آخرها فيلم سعاد.. هذه الأفلام المصرية تألقت في مهرجان كان السينمائي

صباح اليوم الجمعة أعلنت  اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي الدولي قائمة اختياراته الرسمية لدورته الثالثة والسبعين، والتي ضمت 56 فيلماً، اختيرت من بين 2067 فيلماً تقدمت للمشاركة هذا العام، ومن بين هذه الأفلام كان الفيلم المصري "سعاد" للمخرجة، أيتن أمين، وهو إنتاج مصري تونسي مشترك.

 

ورغم الإعلان عن إلغاء فعاليات مسابقة المهرجان بسبب ما فرضه تفشي فيروس كورونا من ظروف استثنائية في العالم، لكن إدارة المهرجان أصرت على أنه "لا يمكن هجر الميدان في هذا التوقيت الصعب". 

 

فيلم سعاد  

وتدور قصة فيلم "سعاد"، حول علاقة شقيقتين في سن المراهقة، تعيش إحداهما حياة سرية على الفيس بوك، وتقول مخرجته في تصريحات صحفية أن الفيلم شأنه شأن جميع مشاريعها السابقة، ساهم في تطويرها على المستوى الشخصي؛ إذ طالما كانت التجارب الفنية بالنسبة لها "نوعاً من العلاج النفسي، تكتشف عبره جوانب من وعيها وذاتها.

 

مؤكدة أن الفيلم، تم تصويره في إحدى مدن الدلتا، وأسندت أدوار البطولة فيه لممثلين ينتمون لأقاليم مصر المختلفة، ويقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى، وأن فيلمها حرص على كسر مركزية العاصمة، التي كانت سبباً في تهميش ملايين المصريين لعقود.

 

وخلال تاريخ طويل لمهرجان كان السينمائي لم يكن فيلم سعاد هو الفيلم المصري الأول الذي يشارك في هذا المهرجان الدولي فهناك 16 فيلماً مصرياً شاركوا في نسخ مختلفة من المهرجان، منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الأن.

أول فيلم مصري
ويعتبر فيلم دنيا للمخرج محمد كريم هو  أول فيلم مصري يُشارك في الدورة الأولى لمهرجان كان سنة 1946، ثم جاء بعده فيلم الوحش واللذي أنتج سنة 1954 ويعتبر الفيلم العاشر في مسيرة صلاح أبوسيف.

 

وكان عرضه الأول عام 1954 وحقق وقتها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، اشترك في كتابة النص السينمائي للفيلم كل من نجيب محفوظ، والسيد بدير وصلاح أبو سيف، وقصة الفيلم مستوحاة من حادثة حقيقية، ورغم واقعية أبو سيف والتي تقترب في أحيان كثيرة من أسلوب الفيلم التسجيلي، يمكن اعتبار الفيلم حكاية رمزية عن مجتمع ما قبل ثورة يوليو.

 

هذا الفيلم كتب عنه الناقد والمؤرخ الفرنسيجورج سادول مثلما كتب عن مخرجه في كتابه قاموس المخرجين الصادر عام 1965 كواحد من أفضل المخرجين الواقعيين في العالم، واختار من بين أفلامه كأفضلها: الوحش، وشباب امرأة، وبداية ونهاية.

حياة أو موت
ثالث فيلم شارك في المهرجنا كان فيلم حياة أو موت وهو الفيلم الثالث في مسيرة مخرجه كمال الشيخ رائد سينما التشويق والإثارة في السينما المصرية، وتم اختيار الفيلم كواحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، عرض للمرة الأولى نهاية عام 1954، عن سيناريو «كمال الشيخ» و«علي الزرقاني»، بينما استقل الأخير بكتابة حوار الفيلم وحده.

 

 

وكان من أوائل الأفلام المصرية التي خرجت بالكاميرا للشارع للتصوير في الأماكن الحقيقية بعيد عن الديكورات والأستوديوهات، الفيلم بعيد عن قيمته الفنية وتمكن كمال الشيخ من صنعته عبر بناء قوي وحبكة متماسكة واهتمام بالتفاصيل، يعتبر وثيقة نادرة عن قاهرة هذا الزمن.

 

وهناك فيلم أخر لكمال الشيخ شارك في المهرجان وهو في الليلة الأخيرة الذي أنتج عام 1964 وهو مأخوذ عن قصة مارجريت لين بعنوان السيدة المجهولة، وأعد القصة للسينما وسف السباعي، وصبري عزت.

 

شباب إمرأة
كما شار فيلم شباب إمرأة في المهرجان حيث يعتب واحد من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، وهو عن قصة للكاتب أمين يوسف غراب وسيناريو نجيب محفوظ، وأمين يوسف غراب، وصلاح أبوسيف، الفيلم يعتبر دراسة نفسية واجتماعية لامرأة في خريف العمر تحية كاريوكا في أداء استثنائي، وشاب ريفي ساذج وعاشق قديم شكري سرحان، وعجوز متوله في صمت عبدالوارث عثر.

 

حكاية مثيرة تدور في دهاليز الرغبة والجنس أثارت جدلًا واسعًا عند عرض الفيلم مطلع عام 1956، تمزج كعادة أبوسيف في هذه الفترة بين الواقعية والرمزية.

الحرام

وشارك أيضاً فيلم الحرام عن رواية للأديب الكبير يوسف ادريس وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة حيث يصنع هنري بركات ما وصفه الناقد والمؤرخ الفرنسي جورج سادول عقب مشاهدته له في مهرجان كان 1965 بأنه: قصة رائعة دون مبالغة أو انفعال، نقد اجتماعي دون دعاية وبأنه أعظم فيلم مصري واقعي.

أفلام يوسف شاهين
يعتبر المخرج العالمي يوسف شاهين اكثر المخرجين المصريين مشاركة في مهرجان برصيد 5 أفلام، حيث شارك بفيلم الأرض عام 1970، عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، وسيناريو وحوار حسن فؤاد، في هذا الفيلم يصنع شاهين تحفته الخالدة وفيلمه الحاضر دومًا في أي قائمة لأفضل الأعمال في السينما المصرية.

 

 

وأيضاً الوداع بونابارت ذلك الفيلم الذي يتناول من وجهة نظر شاهين وقائع تاريخية محددة مثل دخول الحملة الفرنسية إلى مصر والمقاومة الشعبية لهذه الحملة محاولًا عبر هذا الحدث الهام في التاريخ المصري الحديث تأمل العلاقة الملتبسه بين الشرق والغرب والتي شغلته طوال مسيرته الاخراجية، إضافة لمشاركة يوشف شاهين بفيلم ابن النيل وصراع في الوادي والمصير واسكندريا نيويورك والأخر.

يسري نصر الله
وفا عام 2012 وبعد غياب 15 عامًا عن المسابقة الرسمية تعود السينما المصرية إلى مهرجان كان بفيلم بعد الموقعة، وهو فيلم من وحي اللحظة الراهنة، كتبه وأخرجه نصر الله عن فتاة من جيل الثورة تربطها علاقة بأحد المشاركين فيما سمي إعلاميًا بموقعة الجمل.

 

وكان أخر فيلم مصري مشارك في مهرجان كان عام 2018 الفيلم المصري يوم الدين لمخرجه أبو بكر شوقي وهي المرة الأولى في تاريخ المهرجان الطويل الذي يتم فيه اختيار عمل أول لمخرج للمسابقة الرسمية والمنافسة على السعفة الذهبية، ومبهجًا لأنه أعاد السينما المصرية للمشاركة الفعلية في أهم مهرجان سينمائي عبر العالم، وقبله عُرض فيلم اشتباك لمخرجه محمد دياب.