بعد قضية التجسس على الأطفال.. «جوجل» تواجه اتهامات بانتهاك خصوصية المستخدمين

الخميس، 04 يونيو 2020 04:00 م
بعد قضية التجسس على الأطفال.. «جوجل» تواجه اتهامات بانتهاك خصوصية المستخدمين
أحمد قنديل

"جاسوس عليك يعمل بإذنك، جعلته يمكث معك في منزلك وتصطحبه معكأينما ذهبت،تسمح له بأن يطلع على كل معلوماتك وأسرارك، ليس ذلك وفقط بل تأذن له في كثير من الأحيان بتوجيهك واختيار متطلباتك وأخبارك، وربما يعرف عنك وعن أحبابك أكثر مما تعرفه أنت وذويك، وكلما طلب منك تزويد صلاحياته وتحديث معلوماتك لديه، تجري ذلك دون تردد".. قد يخال للبعض أن هذا ليس حقيقا،ولكن هذا ما يتم بالفعل، فأغلب الناس لديهم في حياتهم هذا الجاسوس بمحض إرادتهم.
 
الجاسوس المذكور ليس شخصا بشريا بل هو تقنية  جوجل التكنولوجية التب تمتلك موقع بحث شهيروعدد من التطبيقات الخدمية التي لا حصر لها وتتضمن أغلب مستخدمي شبكة المعلومات الدولية - (الإنترنت) حول العالم، وتطلب هذه الخدمات صلاحيات وصول للأجهزة المحمولة تجعل إدارتهم يعرفونعنك كل شيء، أين تذهب، ومن تلتقي، وماذا تتصفح، ومع من تتكلم وتتراسل، بل أيضًا لديهم ملفاتك كاملة،مثل حساباتك وأرقام السرية وكافة بياناتك.
 
صلاحيات الوصول إلى كافة المعلومات التي نستخدمها عبر الحواسيب والهواتف الذكية، أمر غالبًا مانكون مضطرين إليه رجوعًا لأهمية التطبيقات المستخدمة بالنسبة إلينا، ولكن وفقًا لسياسات جوجل التينقرأها عبر منصاتهم، فإن هذه المعلومات تخضع لسرية تامة ولا يطلع عليها أحد، إلا أنه يبدو وفقًا لما أعلنمؤخرًا، فإن الكثير من المستخدمين سيفقدون تلك الثقة، وينتابهم القلق بشأن معلوماتهم المسجلة عبرتطبيقات جوجل.
 
أقام محامون في الولايات المتحدة الأمريكية دعوى قضائية، ضد "جوجل"، تتهمهم بانتهاك خصوصيةالملايين من المشتركين من خلال تتبع حركتهم عند تصفحهم بالوضع الخاص.
 
وتقول الدعوى، إن جوجل تجمع البيانات من خلال تطبيقات Google Analytics وكذلك Google Ad Manager، مع التطبيقات الأخرى ومن ضمنها تطبيقات الهواتف الذكية، بهدف التعرف على المستخدمينومعرفة مع من يتواصلون والهوايات والأطعمة المفضلة لديهم، وكذلك عادات التسوق، وحتى الأمورالحميمية التي تشكل للكثيرين مواضيع حساسة، واستغلال هذه البيانات والمعلومات سواء من خلالالتوجيه الدعائي والإعلاني أو بيعها لصالح جهات أخرى.
 
وصرح المتحدث باسم شركة "جوجل"، جوسيه كاستانيدا، بأن الشركة ستدافع عن نفسها بقوة ضد هذهالمزاعم، وأنها تذكر بوضوح في كل مرة يقوم المستخدم بفتح موقع على نظام التصفح الخفي، فإن المواقع قدتكون قادرة على جمع معلومات عن نشاط التصفح، حيث يمنح وضع التصفح الخفي في متصفح "جوجلكروم" المستخدمين خيار البحث على الإنترنت دون حفظ أنشطتهم داخل المتصفح أو الجهاز، لكن يمكنلمواقع الإنترنت التي تمت زيارتها أن تستخدم أدوات مثل Google Analytics لتتبع الاستخدام والنشاط.
 
وحسبما ذكرت تقارير منشورة في "فوربس"، فإنه وفي حال نجاح الدعوى فإن كل مستخدم للمتصفحالخفي منذ 1 يونيو 2016، سيحصل على تعويض يصل لـ5 آلاف دولار.
 
يشار إلى أن تلك ليس القضية الأولى التي تتهم جوجل بانتهاك خصوصية المستخدمين والتجسس، فخلالوقت سابق اتهم النائب العام في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، هيكتور بالديراس،  شركة جوجل، بالتجسسعلى الأطفال داخل فصولهم الدراسية. ويأتي الاتهام الأمريكي، بعد تدقيق واسع النطاق من تحالف ضم 50 مدعيًا عاما من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضحت لائحة الاتهام أن جوجل استغل تطبيقاتهومنتجاته التعليمية للتجسس على الأطفال وعائلاتهم.
 
ووفق الدعوى القضائية، شاركت جوجل في جمع المعلومات الشخصية من خلال تطبيقاتها التعليمية. وتمكنت جوجل، من الوصول إلى تلك المعلومات عبر تطبيقات "جي سيوت فو إيديوكيشن" و"مستنداتجوجل" وتطبيق البريد الإلكتروني "جي ميل" و"تقويم جوجل"، و"كروم بوكس".
 
وأشارت الدعوى إلى أن أكثر من 90 مليون طالب ومعلم وقعوا ضحية تـطبيقات جوجل، وتم جمع معلوماتمن أكثر من 25 مليون طالب ومعلم.
 
وعن رد جوجل بشأن هذه الدعوى، قالوا إن فريقهم القانون يعمل على الرد، ولكن لم يظهر أي تعليق على السطح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق