هكذا بدأت رحلة 12 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا: جندتهم تركيا

الجمعة، 05 يونيو 2020 03:42 م
 هكذا بدأت رحلة 12 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا: جندتهم تركيا
محمد الشرقاوي

"تركيا تجند وتدرب وتنقل آلاف من المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا، وتهدد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، بدعمها للمقاتلين الأجانب".. هكذا قال سامح شكري وزير الخارجية، في الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة للائتلاف الدولي لمكافحة داعش عبر خاصية "الفيديو كونفرانس".
 
شكري أكد على ما تمثله الممارسات التركية من انتهاكات واضحة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن وللأهداف التي يصبو الائتلاف الدولي إلى تحقيقها، وهو ما يتعين معه أن يعمل الائتلاف على ضمان عدول تركيا الفوري عن هذه الممارسات.
 
الوضع في ليبيا يؤكد ما تقوله الحكومة المصرية، وتركيا تفاقم الوضع هناك، حيث دفعت بنحو 12 ألف مرتزق من الموالين لها في سوريا، من عناصر الفصائل التي تقاتل ضد الجيش السوري، من أعضاء تنظيمات القاعدة وداعش وغيرها الإرهابية.

تفصيلة المرتزقة السوريين في ليبيا
 
ماهية المرتزقة السوريين في ليبيا قد يراها البعض متشابكة، لكنها في النهاية تصب في خانة واحدة، وأنهم ممولون من تركيا، مهما كانت أيدلوجيتهم، ما يؤكد أن تركيا وراء كل هذا العنف في سوريا والمنطقة.
 
الحكومة التركية جندت مجموعات كبيرة من العناصر المسلحة المنتمية في أغلبها لعدة فصائل وتنظيمات، هي: الجيش الوطني المؤتمر من قبل تركيا، من فصائل: " لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، وعناصر من تنظيم الدولة –داعش-، وهيئة تحرير الشام – القاعدة، بالإضافة لمقاتلين جهاديين آخرين من الأكراد والتركمان. 
 
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة المرتزقة السوريين في ليبيا بنحو 11.200 مرتزقًا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2300.
 

ما قبل تجنيد المرتزقة؟
 
ولكي تجمع تركيا هذا العدد من المرتزقة وترسلهم إلى ليبيا، لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الليبي، في غربي ليبيا، كانت هناك مجموعة مع الإجراءات، بدأت بإنشاء مكاتب للتطوع: حيث عمدت الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية منذ بداية عمليات التجنيد إلى إنشاء مكاتب للتطوع واستقطاب الشباب السوريين وتجنيدهم وإرسالهم للقتال في الأراضي الليبية، وافتتحت عدد من المراكز ومكاتب التجنيد: في عفرين شمال حلب، من ضمنها مكتب تحت إشراف فرقة الحمزات، ومكتب تديره الجبهة الشامية، وافتتح لواء المعتصم مكتبًا في قرية قيباريه، إضافة إلى مكتب تحت إشراف لواء الشامل في حي المحمودية.
 
ومن بين الخطوات، تقديم رواتب مغرية، وصلت إلى 2000 دولار للفرد شهرياً، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المرتزقة قبل مغادرتهم، وقعوا على عقود تنص على حصولهم على رواتب شهرية تقدر بـ2000 دولارًا شهرياً، مع تعويضات تقدر بـ50 ألف دولارًا لمن يتعرضون لإصابات خطرة، وكذلك 100ألف دولارًا تدفع لأسرة من يُقتل منهم في الجبهات، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة، ووعود بمنح الجنسية التركية .
 
ولجأت تركيا أيضاً إلى التنسيق مع القواعد التركية ضمن مناطق سيطرة فصائل "غصن الزيتون ودرع الفرات" بريف حلب في شمال سوريا، لإعطاء المجند مبلغ مادي على سبيل "السلفة"، ومن ثم يتم نقلهم عبر الطائرات عبر الجسر الجوي التركي من داخل الأراضي التركية إلى طرابلس وكذلك السفن التركية للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي بغرض إلحاق الخسائر به وإضعافه لصالح أنقرة وحلفائها.

الأطفال أيضاً باتوا مرتزقة
 
ولم تحترم تركيا أي مواثيق دولية لحماية الأطفال، فعمدت إلى تجنيد الأطفال من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، ويذهبون إلى إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين بحجة العمل هناك، وبعضهم يذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قِبل الفصائل الموالية لتركيا، وترسلهم إلى ليبيا، ضمن مجموعات المرتزقة لدعم حكومة الوفاق.
 
ووفق المرصد السوري يتم ذلك من خلال إصدار وثائق هوية مزورة لهؤلاء الأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم، كما أكد شهود عيّان في منطقة درع الفرات أن قيادات المعارضة تجّند الأطفال السوريين مقابل 3 آلاف دولارًا، ومن ثم يتم تدريبهم على حمل واستخدام السلاح في معسكرات تدريب مخصصة للأطفال والمراهقين تديرها فصائل المعارضة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق