طفلك الذي تخشى عليه من الجميع فتبني حوله سياجا لتحميه من الغرباء.. إنه وحشك الأليف..
----
الوحدة خنجر زرعه أحدهم في صدرك، إما أن تتعايش مع آلامه لتموت ببطء، أو تنزعه فتموت في الحال..
----
أحيانا نمر بفترات نفقد فيها الرغبة في مقابلة أو محادثة أحد، ليس كرها أو استغناءً ولا يمكننا أن نسمي هذا الأمر اعتزالا أو وحدة، لكنها فترات تصادف فتورا يعتري أرواحنا المجهدة غير القادرة على تحمل عبء الإنصات وتبادل أبسط أنواع المشاعر، في مثل هذه الأوقات قد يظن البعض أننا نمر بأزمة ما تستدعي التدخل، غير أن التصرف الأمثل في حالة كهذه أن يتركوننا دون ضغوط، وألا يحاولوا كسر ذلك الطوق الذي نحيط به أنفسنا ليحمينا، حتى تمر تلك الموجة ثم نعود لحالتنا الطبيعية..
----
أسوأ ما في الوحدة أنها تسلبك حقك في أن تمرض!
----
تريد أن تعرف ما يشعر به من يُدفن حيا، منذ أن يُهال عليه التراب إلى أن تفارق روحه الجسد.. سل من يعيش وحيدا منذ سنوات.
----
خُلق آدم قبل حواء بسنوات طويلة لكن حياته بدأت فعليا حين خُلقت هي.
----
وفجأة تكتشف إنك عايش في زحمة ما ليك فيها حد وحواليك دوشة مفيهاش صوت تعرفه.
----
هذه الدائرة حولي ليست عزلة، فلنسمها اتفاقية ترسيم حدود بيني وبين العالم.
----
الدساتير والقوانين لا تكفل للإنسان حقه في ألا يموت وحيدا.
----
الموت لا يأتي فجأة، هو مجموعة موتات صغرى تلتئم لتحل لغز الحياة..
----
صرخة الميلاد هي صافرة النهاية، وما تعيشه بعدها مجرد تسجيل لمباراة معادة انتهت بالتعادل السلبي، فلا تنفعل مع الهجمات ولا تنتظر إحراز الأهداف.
----
بمرور الأيام تتحول الوحدة إلى اعتزال.. من أمر مفروض عليك إلى قرار شخصي تقاتل كي تحافظ عليه.. تخاف هؤلاء الذين أتوا بمعاولهم لكسر عزلتك.. يصور لك عقلك أنهم  لصوص جاءوا من أجل سرقة كنزك.. فتبدأ في غزل الحجج والأكاذيب لخلق شبكة عيوب ليست فيهم، فقط لتمنح نفسك مبررا يسمح لك بالهروب من الدخول في أي علاقة لأنك ببساطة لم يعد لديك القدرة على تحمل مسئوليات أو لعب أدوار جديدة.. تخشى الفشل فتمنع نفسك من خوض تجارب جديدة.. صديقي، الوحدة قهوة تكمن حلاوتها في مرارتها..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق