الوباء vs الزمن.. ما هي علاقة جائحة كورونا بالوقت؟

الأربعاء، 20 مايو 2020 09:00 ص
الوباء vs الزمن.. ما هي علاقة جائحة كورونا بالوقت؟
كتب| أحمد قنديل

على رغم التباطؤ الشديد الذي يتخذه الشاب أسلوبا له خلال إجرائه كل متطلباته اليومية إلا أنه يظل شاعرا بأن الوقت لا يمرمطلقا، فخلال الشهور الأخيرة سيطر عليه هذا الشعور، ما دفعه للإحباط والقلق والإصابة بمزاج اكتئابي لا مثيل له، فالأمرمختلف تماما عن سابق عهده، ليسأل نفسه هل الأحداث الحالية هي السبب وراء ذلك؟
 
«الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك».. حكمة قديمة تدل على ضرورة إنجاز كافة الأمور في الوقت المحدد نظرا لسرعه مروره، ولكن يبدو أن الوقت الآن بالنسبة للكثيرين أصبح وفيرا ولا يتحرك مطلقا ويكفي لإعادة عشرات الأنشطة، فتزامنا مع انتشارالفيروس التاجي المستجد كوفيد -19، والمعروف إعلاميا بوباء كورونا، الذي بدء من الصين في أواخر العام الماضي وصولالانتشاره الآن في العالم أجمع، وتسبب بخسائر بشرية واقتصادية، كان هناك تداعيات أبرزها إلزام الشعوب بالعزل المنزلي وإلغاء الأنشطة والفعاليات التي تتضمن تجمعات وذلك بغرض الوقاية الاحترازية من الإصابة، والتي يبدو أن من شأنها جعلتالعديد من الأفراد يشعرون بأن الأوقات لا تمر، فضلا عن الإصابة بأمزجة نفسية سيئة.
 
يعتقد أدريان باردون، أستاذ الفلسفة في جامعة ويك فورست، ومتخصص في فلسفة الوقت، أن الكثير من الأشخاص حول العالم يشعرون بأن العزل المنزلي يؤثر على الوقت بصورة ما، مفسرا بأن هناك داخل الدماغ ما يعرف بالوقت الداخلي أوالوقت الشخصي، وهي أنظمة تلعب دورا في شعورنا بالوقت وتنظيم دورة النوم العادية.
 
ويقول: «الكثير من الأشياء التي تحدث في نفس الوقت، لكنها تتعلق جميعها بشعورنا الداخلي بمرور الوقت، فالمتوقع أن يكونإحساسنا بمرور الوقت مختلف حيث نشعر أن الوقت يمتد وأحيانا ينفذ»، مشيرا إلى أن الطريقة المعقدة التي تعمل بها الأنظمة الدماغية، والمحاطة خلال فترة العزل المنزلي بالعديد من الظروف الغريبة والمزاج الشخصي المتقلب هي التي تتحكم في ذلك.
 
ونوه باردون، إلى وجود علاقة تمزج بين الوقت والعاطفة والانتباه، موضحا أنه عندما يشعر الأشخاص بالراحة والاندماج عندممارسة نوع من النشاط الروتيني أو الإنتاجي فإنه لا يشعر بمرور الوقت، ويطلق علماء النفس هذه الحالة بالتدفق، والعكس صحيح.
 
ويضيف، القلق من جائحة كورونا فضلا عن عدم وجود أنشطة كالسابق والتي بدورها تخفف القلق، أمور تؤثر على الشعوربالوقت، لافتا إلى أن غياب الدعم الاجتماعي والهوايات المفضلة وصالات الألعاب الرياضية، جعل هناك صعوبة في التنفيس عن هذا القلق، ولهذا يفقد الشخص الشعور بمرور الوقت.
 
من جانبه، وثق فيليب جابل، دكتوراه، مدير البرامج التجريبية في جامعة ألاباما في برمنجهام، إجراءه مسحا تجريبيا على1100 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية. وجاءت النتائج الأولية أن 48% من الأشخاص يشعرون بأن الوقت يتحرك ببطء خلال الشهر الماضي، بينما 25% يشعرون أنالوقت ينفذ بسرعة، بينما البقية يشعرون أن الوقت كاف.
 
وفي سياق متصل، أكدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة، أن الشعور بعدم مرور الوقت والوحدة وعدم وجود أنشطةيومية، أمور تدفع الشخص للشعور بالاكتئاب والقلق والإحباط والتفكير في أشياء سيئة وسلبية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق