"تبييض السمعة وتزوير السيرة".. مخاوف من تقنية "فيس بوك" المرتقبة بحذف الذكريات

الأربعاء، 03 يونيو 2020 02:00 م
 "تبييض السمعة وتزوير السيرة".. مخاوف من تقنية "فيس بوك" المرتقبة بحذف الذكريات
أحمد قنديل

الكثير من الأموال أنفقها الرجل صاحب السمعة السيئة في الأعمال الخيرية وأنشطة مساعدة الغير، من أجل أن يغير الصورة الذهنية لأبناء بلدته حول شخصيته السابقة.

الرجل عرف عنه أنه شخص دائم ارتكاب الأفعال المشينة والتي طالما تسببت في أذى كل من حوله، ولم تأت أفعاله الجديدة بهدف توبة نصوحة أو أن يكون رجل أفضل، ولكن السبب وراء ذلك يكمن فى  خوضه تنافسا اقتراعيا لمنصب محلي جديد، ورغبته في الحصول على أصوات الجميع، إلا أن رغم كل محاولاته الخبيثة باءت النتائجبفشله الذريع، فلم تقدر الأموال على محو أخباره السيئة المنتشرة في أذهان الكثيرين.

ما سبق  كان مثالا يطلق عليه فى العالم محاولات "تبييض السمعة"، فكان يحاول بعض حاملي الأذى تبييض سمعتهم وتغييرالصورة النمطية المكونة داخل مجتماعتهم الصغيرة من خلال الإغراء المادي والابتزاز المعنوي بغرض حصد سلطة ما.

 غالبا ما انتصرت نتائج سيرة هؤلاء الذين يحاولون تزوير تاريخهم  على مكائدهم، ولعل التطور المجتمعي وزيادة السكان حول العالم، وتغير أشكال الحضارةفي شتى الدول، جعلت هناك صعوبة في الاتصال المجتمعي داخل كافة البلدان، ما كان سببا في كون الأشخاص لا يعرفونشيئا عن بعضهم البعض ولا توجد فرص لتداول المعلومات مجتمعيا، إلا أنه تزامنا مع التطور الحضاري.

 كان هناك نصيبا  للمزورين الجدد مع اللازدهار التكنولوجي، والتي كانت من أبرز أشكاله منصات التواصل الاجتماعي التي تكدست بالمستخدمين حول العالم،وأضحت شبكة لسيرة الأشخاص يلجأ إليها الراغب في الاطلاع على هوية شخص واسترجاع سيرته من خلال منشوراته،وكثيرا ما استخدمت تلك المنصات في الاطلاع على سيرة المشرحين لانتخابات المجالس النيابية حول العالم وتكوين صورةذهنية عن أفعالهم طوال عمرهم، وكذلك يستخدمها شركاء الاستثمارات وغيرهم من هم بصدد التعاون مع شخص لا يعرفونه.

 منصة "فيس بوك" تعد هي الأبرز نظرا لكثافة عدد مستخدميها حول العالم، ويعتبر رواد لشبكة المعلومات الدولية - الإنترنت،هذه المنصة مرجعا هاما لسيرة الشخصيات خلال فترة كبيرة من أعمارهم، إلا أن كل المعلومات قد تكون قريبا غير متوفرة،رجوعا لاتجاه فيس بوك إضافة تقنية جديدة تمكن المستخدمين من مسح تاريخهم السابق، وهو ما يعتبره المراقبون بمثابةعمليات غسيل السمعة وتبييضها خاصة للمستخدمين من السياسين والنخبة حول العالم، مشيرين لخطورة هذا في ظل كون حسابات كثيرة كشفت انتماء عدد من المشرحين لمناصب أو تقلد وطائف هامة لأفكار شاذة سواء إرهابية أو عنصرية وغيرذلك.

 

وفقا لما ذكره موقع "ذا فيرج" التقني، تساعد فيس بوك لإطلاق تقنية جديدة، لمستخدميه الراغبين في محو كل ما هوسلبي في ماضيهم، من خلال خاصية  تتيح لهم حذف كافة منشوراتهم القديمة.

وتسمح الميزة الجديدة التي تحمل اسم إدارة النشاط، للمستخدم أن يحذف منشوراته السابقة إما بصورة فردية أو بشكلمجمّع.

 تقول شركة فيس بوك، إنها ستمنح خيارات التصفية للمساعدة في العثور على المنشورات التي تضمأشخاصا معينين فيها أو في نطاق زمني معين، ضاربين مثلا أن بعض الأشخاص يرغبون في محو منشورات قديمة عندمايكونوا على وشك البدء بدوام كامل بعد التخرج من الكلية أو إزالة منشورات تذكرهم بعلاقة قديمة انتهت.

وتضيف "فيس بوك"، أن التقنية الجديدة تهدف إلى تسهيل الأمر على حضورك في المنصة لتعكس بدقة أكثر هوية المستخدماليوم.

 

من جانبه، علق محمود قطب المدون التقني وخبير تكنولوجيا المعلومات، بأن الأمر خطر على عكس ما تزعم إليه فيس بوك،مشيرا إلى أن الميزات القديمة للمنصة لم تتضمن مثل هذه التقنية، متسائلا عن سبب فعل هذا بعد أن وصل عدد مستخدمينالمنصة لهذا الحجم الكبير وفي ظل كون حسابات المستخدمين تمثل مرجعية هامة لعدد من النخب حول العالم.

ويردف قطب، إن حسابات فيس بوك للمستخدمين حول العالم والمنشورات السابقة عليها، مفيدة للغاية في التوظيف في كبرىالشركات والبنوك والجهات حول العالم وكذلك الانتخابات بشتى أنواعها، منوها إلى من خلالها يستبعد البعض ويتم اختياردقيق للملحقات السابق ذكرها.

ولفت، إلى أن تلك التقنية تسهل على الكثيرين تزوير هويتهم، مشددا على ضرورة التقصي جيدا في حال إضافة تلك الميزة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة