«أنا أتوب عن حبك أنا».. قصة أغنية جمعت أحمد فؤاد نجم بالشيخ إمام

الأحد، 24 مايو 2020 09:00 م
«أنا أتوب عن حبك أنا».. قصة أغنية جمعت أحمد فؤاد نجم بالشيخ إمام
محمد أبو ليلة

في بداية ستينيات القرن الماضي وتحديداً سنة 1962، كان اللقاء الأول بين أحد أهم شعراء العامية المصرية في القرن الماضي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، وقتها ذهب نجم إلى حوش قدم بوسط القاهرة، عن طريق الصحفي سعد الموجيـ ليبدأ بدأ التعارف الحقيقي على الشيخ إمام في تلك الجلسة عندما طلب نجم أن يستمع إلى صوت إمام يؤدي أي عمل للشيخ سيد درويش أو الشيخ زكريا أحمد.

 

وقتها ابتسم إمام وقال لـ نجم "يا حبيبي طب تعالى اقعد جنبي"، وغنى إمام وقتها لملهمة والأقرب إلى قلبه الشيخ زكريا أحمد  أغنية "إمتى الهوى يجي سوا" التي غنته أم كلثوم، وفي نهاية السهرة، كان نجم قد قرر أن يرمي مفتاح شقته في بولاق الدكرور، ليجلس مع إمام ومحمد علي، عازف الإيقاع.

hqdefault

 

مولد أغنية
وقتها لاحظ نجم الذي ولد قبل يوم أمس الـ 23 من مايو عام 1929، أن الشيخ إمام ليس مؤدياً فقط، وإنما يضيف من عنده حليات وارتجالات خارج حدود اللحن، لكنها من نفس وحي وروح اللحن الأساسي، وقتها طلب نجم من إمام أن يلحن، "لماذا لم تجرب أن تلحن يا إمام؟"،  تعلل إمام بأنه لم يجد كلمات محترمة، هنا تدخل محمد علي وقاله: "محترمة يعني إيه؟ لابسة عمامة؟"، ضحك الجميع، حتى قطع نجم ضحكهم وقال "أنا هديك الكلمات".

يحكي نجم في حواات صحفية كثيرة قبل وفاته إنه كان كاتب أغنية يلحنها بليغ حمدي لأم كلثوم، كان كلاماً شديد التفاهة، على حد وصف نجم، وأعطاها نجم لإمام كي يلحنها، وقتها عجز عن تلحين هذا الكلام، ربما من شدة تفاهته، وقاله إمام: "معلش، أنا وحش"،  هنا قرر نجم أن يمزق ورق هذه الأغنية ويكتب أغنية جديدة في نفس الجلسة، بل يلحنها أيضا إمام في نفس الجلسة ، لتكون أغنية "أنا أتوب عن حبك أنا"، وتصبح أول أعمل يجمع بينهما.

ليكون بعدها نجم وامام ثنائي غنائي عاش أكثر من ثلاثة عقود، اتسمت قصيدتهم وقتها بالثورية، حيث كانت كلمات نجم السياسية تُلهب حماس إمام ليلحنها ويغنيها، حتى لو أغضبت منهم الإنظمة الحاكمة وقتها، فالأثنان سُجنا معاً في عده عبد الناصر والسادات، واستمرت قصائدهم يرددها الطلاب في اعتصامات الطلبة أوائل السبعينيات وامتدت حتى ثورة 25 يناير 2011 عندما رددها المتظاهرين.

artworks-000056269907-wcz2rg-t500x500

جوائزه

وحصل نجم على العديد من الجوائز في حياته، ففي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء، وعام 2013 فاز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية وهي من أرقى الجوائز في العالم ولكن وافته المنية قبل استلامها ببضعة أيام، كما حصل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، في 19 ديسمبر 2013 وبعد وفاته منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق