فوضى وإحراق وإغلاق مواقع التواصل وأطراف خفية.. هل يبدأ الربيع الأوروبي من أمريكا؟

الجمعة، 29 مايو 2020 05:46 م
فوضى وإحراق وإغلاق مواقع التواصل وأطراف خفية.. هل يبدأ الربيع الأوروبي من أمريكا؟
طلال رسلان

"إحراق مقرات للشرطة، وتكسير محال تجارية، وغضب يعضف بالأجواء، واستنفار أمني عالي المستوى".. تلك المشاهد التي لم تكن مألوفة في ولاية مينسوتا بمدينة منيابوليس وضعتها تحت دائرة الضوء وأنظار وسائل الإعلام الدولية بين ليلة وضحاها.
 
في تطور لأزمة المدينة الأمريكية تكررت أعمال العنف والنهب لمحال في المدينة، بعدما عمت شوارعها احتجاجات غاضبة، على إثر مقل جورج فلويد الذي تحول اسمه إلى قضية رأي عام في البلاد، تتعلق بالتفرقة في معاملة بعض عناصر الشرطة للمواطنين السود.
 
أحداث العنف في امريكا
 
في وقت مبكر من يوم الجمعة، وصلت أوامر إلى الحرس الوطني الأمريكي بنشر 500 من عناصره الجمعة في المدينة لإعادة الهدوء بعد ليلة ثالثة من الاضطرابات، إثر مقتل المواطن الأسود لدى توقيفه من قبل الشرطة.
 
في غضون ذلك نشرت وسائل الإعلام الأمريكية بيانا صادرا عن الشرطة تضمن أن عناصر الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا "سيقدّمون دعما للسلطات المدنية للفترة التي يطلب منهم ذلك فيها، لضمان سلامة الأرواح والأملاك".
 
فيما أغرقت مشاهد تظهر غضب بعض المحتجين، وإحراق محال تجارية مواقع التواصل الاجتماعي، التي دخلت هي الأخرى في معركة منذ أيام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
 
وقال سياسيون أمريكيون، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية، إن شرارة الغضب انطلقت بعد وفاة فلويد (البالغ من العمر 46 عاما) عامل المطعم في مدينة منيابوليس شمال البلاد يوم الاثنين، أثناء توقيف عناصر الشرطة له.
 
وكشفت لقطات فيديو شرطياً يثبت فلويد على الأرض لدقائق واضعا ركبته فوق رقبته، عندما راح الرجل الأسود يئن ويقول "لست قادرا على التنفس"، ليتوفى لاحقاً في المستشفى التي نقل إليها.
 
من جهتها، أعلنت الشرطة في حينه أنها اعتقلته للاشتباه بأنه دفع فاتورة باستخدام ورقة نقد مزورة، ولكن مع تصاعد الغضب أعلن حاكم المدينة أنه أقال عناصر الشرطة المعنيين، ورغم ذلك لم تهدأ موجة الغضب لأن المسئولين لم يوجهوا أية اتهامات لعناصر الشرطة الأربعة الذين ظهروا في مقاطع الفيديو التي توثق الواقعة.
 
تلك المشاهد تعيد إلى أذهان متابعين، حتى في أوروبا، ما وقع من أحداث في الدول العربية والتي سبقت ما أطلق عليه بعد ذلك ثورات الربيع العربي، في مشهد بدا وكأن من كتب سيناريو الأحداث بتفاصيلها انتقل إلى أوروبا والبداية من أمريكا.

مقتل مواطن على يد شرطي، وحجب إعلامي للحادث، يعقب ذلك اتهامات وموجات غضب تتبعها أعمال عنف وحرق وتدخل أكثر حدة من الأمن في محاولة للسيطرة فتنفجر الأوضاع، مع تزامن لإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي ووقوع الشبكات التي يتهمها الرئيس بتأجيج الأحداث لحساب طرف "اللهو الخفي".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق